رياض البغدادي ||
هذا ما اختصرته من كتب التفسير في تفسير الآية (٥٠) من سورة النور ..
قال تعالى :
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)
كلمة أم للاستفهام ومعناه الخبر وهذا مما يستعمله العرب كثيرا ، والآية تتحدث عن ثلاث أحوال أضمرها المسلمون الذين رفضوا الاحتكام الى النبي ، فالحال الاولى هي النفاق وذلك في قوله تعالى ( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) والحال الثانية الشك الذي دخل قلوبهم وذلك في قوله تعالى ( أَمِ ارْتَابُوا ) والحال الثالثة هي قوله تعالى ( أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ) وهي تشير الى تعلقهم بحب الدنيا الى حيث يتركون الدين بسببه ، وجعل الله الحيف منسوبا الى الله والى رسوله وإنما المعنى للرسول وهذا يفسره انه تعالى قال ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ ) ولم يقل ليحكما وهي اشارة الى ان حكم النبي انما هو حكم الله تعالى بلا فصل .
هب ان هذه الأحوال متغايرة ولكنها متلازمة فكيف ادخل عليها أم ؟
الأقرب انه تعالى ذمهم على كل واحدة من هذه الاوصاف ، فهم منافقون مرتابون ويخافون الحيف ، وكل واحد من ذلك كفر ونفاق ، ثم وصفهم تعالى بالظلم ، لان الظلم يتناول كل معصية ، وهي كذلك اشارة الى أن امتناعهم عن الاحتكام الى النبي ، انما يضمرون به ظلم خصمهم والتجاوز على حقه ، وهذا لا يتأتى لهم بالاحتكام الى النبي (ص) .
نفحات قرآنية
https://telegram.me/buratha