✍🏻 منتصر الجلي ||
يقول الله سبحانه وتعالى ( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ .) من سورة الجاثية- آية (4)
هي سنن الحياة وبقايا الكون وآثار الخالق العظيم ،الله، وهي الروابط الشاهدة على الصلة بين السنن الإلهيه وبين مفهومية العيش والمخلوقات والكون وما حوىِ
العمق الكوني لمجريات الخلائق وفق المبادئ الربانية والدستور الكوني يوم خلق الله السماوات والأرض وقال لهما آتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين.
وفي دلالات العلاقة بين التوحيد للواحد والأعتراف للمعبود كخالق مدبر وبين التسبيح والتعظيم وفي كل خليقة سبحانه له تسبيح وذكر ولها صفة ودور.
وضمن التجربة الكونية والسلسة العميقه بين الكون وأشياءه وبين الإنسان هو دور تكاملي بين التكريم والتسخير لمسؤولية ذات أوجه عدة تربطها بالخلائق وحدة العمبود ووجهة الوظيفة .
فالولاية من دراسة كونية فيزيائية ذات أبعاد روحية تخلق المعرفة الكامله بالخالق وتزرع الوسيلة والفضيله والدرجة الفاضلة بين مخلوقات مُسخّرة للكمال الإنساني لهذا المخلوق الإنسان.
فالولي والولاية لها موازينها المحددة ووظائفها المناطة بها إذا ما اتبع الناس مفهومها كما جاء في عمق الرسالة القرآنية والرسول الخاتم.
فحين الحديث عن الشمولية والمسؤولية والطاعة والاقتداء والوحدة والعدل ،كلها معانٍ هي من وظيفة الولي القائم وهي في الوقت ذاته من صفات الخالق من له الولاية الكاملة على شؤون مخلوقاته.
إذ في الولاية الكونية الاستقامه والسلام المحتوم للبشرية فمجريات الولي التي هي قوانين حسب الدستور الرباني هي معايش للناس ولتستقيم وحدة الإنسان والأمم إذا ما عرفت حق الولاية قيمتها وكنزها الثمين.
وحين تتحقق الولاية الكونية تتكون استراتيجية الثبات التي هي جزء لا يتجزأ من استمرارية الولاية عبر العصور فديمومتها الاستراتيجية عبر السنين منذ البلاغ المبين يوم خم ، زخرت بالثبات في الأتباع للمخلصين للولي الذي مُثَّلت في الإمام علي عليه السلام _ كما الثبات يكمن في استراتيجية القوة لدى الولي ومعارف وعلوم ونقلة تاريخ وأصحاب معارف.
فالولاية ليست ذات طابع عفوي يتصف بالقِدم، بل جِدته مستمرة ثابتة مع تغير فصول العصور والسنوات "فالزمن هنا حتميته التغير والولاية ثابتة لا تغير " بل لها حداثتها المعاصرة المواكبة لكل عصر وسنة وجيل من الأجيال ...فالمعاصرة من سمات الولاية وهي ذات تداخل عميق في حكومة الإسلام وسياسته الخارجية، فلا بُعد للولاية عن واقع الناس وشؤون حياتهم فهي من تبني في واقع حياتهم مضامين الدين وسياسة الاتباع والولاء والعداء وتبين لهم مفاتيح العلوم وبصائر الدنيا .
إذ في الحكومة التي تغذوها الولاية الإلهية المنبثقة "من علم وكتاب " يكون الشد الروحي والبناء المعرفي والمؤسسي والاقتصادي والمعرفي والاجتماعي وبناء هيكلية الحياة كلها على أسس متبعة من خلال دستورية القرآن وزاخر علومه التي يستنبطها الولي بما وهب له الله وقدَّر من علم ورشد حتمي.
وهذه نبذة عن الولاية بأبعادها الفسيولوجية الحديثه ذات الطابع الحداثي التي نسب إليها مُحدثِي العصر ومدارس التنظير ومخرجات الجامعات الأوروبية القِدم والحدودية والتلاشي في حين أنها مشروع إلهي طويل المدى لو هم يوقنون.
https://telegram.me/buratha