رياض البغدادي ||
مختصر تفسير الآيات ( ٤٢-٤٤ ) من سورة المؤمنون
بسم الله الرحمن الرحيم «ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ» (44)
اعلم أن الله تعالى يقصص القصص في القرآن تارة على سبيل الإجمال وتارة بالتفصيل ،وقيل أن المراد بهذه القرون التي ذُكرت في الآية (٤٢) هم أُمم لوط وشعيب وأيوب ويوسف عليهم السلام .
قوله تعالى «ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ » أي أن الله تعالى ما أخلى الأرض من الحجج المكلفة بالتبليغ ،وأما قوله تعالى «مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ » فيحتمل أنها آجال تكليفها وهلاكها وهي تسير بتوقيتات لا يحدث فيها تأخير ولا تقديم .
وهنا مسألتان :
الأولى – قيل أن الآية تدل على أن المقتول ميت بأجله .
الثانية – قوله تعالى « مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ » يعني أن الأمم لا يتقدم بعضها على بعض ،فكل منها مؤقتة بوقت ،فلا يحدث هلاكها ولا عذابها الا بالوقت المعلوم .
قوله تعالى «ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى » أي في تواتر مستمر لا ينقطع « كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ » أي أن الأمم تسلك السلوك ذاته مع الأنبياء ولا تعتبر من التي سبقتها لذلك قال تعالى « فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا » أي بالهلاك « وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ » أي بهلاكهم صاروا مجرد أحاديث يتناقلها الناس « فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ » على وجه الدعاء والذم والتوبيخ .
https://telegram.me/buratha