حامد كماش آل حسين
تميز الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بعدة مناقب وألقاب وقد تكلمنا عن لقب «أمير المؤمنين» ولقب «قائد الغر المحجلين» ولقب «يعسوب الدين» ولقب «أبو تراب»، ولقب «إمام المتقين»، واليوم نتكلم عن لقب ومنقبة أنه «وليد الكعبة».
وليد الكعبة:
بداية نقول ان الإمام علي «عليه السلام» ولد بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، حين كان عمر رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ثلاثين سنة، وذلك بعد زواج رسول الله «صلى الله عليه و آله وسلم» من خديجة بخمس سنين، وقبل المبعث بعشر سنين، فكانت ولادة الإمام علي «عليه السلام» حوالي عام 600م (23 قبل الهجرة).
وتعد ولادة الإمام علي «عليه السلام»، داخل الكعبة من الفضائل المختصة به، حيث لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام، اكراماً له بذلك واجلالاً لمحله في التعظيم، وقد نقلت هذا الحدث معظم المصادر الإسلامية الشيعية والسنية، وعد اغلبهم هذا الخبر متواتراً.
حديث الولادة:
ذكر الشيخ الصدوق «ت381هـ» ولادة الإمام في الكعبة في ثلاث من مؤلفاته حيث قال:
((... عن سعيد بن جبير، قال: قال يزيد بن قعنب: كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء البيت الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين «عليه السلام» وكانت حاملة به تسعة أشهر، وقد أخذها الطلق فقالت: ربي إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل «عليه السلام»، وأنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي.
قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط، فرمنا أن يفتح لنا قفل الباب، فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمراً من الله تعالى، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين «عليه السلام»، ثم قالت: إني فضلت على من تقدمني من النساء، لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً، وأن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً، وإني دخلت بيت الله الحرام وأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه علياً فهو علي والله العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي ووقفته على غامض علمي وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني فطوبى لمن أحبه وأطاعه وويل لمن عصاه وابغضه)).(1)
ومن المعلوم: أن للكعبة باباً يمكن منه الدخول والخروج، ولكن الباب لم ينفتح، بل إنشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة، وحتى لا يمكن إسناد الأمر إلى الصدفة.
والغريب: أن الأثر إنشقاق الجدار لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى اليوم بالرغم من تجدد بناء الكعبة في خلال هذه القرون، وقد ملأوا أثر الانشقاق بالفضة، والأثر يرى بكل وضوح على الجدار المسمى بالمستجار، وغالبية الحجاج يلتصقون بهذا الجدار ويتضرعون إلى الله تعالى في حوائجهم.
الأحاديث والروايات:
1. قال الإمام علي «عليه السلام»: (... أن أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم، فانشق حائط الكعبة، وسمعت قائلاً يقول لها: أدخلي، فدخلت في وسط البيت، وأنا ولدت به، وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي).(2)
2. في خطبة الإمام الحسن «عليه السلام» لما تولى الخلافة بعد استشهاد أبيه، قال فيها: (لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقيه بنفسه، وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوجهه برايته، فيكتنفه جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه، ولقد ولد في بيت الله الحرام، ولم يولد فيه أحد غيره قط... ).(3)
3. (... عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن الحسين «عليهما السلام» يقول: إن فاطمة بنت أسد ضربها الطلق وهي في الطواف، فدخلت الكعبة، فولدت أمير المؤمنين «عليه السلام» فيها).(4)
4. (... عن عتاب بن أسيد قال: ولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب «عليه السلام» بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب وللنبي «صلى الله عليه وآل» ثمان وعشرون سنة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة).(5)
أقوال علماء أهل السنة:
سوف نذكر هنا بعض نصوص علماء أهل السنة، والتي تؤكد هذه المنقبة للإمام:
1. قال الفاكهي«ت275هـ»ـ: (أول من ولد في الكعبة من بني هاشم من المهاجرين علي بن أبي طالب).(6)
2. قال المسعودي «ت346هــ»: (وكان مولده في الكعبة).(7)
3. القفال الشاشي الشافعي «ت365هــ»: (لم يولد في الكعبة إلا علي).(8)
4. قال الحاكم النيسابوري الشافعي «ت405هـ»ـ: (تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة).(9)
