مازن البعيجي ||
ونحن بين مَن غرّتهُ الدنيا وبين مَن تناسى تكليفه إن لم يكن قد نسى ما مطلوب منه! وبين مسكين أقبلت عليه الدنيا بزينتها وزبرجها دون أن يعلمَ كيف ومن أين ولأي سبب؟! أهوَ بلاء أم ابتلاء؟! أم فتنة أم تأديب تقتضيه فترة ومرحلة معينة!!!
وحينما أفكّر ان أقيس قلبي الصغير بقلبك الشريف الكبير، وأنا انظر لجزء من المحنة في حدود عالَمي فأجد أن قلبي يكاد لايحتمل مايرى من مصائب ضمن مساحة محدودة جدا، ومجتمع لاتعدو نسماته المئآت من الناس، عندئذ أُدرك مدى إحاطتك بكل مساحات الكون المترامية الأطراف، وهو حاضر بإذن الله تعالى بين يديك وانت ترى وتراقب أحوال اصناف البشر وبكل فئآته من المفسدين والاشرار وآكلي السحت والمعتدين ومنتهكي الاعراض الى غير ذلك من مؤججي الفتنة ومروّجي إشاعة الرعب وما الى ذلك، فضلا عما لانعلم نحن وأنت المتفرّد بعلمهِ يامولاي بتحمّل آلام واحزان البشرية والمطّلع على من يرفع شعار الكذب والخداع ومن يدّعي مشاهدتك في غيبتك كذبا وزورا.
وانت تشهد كل ذلك بقلب ينزف لوعة وألمًا، وبعينين تبكيان بدل الدموع دما.
نعم يا سيد الأمر كل ذلك وأعظم، قد أخذ من قلبك الشريف كل فاسد ومفترٍ كلّ بحدود عمالته وما أنطوى عليه الشعار الذي أساسهُ ونصّهُ هو عداء لك ولقضيتك المنيفة الشريفة ، وأنا أتخيل كم أوجَعَ قلبك مثل ما يجري للعراق وفيه وهو يقع فريسة المارقين ومن سيخرجون يوما لمواجهتك ليقولون لك "ارجع يابن الزهراء من حيث اتيت لاحاجة لنا بك فالدين بخير!!! والدين الذي يعنون ، هو ذاك الذي ينسجم مع أهوائهم ومصالحهم وما يشتهون، وما به للمغفلين يصطادون ويستدرجون! الملكُ عقيم يا سيد الأمر أيها الأمل الموعود ،وقد سقط ببئره أقوام لاسم الدين فقط يعرفون وبه يتبجّحون، ومن اتخذ منه سلّما من خلاله يرتقون الى المعالي التي يطلبونها من دنيا زائفة ، فأن أدركوها اختصوا بذلّ أشرف الناس ومنعوهم حقوقهم إن لم ينكرونهم ويتجاهلون!
قلبي لقلبك الموجوع الفدى يا من تتحسر علينا ونحن مثل السفارة التي تقاتل دين جدك، تسيّرنا وتوظفنا، ابناء شذّاذ الآفاق، ليقتلوا الأحرار.، وتقطع أوصال المؤمنين وتبعدُ الشرفاء عن ساحة القرار.
لا يريدون لجمكران أن ينوب عن مسجد السهلة أو مشهد الرضا عن أميرنا، بواغي العصر ومتَسَفيِنةُ العصر قبل ظهور سفيانهم آخر الزمان!!
لله درّك يامولاي!! كيف تنظر ومثل روحك تحمل اضخم تكليف من اجلنا ونحن والقوم عنك مشروعك غافلين! مشروعك الذي أعدّهُ الله لأسعاد البشرية وإصلاح مافسد مم دينهم ودنياهم! أنّى لقلبك الصبر وكلّ ماآلت إليه الأمور عكس بوصلة السماء ودون ما تتمنى وتريده لنا ولأجلنا.
(عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرى الخَلْقَ وَلا تُرى وَلا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى)
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha