رياض البغدادي ||
هذا مختصر تفسير الآيات (٥-٧) من سورة (المؤمنون) بسم الله الرحمن الرحيم «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. الَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ» .
وهذه هي الصفة الخامسة من صفات المؤمنين الذين بشرهم الله تعالى بالفلاح .
الفروج هي كل موضع يفيد الإستمتاع ، سواء كان في الرجال أو النساء ، وأما يحافظون جاءت من الحفظ وهو صيانة الشيء ورعاية حرمته ، وهناك أسئلة عديدة قد تكون أجوبتها بياناً للآية وإيضاحاً لمعانيها ، وهي كالاتي :
1. لماذا لم يقل إلا عن أزواجهم ؟
الجواب : متعلق بمحذوف والمعنى أنهم ملومين إلا على أزواجهم فهم غير ملومين .
2. لماذا قال ما ملكت والـ ما تستخدم لغير العاقل ؟
الجواب : قيل إن القرآن عامل ملك اليمين على الحال التي هو فيها من بيع وشراء ، وكأنها غير محسوبة على البشر ، وهذا الجواب وإن كان فيه ما يشين لكنه مما أجمع المفسرون عليه ، أو إنها تشير الى العقود التي تنشأ على أساسها العلاقة الجنسية بالنساء لا الى النساء خاصة ولهذا وردت بلفظ (ما ).
3. اليست هذه الآية تدل على تحريم المتعة ، لأن المتعة ليست زوجة ولا هي ملك يمين ؟
الجواب : المتعة هي زوجة لكنها الى أجل ، فلو كانت المتعة سفاحاً لما أمر الله تعالى بها ، كما هو إجماع المسلمين .
أو ان ملك اليمين هو أوسع مما أطلق على الجواري اللاتي يبعن ويشترين ، فملك اليمين هو كل ما تملك التمتع به من النساء ، بما أديت لأجله المال ، فكل ما تبذل قبالته مالا يسمى ملك يمين ، والمتعة منها فهي تمتع مقابل بذل المال ، نعم الزوجة الدائمة ايضاً تبذل لها مهرها لكنها لا تسمى ملك يمين ، لان البذل هنا ليس للتمتع والجنس خاصة ، بل الغاية منه بناء الأسرة وإنجاب الأولاد وإن كان التمتع الجنسي متضمناً فيه .
فمن إبتغوا أي أرادوا أن يتعدوا حدود ما أمر الله تعالى به فهم كاملوا العدوان والمتناهون فيه.
سئل الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) فقال كل ما كان في كتاب الله من ذكر حفظ الفرج فهو من الزنا الا في هذا الموضع فإنه للحفظ من أن ينظر اليه.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
https://telegram.me/buratha