5. قال البستي المعتزلي «ت420هـ»ـ: (أن فاطمة بنت أسد قالت: لما قرب ولادتي بعلي «عليه السلام» كانت العادة في نساء بني هاشم أن يدخلن البيت الحرام ويمسحن بطونهن بحيطانه، فيخف عليهن الوضع، فخرجت مع جنيني وقضيت حاجتي من البيت، فلما أردت أن أخرج وإذا بعلي كأنه عمود من حديد ... وولد من ساعته في الزاوية اليمنى من ناحية البيت).(10)
6. قال محمد بن شجاع الدين الموصلي الشامي «ت646هــ»: (ولد في الكعبة المعظمة، ولم يولد بها سواه في طلقة واحدة).(11)
7. قال سبط ابن الجوزي الحنفي «ت654هـ»ـ: (روي أن فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعلي «عليه السلام»، فضربها الطلق، ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعت فيها).(12)
8. قال الكنجي الشافعي «أستشهد في 658هــ»: (ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكة في بيت الله الحرام، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحله في التعظيم).(13)
9. قال النخجواني «كان حياً في 724هــ»: (أن عليا «عليه السلا» ولد في الكعبة..).(14)
10. قال الجويني الشافعي «ت730هـ»: (لم يولد في الكعبة إلا علي).(15)
11. تأكيد الذهبي الشافعي «ت848هـ» على قول الحاكم النيسابوري: (تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة).(16)
12. قال الزرندي الحنفي «ت750هـ»ـ: (ولد كرم الله وجهه في جوف الكعبة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة على المشهور وقيل لخمس وعشرين وقيل أقل من ذلك).(17)
13. قال ابن الصباغ المالكي «ت855هـ»: (ولد علي «عليه السلام» بمكة المشرفة بداخل البيت الحرام ... ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً له وإعلاءاً لمرتبته وإظهاراً لتكرمته).(18)
14. قال الصفوري الشافعي «ت894هـ»: (أن علياً «عليه السلام» ولدته أمه بجوف الكعبة شرفها الله، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها، ذلك أن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، أصابها شدة الطلق، فأدخلها أبو طالب الكعبة، فطلقت طلقه فولدته يوم الجمعة في رجب سنة 30 من عام الفيل).(19)
15. قال ابن خاوند شاه «ت903هـ»: (وكان ميلاده «عليه السلام» في جوف الكعبة ... ولم تتح هذه السعادة لأي أحد منذ بدء الخليقة إلى الغاية، وأن لصحة هذا الخبر بين المؤرخين المتحفظين على الفضائل صيت لا تشوبه شبهة، وتجاوز عن أن يصحبه الشك والترديد).(20)
16. قال الديار بكري «ت982هـ»ـ: (وفي السنة الثلاثين من مولده «صلى الله عليه وآله»، ولد علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكعبة...).(21)
17. قال العلامة محمود بن محمد الشيخاني القادري الشافعي المدني «من القرن11هـ»: (لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحله في التعظيم).(22)
18. قال الحلبي الشافعي «ت 1044هـ»: (أن علي «عليه السلام» ولد في الكعبة).(23)
19. قال صفي الدين باكثير الحضرمي الشافعي «من القرن11هـ»: (كانت ولادته بالكعبة المشرفة، وهو أول من ولد بها، بل لم يعلم أن غيره ولد بها).(24)
20. قال المحدث الدهلوي «ت1052هـ»ـ: (أن ولادته كانت في جوف الكعبة).(25)
21. قال ولي الله الدهلوي الحنفي «ت1176هـ»: (قد تواتر الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علياً في جوف الكعبة، فأنه ولد يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده).(26)
22. الحافظ البدخشاني الحارثي «من القرن13هـ»: (ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، ولم يولد قط في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده، وهذه فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً لمحله ومنزلته وإعلاء لقدره).(27)
23. قال اللكهنوي الحنفي «ت1225هـ»ـ: (ولادة معدن الكرامة في جوف الكعبة، ولم يولد أحد فيها غيره، وقد خصه الله تعالى بهذه الفضيلة، وشرف الكعبة بهذا الشرف).(28)
24. جاء في قصيدة الشاعر الحنفي عبد الباقي العمري «ت1278هـ»:
أنت العلي الذي فوق العلا رفعا ..... ببطن مكة عند البيت إذ وضعا (29)
25. قال الآلوسي «ت1270هـ» وهو يشرح قصيدة عبد الباقي العمري، فقال في شرح البيت المذكور اعلاه: (وفي كون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت، أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة ... ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه، وما أحرى بإمام الأئمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين)(30)
26. قال القنوجي «ت1307هـ»: (ولدته في مكة المكرمة في جوف بيت الله الحرام، ولم يولد أحد غيره في هذا المكان المقدس).(31)
27. قال الشبلنجي «من القرن13هـ»: (ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه).(32)
28. قال السيد علي جلال الدين الحسيني المصري: (أنه «عليه السلام» ولد بمكة في البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل).(33)
29. قال عبد المسيح الانطاكي صاحب مجلة العمران المصرية في قصيدته العلوية التاريخية والتي تشتمل على (5595)(34) بيت من الشعر خصصها للحديث عن حياة أمير المؤمنين «عليه السلام» جاء منها:
في رحبة الكعبة الزهـــرا قد انبثقت ..... أنوار طفــــــل وضاءت في مـغانيها
واستبشر الناس في زاهـــــي ولادته ..... قالــــــــوا: السعـــــــــــــود له لابد لاقيها
قالوا ابن من؟ فأجـــــــــابوا: أنه ولــــد ..... من نسل هاشم من أسمى ذراريها
هنوا أبا طالب الجـــــــــواد والــــــــــــــده ..... والأم فاطــــــــمة هبوا نهنيــــــــــــــــــــــها
إن الرضيع الذي شام الضياء ببيت ..... الله عزته لاعز يحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكيها(35)
وعلق الأنطاكي على ما جاء في قصيدته قائلا:
(كانت ولادة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين في العام الثلاثين لولادة المصطفى عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام على ما حقق المحققون، فتكون ولادته الشريفة حوالي سنة ست مائة وواحد مسيحية، ومن بشائر سعده عليه صلوات الله أنه ولد في الكعبة كرمها الله، ولدته أمه فيها، فاستبشر بذلك أبوه وعمومته).(36)
30. قال عباس محمود العقاد: (ولد علي في داخل الكعبة، وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان ميلاده إيذاناً بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها).(37)
31. قال عبد الفتاح عبد المقصود: (تلك ولادة لم تكن قبل طفلها هذا لوليد، ولم يحز فخرها بعده وليد، أكرمه بها الله، وأكرم أمه وأباه، فكأن تكريماً لفرعي هاشم الذي انحدر منه الطفل عن فاطمة وعن أبي طالب حفيدي الأصل الثابت الكريم، وأقبل القوم حين انتبهوا يستبقون إلى السيدة يعاونونها، ويأخذون بيدها، ويملؤن الأبصار بطلعة ذلك الذي كان بيت الله مولده، وستر الكعبة ثوبه، كأنما أوسع له في الشرف باجتماعه في كلا المولد والمحتد).(38)
32. قال روكس بن زائد العزيزي المسيحي: (كانت ولادته في البيت الحرام إيذاناً بأن الأصنام قد هزمت إلى الأبد).(39)
نكتفي بهذه الأقول فقد اطلنا كثيراً، .....
شبهات وردود:
الشبهة ( 1 ):
نلاحظ ان البعض عندما يمر بهذه المكرمة العظمى لأمير المؤمنين «عليه السلام» لا يتحملها في نفسه حقداً وبغضاً فيحاول ان يلقي شبهات او يضعف تلك المكرمة بشتى الطرق ومنهم الزبير بن بكار والذي زعم خلافاً لجميع المؤرخين ان المولود في الكعبة هو حكيم بن حزام.
قال الزبير بن بكار:
(حدثني مصعب بن عثمان قال: دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش، وهي حامل متم بحكيم بن حزام فضربها المخاض في الكعبة، فأتيت بنطع حين أعجلها الولاد فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع).(40)
الجواب:
يحاول البعض تجاهل كل أقوال العلماء والمؤرخين، ورواة الحديث والأثر، والضرب بها عرض الجدار، ويسعون وبكل جرأة ولا مبالاة ليثبتوا تلك الفضيلة والمنقبة لرجل آخر غير الإمام علي «عليه السلام»، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت للإمام علي «عليه السلام» أيضاً.
ونحن قبل مناقشة نص رواية «الزبير بن بكار»، سوف نتكلم حول النقاط التالية:
1. من هو حكيم بن حزام.
2. من هو الزبير بن بكار.
3. مناقشة رواية الزبير بن بكار.
1. من هو: حكيم بن حزام:
– هو أبو خالد، حكيم، وقيل : حكم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (قريش) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، القرشي، الأسدي، المكي.
– ابن أخ السيدة خديجة بنت خويلد «عليها السلام».
– ابن عم الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب... عدنان
– أمه: أم حكيم بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ... عدنان
– ولد في (65 ق ه - 558م في مكة المكرمة، وشهد حرب الفجار.
– من صحابة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وأسلم عام الفتح فهو من الطلقاء ومن المؤلفة قلوبهم، وأحد سادات وأشرف وأجواد قريش في الجاهلية والإسلام، وكان عالماً بالأنساب، ومن ندماء الحارث بن هشام بن المغيرة.
– قال محمد بن عمر: شهد حكيم بن حزام مع أبيه الفجار، وقتل أبوه حزام بن خويلد في الفجار الآخير.(41)
– كان يتاجر في الرقيق، فيأتي بهم من الشمال ويبيعهم في الحجاز، ولما أسلم أخذ يتاجر في الطعام، فكان يشتري كل طعام يدخل المدينة المنورة ويحتكره، فكان النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» يمر عليه ويقول: إياك أن تحتكر!
– اشترك وهو كافر في واقعة بدر في السنة الثانية للهجرة، وكان من مطعمي قريش فيها، ثم هرب من المعركة ونجا من القتل، لكونه كان من جملة المطعمين في معركة بدر ومن الباذلين أموالهم فيها للقضاء على النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» والمسلمين شملته الآية /36 من سورة الأنفال: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون).
– في أيام كفره كان من جملة الذين اجتمعوا في دار الندوة للتآمر على النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» والقضاء عليه، واشترك مع مشركي قريش في هجومهم على بيت النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ومحاولتهم لاغتياله، ولكن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» خرج إلى المدينة مهاجراً، وجعل في فراشه الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام»، وتخلص من شرورهم.
– كان يسكن مكة، فلما فتحها النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في السنة الثامنة للهجرة أسلم المترجم له، فجعل النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» داره من الأماكن الآمنة لمن دخلها: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن)، على رواية.
– كان في ذلك اليوم يتجسس على النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» والمسلمين.
– شهد مع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» واقعتي حنين والطائف، وقد خرج حكيم بن حزام وأبو سفيان وصفوان بن أمية وعبد الله بن أبي ربيعة إلى معركة حنين لا لنصر الإسلام بل كما قال الواقدي : ينظرون لمن تكون الدائرة، واضطربوا خلف الناس والناس يقتتلون، أي تسببوا في هزيمة المسلمين.
– اشترك في تشييع جنازة عثمان بن عفان، وكان عثمانياً متصلباً، وبعد موت عثمان تردد وتلكأ عن بيعة الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام».
– روى عن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» أحاديث وروى عنه جماعة، قيل له في كتب الحديث 40 حديثاً.
– عمر طويلاً، وكف بصره، وقيل عاش نحو 120 سنة، وتوفي سنة 54 ه - 674م بالمدينة المنورة في حكم معاوية بن أبي سفيان.
– قال البخاري(42): عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي لاسلام ستين سنة، قاله إبراهيم بن المنذر.
– قال محمد بن عمر الواقدي: «وقدم حكيم بن حزام المدينة، ونزلها وبنى بها داراً عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين، ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن مائة وعشرين سنة».(43)
– ولد له: أم هشام، وهشام، وخالد، ويحيى، وعبد الله، وأم عمرو، وحزام فذلك سبعة.(44)
– قال ابن عبد البر في ترجمة عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي صحب النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» هو وأبوه حكيم بن حزام وإخوته هشام وخالد ويحيى بنو حكيم ابن حزام وكان إسلامهم يوم الفتح وقتل عبد الله بن حكيم هذا يوم الجمل مع عائشة وهو كان صاحب لواء طلحة والزبير بن العوام يومئذ.(45)
2. من هو الزبير بن بكار:
– هو أبو عبد الله الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوامبن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.
– فهو من نسل عبد الله بن الزبير بن العوام، من ولده ثابت.
• وولد لثابت أبنه مصعب بن ثابت، قال فيه ابن أبي حاتم: (... قال أحمد بن حنبل: مصعب بن ثابت أراه ضعيف الحديث .. قال يحيى بن معين: نا عبد الرحمن، قال: سألت أبي عن مصعب بن ثابت فقال: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي، قال أبو زرعة: مصعب بن ثابت ليس بالقوي).(46)
• وولد لمصعب أبنه عبد الله بن مصعب بن ثابت: الذي كان على علاقة وثيقة بالدولة العباسية حيث كان من أصحاب المهدي (47) ثم الهادي ثم الرشيد، يقول مصعب الزبيري: (كان عبد الله بن المصعب بن ثابت في صحابة المهدي، صحبه سنتين حين قدم المهدي المدينة، وجلس للناس يعطيهم الأموال، يعطي الرجل من قريش ثلاثمائة دينار ويكسوه سبعة أثواب، فصحب ذلك العام عبد الله بن المصعب فلم يزل في صحابته وصحابة هارون الرشيدحتّى مات سنة84).(48)، وكان المهدي قد ولاه اليمامة، وولاه الرشيد المدينة ثم اليمن ولما جاء أمر تولية اليمن بعث عبد الله بن مصعب أمامه الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان بن خالد بن حزام حتى يقدم اليمن(49)
قال ابن النديم: وكان عبد الله من أشرار الناس متحاملاً على ولد علي «عليه السلام»، وخبره مع يحيى بن عبد الله (50) معروف(51)، كان متهماً في نسبه حتى أن مصعب بن ثابت نفاه عن نفسه مراراً.(52)
• وقد خلف عبد الله من الأولاد مصعب المعروف بالزبيري، وبكار والد الزبير بن بكار:
- أما مصعب الزبيري: فكان راوية أديباً محدثاً شاعراً، واستوطن بغداد حتى وفاته في 233هـ أو 236هـ وله 96 سنة، وله مؤلفات أهمها (نسب قريش).(53)
- أمّا بكار: وهو والد الزبير فقد خلف والده في ولاية المدينة أيام هارون الرشيد لمدة ثلاث عشرة سنة(54) وكان قد تعرض لهجاء الشعراء هو وأخيه مصعب الزبيري، وفي الشعر أدناه إشارة لتهمة عبد الله بن مصعب في نسبه:
تدعي حواري رسول الله تكذباً ..... وأنتــم لــــــــوردان الحمير سليل
ولـولا سـعايات بآل محــــــــــــــــــــمد ..... لألفــــــــــى أبوك العبد وهو ذليل
ولكنه باع الـقلــــــــــــــــــــــــيـل بدينـه ..... فطال له وسط الجحيم عويل
فنال به مالاً وجـــــاهاً ومـنكحاً ..... وذلك خزي في المعاد طويل(55)
هذه هي سلسلة نسب الزبير بكار وآبائه وتاريخهم:
– فهو الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.
– ولد في المدينة المنورة (172هـ - 788م)، وسكنها مع أهله بني الزبير.
– أخذ الزبير عن عمّه مصعب الزبيري، وعن محمد بن الضحاك بن عثمان من آل حزام، وعن عبد العزيز بن عبد الله.
– كانت علاقته وثيقة بالدولة العباسية، وله من الكتب نسب قريش والذي لم يصل إلينا إلاّ قطعة عن آل الزبير نشر باسم جمهرة نسب قريش، وكتاب الموفقيات ألفه للموفق العباسي.
– أولاه المتوكل رعاية خاصة، فعينه قاضياً على مكة سنة 242هـ.
– توفي الزبير في مكة (256هـ - 869م) وهو قاض عليها ودفن فيها، وكان سبب موته أنه سقط من فوق سطح بيته، فانكسرت ترقوته ووركه، فمكث يومين لا يتكلم ثم مات، وصلى عليه ابنه
مصعب، ودفن إلى جانب قبر علي بن عيسى الهاشمي العباسي في مقبرة الحجون.
– أقوال العلماء فيه:
- يقول عنه ابن حجر: (فكان من أهل المدينة، وهو أخباري نسابة، وشاعر صدوق، وراوية نبيل القدر، كان دائب السفر إلى بغداد، وتولى قضاء مكة حتى وفاته سنة256هـ، وحضر جنازته محمّد بن عيسى بن المنصور، ودفن إلى جانب قبر عليّ بن عيسى الهاشمي)
- قال ابن أبي حاتم عن الزبير بن بكار: (كتب عنه أبي بمكة، ورأيته ولم أكتب عنه).(56)
- ووصفه السليماني في عداد من يضع الحديث، وقال مرة: منكر الحديث.(57)
- وقال عنه الذهبي: (الإمام صاحب النسب قاضي مكة، ثقة من أوعية العلم، لا يلتفت إلى قول أَحمد بن عليّ السليماني).(58)
- وقال ابن حجر: (قاضي المدينة، ثقة، أخطأ السليماني في تضعيفه).(59)
- وقال ابن أبي الحديد: إن الزبير بن بكار معلوم حاله من مجانبة الإمام علي «عليه السلام» والانحراف عنه.(60)
3. مناقشة رواية الزبير بن بكار:
لقد حاول الزبير بن بكار حسدا لمنزلة الإمام علي «عليه السلام» في ولادته في جوف الكعبة إيجاد منقبة لأحد الصحابة توازي منزلة الإمام علي «عليه السلام» وذلك على خطى معاوية بن أبي سفيان، للإنتقام من وصي المصطفى فانتخب عدوا لبني هاشم ألا وهو حكيم بن حزام الطليق ابن عمه، الذي تلكأ عن بيعة الإمام علي «عليه السلام» مع مجموعة زيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة، وكان حكيم عثمانيا متصلباً، فاختلق له فضيلة الولادة في الكعبة.
ومعلوم ان آل الزبير من المحاربين لأهل البيت «عليهم السلام» وكان عبد الله بن الزبير قد هم بإحراق بني هاشم جميعا أثناء حكمه للحجاز فحصر بني هاشم في بيت وجعل الحطب حوله بمستوى جداره وخيرهم بين الموت بالنار والبيعة له، ولم يتورع عن إحراقهم في داخل الحرم المكي، ويشارك حكيم بن حزام بني الزبير في حقدهم على أهل البيت «عليهم السلام».
وبنو الزبير وحكيم بن حزام من قبيلة بني عبد العزى القرشية فأراد الزبيريون رفع شأن قبيلتهم وفقا لأعراف الجاهلية، وقد انفرد الزبير بن بكار بتلك الرواية المزيفة مع عمه مصعب بن عبد الله وهما من أبناء عبد الله بن الزبير بن العوام المعادين لأهل البيت «عليهم السلام» .
الملاحظ على هذه الرواية التي ذكرت ولادة حكيم بن حزام في الكعبة:
أ. إن مصدر رواية الزبير هذه هو مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير بن العوام، فسلسلة نسبه تعود للابن الأصغر للزبير وأخ عبد الله بن الزبير وهو عروة بن الزبير الذي كان على علاقة ودية مع الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان خاصة بعد مقتل أخيه عبد الله بن الزبير.(61)
- ولعروة عدة أولاد أصغرهم مصعب الذي كان صغيراً يوم مات والده فلم يأخذ عنه شيئاً.(62)
- وأولد مصعباً ولداً اسمه عثمان الذي لم نجد له ترجمة.
- ثمّ ولد لعثمان مصعباً راوي ولادة حكيم أعلاه والذي لا نعرف عنه إلا أنه كان ساعياً لدى بكار بن عبد الله والد الزبير بن بكار، حينما كان والياً على المدينة.
والساعي هو الّذي يجمع الصدقات والزكاة، وقد أشار إليه ابن بكار بكونه عالماً بأخبار قريش، لذا اعتمده في الكثير من الروايات.
- ولا يوجد لمصعب بن عثمان ذكر في كتب الجرح والتعديل ليتسنى لنا معرفة درجة وثاقته، وقد اعتمده الطبري في روايتين مرسلتين عن محمد ذي النفس الزكية.
ب. وتبقى المسألة الأهم وهي وجود إرسال بين مصعب بن عثمان وهو في النصف الأوّل من القرن الثالث الهجري، وبين ولادة حكيم الّتي كانت قبل الهجرة بنحو ست وستين سنة إذا صحت رواية ولادته قبل الإسلام بستين سنة ... وبالنتيجة لا قيمة لهذه الرواية.
الشبهة ( 2 ):
يؤكد البعض ان ولادة حكيم بن حزام في الكعبة لم يذكرها الزبير بن بكار فقط بل ذكرت ذلك العديد من المصادر ومن هذه المصادر:
- أبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة ص277.
- والحافظ جمال الدين أبي الحجّاج المزّي في تهذيب الكمال ج7 ص173.
- والحافظ شمس الدين أبي عبـدالله الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص46.
- والحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج٢ ص٣٨٤.
- وأيضاً الحافظ إبن حجر العسقلاني في الاصابة ج2 ص98.
- وابن عبـد البرّ القرطبي في الاستيعاب ج1 ص362.
- وعزّ الدين ابن الأثير الجـزري في أُسـد الغابة ج2 ص40.
وبالتالي فليس الزبير بن بكار وحده من يذكر ولادة حكيم بن حزام في الكعبة.
الجواب:
هذه الشبهة توحي ان هناك الكثير من المصادر التي تؤكد ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ولكن الحقيقة غير ذلك فانهم جميعاً قد اعتمدوا على رواية واحدة هي رواية «الزبير بن بكار» التي اشرنا اليها، ولإثبات ذلك نذكر نصوصهم من كتبهم:
- قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه صفة الصفوة:
(مصعب بن عثمان قال: دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش وهي حامل متم بحكيم بن حزام فضربها المخاض في الكعبة فاتيت بنطع حيث اعجلها الولادة فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع، وكان حكيم من سادات قريش ...).(63)
- قال الحافظ جمال الدين المزي في كتابه تهذيب الكمال:
(وقال الزبير بن بكار: حدثني مصعب بن عثمان، قال: دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش، وهي حامل متم بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة فأتيت بنطع حين أعجلها الولاد، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع، وكان حكيم بن حزام من سادات قريش ...).(64)
- قال الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء:
(روى الزبير، عن مصعب بن عثمان قال: دخلت أم حكيم في نسوة الكعبة، فضربها المخاض، فأتيت بنطع حين أعجلتها الولادة، فولدت في الكعبة، وكان حكيم من سادات قريش ...).(65)
- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب:
(وحكى الزبير بن بكار أن حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة، قال وكان من سادات قريش).(66)
- وقال قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الاصابة:
( وحكى الزبير بن بكار أن حكيما ولد في جوف الكعبة ، وقال: وكان من سادات قريش ...).(67)
- قال إبن عبد البر القرطبي في كتابه الإستيعاب:
(ولد في الكعبة، وذلك ان أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش، وهي حامل فضربها المخاض، فأتيت بنطع فولدت حكيم بن حزام عليه، كان من أشراف قريش ...).(68)
- قال عزالدين إبن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة:
(ولد في الكعبة وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش وهي حامل فأخذها الطلق فولدت حكيما بها وهو من مسلمة الفتح وكان من أشراف قريش ...).(69)
وهكذا ثبت بعد قراءة نصوص العلماء إنها تعتمد على مصدر واحد ورواية واحدة هي رواية الزبير بن بكار، وان صاحب الشبهة قد سطر مجموعة من العلماء ليوهم كثرة القائلين بأن حكيم ولد في الكعبة مع ان الرواية واحدة والمصدر واحد.
النتيجة:
التي يمكن القول إنهم أرادوا إثبات هذه الفضيلة لحكيم بن حزام، لأنه كان للزبيريين فيه هوى، فهو ابن عم الزبير، وابن عم أولاده، فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، والزبيريون ينتهون أيضاً إلى أسد بن عبد العزى، فمن الطبيعي أن يروي الزبير بن بكار، ومصعب بن عبد الله، وهما لا شك في كونهما زبيريي الهوى: أنه لم يولد في جوف الكعبة سواه، وذلك على خلاف جميع الأخبار المتواترة، ومخالفة لكل من نص على أنه لم يولد فيها سوى أمير المؤمنين «عليه السلام» لا قبله ولا بعده.(70)
ورحم الله الشاعر القائل:
والدَّعاوى ما لم تُقيمُوا ..... عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياءُ
الشواهد الشعرية:
1. السيد الحميري:
ولدته في حـــــــــــــــــرم الإله وأمنه ..... والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهـــــــــــرة الثياب كريمة ..... طابت وطاب وليدها والمـــولد
في ليلة غابت نحوس نجـــومها ..... وبدت مع القمر المنير الأسعـــد
ما لف في خرق القــــــــوابل مثله ..... إلا ابن آمنة النبي محــــــــــــــــــــمد
2. محمد بن منصور السرخسي:
ولدته منجبة وكان ولادها ..... في جوف كعبة أفضل الأكنان
وسقاه ريقته النبي ويا لها ..... مــــــــــــن شربة تغني عن الألبان
3. ابن الشهفية:
أم هل ترى في العالمين بأسرهم ..... بشرا سواه ببيت مكة يولـــــــد
في ليلة جبريل جاء بها مع الملأ ..... المقدس حــــــــــــــــــــــــــــوله يتعبد
فلقد سما مجـــــــــــــدا علي كما علا ..... شرفا به دون البقاع المسجد
4. الشيخ حسين نجف التبريزي النجفي:
جــــــــــــــــــــــــــــــــــــعل الله بيته لعلي ..... مــــــــــــــــــــــولدا يا له علا لا يضاهى
لم يشاركه في الـــــــــــــولادة فيه ..... سيد الــــــــــــــــــــــــرسل لا ولا أنبياها
علم الله شوقـــــــــــــــــــــــــــــــــها لعلي ..... علمه بالـــــــــــــــــــــــذي به من هواها
إذ تمنت لقــــــــــــــــــــــــــــــاءه وتمنى ..... فأراهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا حبيبه ورآهـا
ما ادعى مـــــــــــــــــــــــــدع لذلك كلا ..... من ترى في الورى يروم ادعاها
فاكتست مكة بذاك افتخــــــــــارا ..... وكذا المشعران بعد مـــــــــــــــــــــناها
بل به الأرض قد علت إذ حوته ..... غدت أرضها مطاف سمـــــــــــــــاها
5. الشيخ جعفر النقدي:
لا تعجبوا إذ أتى في البيت مولده ..... فليس ذلك من علياه بالعـــــــــــــجب
لأنّ فوق الثرى من أجلــــــــــــــــــــه رُفع ..... البيتُ العتيقُ وفيهِ خُصّ بالرُّتبِ
6. السيد رضا الهندي:
لما دعــاك الله قدما لأن ..... تولــــــــــد في البيت فلبيته
شكرته بين قريش بأن ..... طهرت من أصنامهم بيته
الهوامش:
(1). الأمالي للصدوق ص116، علل الشرائع للصدوق ج1 ص135، معاني الأخبار للصدوق ص62.
(2). الأنوار النعمانية للجزائري ج1 ص370 ، اللمعة البيضاء للتبريزي ص220 ، الإمام علي «عليه السلام» للقزويني ص263.
(3). الخرائج والجرائح للراوندي ج2 ص888.
(4). روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص٧١ ، بحار الأنوار للمجلسي ج٣٥ ص٢٣.
(5). مصباح المتهجد للطوسي ص819 ، وأنظر: بحار الأنوار للمجلسي ج35 ص7.
(6). أخبار مكة للفاكهي ج3 ص226،كلامه هذا يوحي ان هناك غيره ولد في الكعبة، فهل هناك من بني هاشم غير الإمام علي «عليه السلام» ولد في الكعبة ؟
(7). مروج الذهب للمسعودي ج2 ص358، وراجع قول آخر له في كتابه إثبات الوصية ص 133.
(8). ذكر الولادة في كتابه (فضائل أمير المؤمنين) «المخطوط»، أنظر: الجلالي: وليد الكعبة ص186.
(9). المستدرك على الصحيحين للجاكم النيسابوري ج3 ص550.
(10). كتاب المراتب للبستي المعتزلي ص59.
(11). النعيم المقيم لمحمد شجاع الدين الشامي ص129.
(12). تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي ص10.
(13). كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص406.
(14). تجارب السلف 37 ، نقلا من: الجلالي: وليد الكعبة 119.
(15). فرائد السمطين للجويني الشافعي ج1 ص425.
(16). تلخيص المستدرك على الصحيحين للذهبي ج3 ص550.
(17). معارج الوصول للزرندي الحنفي ص49.
(18). الفصول المهمة لإبن الصباغ المالكي ص13.
(19). نز هة المجالس للصفوري الشافعي ج2 ص204.
(20). روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى إبن خاوند شاه ، أنظر: الأردوبادي: علي وليد الكعبة 73.
(21). تاريخ الخميس للديار بكري ج1 ص279.
(22). الصراط السوي 152. نقلا من: الجلالي: وليد الكعبة 184.
(23). السيرة الحلبية ج1 ص154، ج3 ص405.
(24). وسيلة المآل 282. نقلا من: الجلالي: وليد الكعبة 188.
(25). مدارج النبوة للشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدث الدهلوي ج2 ص531.
(26). إزالة الخفاء لولي الله الدهلوي الحنفي ج2 ص2512.
(27). مفتاح النجا في مناقب آل العبا للحافظ محمد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي ص115.
(28). وسيلة النجاة 60. نقلا من: الجلالي: وليد الكعبة 247.
(29). ديوان عبد الباقي العمري ص97.
(30). سرح الخريدة في شرح القصيدة العينية لللآلوسي ص15.
(31). تكريم المؤمنين 99. نقلا من: الجلالي: وليد الكعبة 189، 248.
(32). نور الابصار للشبلنجي ص36.
(33). كتاب الحسين 1/ 16. نقلا من الأردوبادي: علي وليد الكعبة 77.
(34). أغا بزرك الطهراني: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 17/ 120، الزركلي: الأعلام 4/ 297.
(35). مجلة العمران 61، نقلا من الأردوبادي: علي وليد الكعبة 79.
(36). مجلة العمران 61. نقلا من الأردوبادي: علي وليد الكعبة 80.
(37). عبقرية الإمام للعقاد ص43.
(38). عبد الفتاح عبد المقصود: الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام».
(39). الإمام عليّ أسد الإسلام وقدّيسه.
(40). جمهرة النسب ص353.
(41). الفِجَار - بكسر الفاء - أي القتال والحرب وسميت بالفِجَار لأنها انتهكت ما كان متعارفاً عليه من حرمة الزمان (الأشهر الحرم) وحرمة المكان (الحرم المكى)، وحروب الفجار أربعة فى الجاهلية (فجار الرجل، فجار الفخر، فجار المرأة، فجار البراض).
(42). التاريخ الكبير: 3 / الترجمة 42، وقول إبراهيم بن المنذر هذا فيه نظر.
(43). الطبقات الكبير لإبن سعد ج6 ص56.
(44). تهذيب الكمال للمزي ج٧ ص١٧٢.
(45). الاستيعاب لإبن عبد البر ج۳ ص۸۹۱.
(46). الجرح والتعديل ج8 ص304.
(47). يقول الخطيب: كان عبد الله بن مصعب واسحق بن عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري يأتيان المهدي بعد العصر فيقيمان عنده حتّى ينقضي سهره. (تاريخ بغداد ج6 ص316 ).
(48). نسب قريش للزبيري ص242.
(49). نسب قريش للزبيري ص234، جمهرة لإبن بكار ص403 ، جمهرة الأنساب لإبن حزم ص123.
(50). هو أخو محمّد ذي النفس الزكية الّذي نجا من القتل في معركة فخ فالتجأ للمشرق ثمّ منحه الرشيد العباسي الأمان لكنه غدر به وقتله بعد ذلك. (قاتل الطالبيين لإبو الفرج الاصفهاني ص388).
(51). الفهرست ص160. وأنظر موقف عبد الله من يحيى: مقاتل الطالبيين ص396 ، شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص91.
(52). مقاتل الطالبيين لإبو الفرج الاصفهاني ص400.
(53). الفهرست لإبن النديم ص160.
(54). نسب قريش ص242 ، جمهرة أنساب العرب لإبن حزم ص123.
(55). مقاتل الطالبيين ص400.
(56). كتاب الجرح والتعديل لإبو حاتم الرازي ج٣ ص٥٨٥.
(57). ميزان الاعتدال ج2 ص66.
(58). ميزان الاعتدال ج2 ص66.
(59). تقريب التهذيب ج1 ص257.
(60). شرح نهج البلاغة ج5 ص129.
(61). تاريخ الطبري ج2 ص421.
(62). نسب قريش للزبيري ص248.
(63). صفة الصفوة لابو الفرج ابن الجوزي ص277.
(64). تهذيب الكمال للمزي ج٧ ص١٧٣.
(65). سير أعلام النبلاء للذهبي ج٣ ص٤٦.
(66). تهذيب التهذيب لابن حجر ج٢ ص٣٨٤، رقم: 775.
(67). الأصابة في تمييز الصحابة لإبن حجر العسقلاني ج2 ص98. رقم: 1805.
(68). الإستيعاب في معرفة الأصحاب لإبن عبد البر ج1 ص362.رقم 535.
(69). أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ج1 ص521، الرقم : 1234.
(70). راجع ما تقدم: الصحيح من سيرة الإمام علي «عليه السلام» للسيد جعفر مرتضى العاملي ،الجزء الأول ، وراجع كتاب فضائل أمير المؤمنين «عليه السلام» المنسوبة لغيره لجواد كاظم النصرالله.
https://telegram.me/buratha