مازن البعيجي ||
في الغالب أن الأنبياء سلام الله عليهم كل نبي اُرسل وحدهُ ليكون قائدا لأمة ما ولم يتعدد المرسلون في ذات الأمة او العصر الواحد إلا نادرا . وهذا التصرف ليس عبثيا ولا دون هدف ، لأن الله سبحانه وتعالى الحكيم في كل تصرفه لابد أن يكون ناظرا الى فلسفة عميقة في هذا الأمر ، وهذا لا ينطبق عليه القول لو ارسلنا الأنبياء والمرسلين دفعة واحدة لعاشوا دون خلاف ، نعم لو كانوا كل الأنبياء والمرسلين والمعصومين في مكان واحدة لكان تصرفهم الانسجام الكامل للمكانة التي هم عليها فالكلام هنا مختلف تماما ، نحن نقصد أن الله تبارك وتعالى لم يرسل اكثر من نبي لأمة ليكون قائدا لها يرشدها الطريق نحو الله الخالق العظيم .
وهذا فيه فوائد كثيرة على مستوى مركزية القيادة وتحديد الهدف وجريان الامور على يد نبي واحد دون ما تتشتت الأمة على اكثر من قائد ويحصل الضعف والكلام في مستوى القيادة ورص الصفوف حول خلق طاقات وبناء قوة تمنحها الوحدة في القرار لا التعدد في القرار!
فلماذا قبلنا القيادة هنا تكون لنبي واحد ورفضناها في من هم خلفاء الأنبياء على ما ورد العلماء خلفاء الأنبياء!؟ لتكون بين كثيرين كل له آراء اختلفت فلسفتها في بعض الأحيان حد التباين كما في رؤية الولاية العامة من عدمها ، او تبعضها ، او النظر للعمل السياسي من عدمه ، مدنية الدولة او دينيتها وهكذا مما يترتب عليه اختلاف النتائج جزما ولا محل للقول هنا اختلاف امتي رحمة! بأي امر قبلت - القيادة - هنا وتغيرت على مستوى خلفاء الأنبياء والمرسلين وهم العلماء؟! الم يكن من المنطق السير ضمن مسار وحدة الأنبياء بالقيادة الذي هو نهج معصوم وهذا ذاته رأيناه في تولي المعصومين عليهم السلام القيادة أيضا واحد بعد واحد وبشكل دقيق جدا دون تداخل في القيادة!
أي حكمة سنت قانون التعدد في العلماء لم يكن ليراه الله العظيم في الأنبياء مع أن الاول مضمون العصمة في الاختلاف والتعدد والتالي ليس كذلك في العلماء! لنرى اليوم تعدد الولائات وتعدد الفلسفات بل وتعدد الآراء المتضادة احيانا لتنشأ منها معارك وصدامات لا نتاج لها غير الضعف وخلق مواد اولية للمؤامرات كما هو حاصل في الساحة الإسلامية والشيعية منها .
( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الأنبياء ٢٢ . من ناحية القيادة هذا القول إلا ينطبق وهو مؤشر على أن تعدد القيادة فساد او قد ينتج فساد؟!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha