مازن البعيجي ||
هذه المَلَكة - البصيرة - التي لا تأتي بها الشعارات والمظاهر القشرية وهي على حد كبير من النبوءة والاستشراف المسدَّد الدقيق الذي طالما اخبر عن حوادث وقت إخبارها لم يكن ممكنا التصديق به والتعقل! بل عندما يُكتشَف مخطط أو ما سوف يحدث مستقبلا، نرى ان ما أُخبِر عنه قبل الوقوع هو ذات ماوقع اليوم واقترب من حقيقة ما ما اُخبِر عنه .
من هنا عرفنا أنّ أهل التقوى والورع والإخلاص لهم معرفة تسبق وقوع الحدث وإن اختلف المضمون وهذه الخاصية غالبا ماتصبّ في روافد الخير فإما تبشّر او تُنِذر على اساس الرؤية النورانية الثاقبة المنطلقة من حسٍّ نقيّ طاهر مرتبط بالله تعالى في كل أحوال صاحبه.
انها البصيرة! اذ يثبتها ماجاء في الحديث عن النبي"صلى الله عليه وآله وسلم"
(إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله)
لأن تلك الرؤية هي من قبيل صفاء المرآة الروحية التي تؤهله للاستكشاف الدقيق والعميق .
ولعل ما قام به وماقال مثل السيد الخُميني العظيم "قدس سره الشريف" عن الثورة وعن ماسيحصل بعدها مع الأعداء، وتأكيد طرق تفكيرهم والإصرار على اتباع الحلول التي تنسجم مع مخططاتهم، كل ذلك يكفي مصداقا وشاهدا على مايتمتّع من بصيرة نافذة تستقرأ الواقع قبل حدوث الوقائع، ولعلّ هذه الملكة يسيرة المنال إن أحاطتها التقوى وصَقلها الاخلاص وهذّبها الورع والانقطاع الى الله حتى تستقرّ في الجَنان وتنهلُ من مصدر الفيض الذي يسددّهها ويؤيدها في القول والفعل، فقد نرى على هذه الشاكلة بما عليه الولي الخامنئي المفدى في عشرات الحوادث والحوارات والتصدي الذي جاء صدق نبوءته مائة بالمائة ، وكذلك الحاج قاسم سليماني وهو يتمتع ببصيرة فائقة الدقة واستشراف يجعل الأشياء أمامه ماثلة ويراها رؤى العين المجردة .
والمعركة اليوم كما يقول عنها الولي الخامنئي المفدى هي معركة "بصيرة" ونباهه ووعي وادراك ومن هنا لا يكفي مجرد تخيل أننا قادرون على خوضها دون توكل على من يمنح البصيرة والتسديد في مثل هذا المجال .
لذا تجد ضحايا العدو الماكر والإعلام الأستكباري عند شخصيات ظاهرية لا تحمل من البصيرة الشيء القليل فضلا عن الكثير!
روي عن الامام الصادق عليه السلام: "العامل على غير بصيرة کالسائر على غير طريق، فلا تزيده سرعة السير الا بعداً".
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha