الدكتور فاضل حسن شريف
ان فكر الانسان واستخدام عقله هو احد الدروس المستخلصة من قصة ذي القرنين ومن ذلك استخدام الحديد كمادة رابطة بين الاحجار. وتتكون المادة الرابطة من الصلب المغطى بالقطر لتملأ الفجوات لتكون اكثر متانة ضد عوامل الانهيار. وطلب ذو القرنين من الذين طلبوا منه بناء السد ان يجلبوا عمالا وادوات بناء لانجاز مهمة بناء السد. اي بتعبير هذا الزمان ان ذي القرنين كان المهندس المصمم والمشرف على بناء السد. وذكرت رواية ان ذي القرنين هو الذي صمم وبنى ارم ذات العماد "إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ" (الفجر 7).
وما يسمى بالحضارة النهرية اشتهرت في اليمن ومنها شبكة جداول وسدود وخزانات. واحد الروايات تقول ان يأجوج ومأجوج رافدان للسيول يتكونان وقت السيل من كل حدب ينسلون اي من اعالي الجبال الى الاسفل ومن اكثر من نقطة لتكوين هذين الرافدين "حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ" (الانبياء 96) ويأجوج ومأجوج ليسا بشرا كون هذه الاية تماثل الاية " وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" (يوسف 4).
وتذهب هذه الرواية بان المفسدين في الارض في الاية "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ" (الكهف 94) هي السيول التي توقع الخسائر المختلفة. وبناء السد هو لمنع هذه الخسائر وبالمفهوم الحالي الحماية من الفيضان. وحتى لا يحدث السيل لا ينقب " وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا" (الكهف 97) ولا يتجاوز الماء فوق السد "فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ" (الكهف 97). وكلمة يأجوج مأخوذة من اجيج الماء اي صوت الماء وكلمة مأجوج مأخوذة من مج الماء اي انصباب الماء. بينما في روايات اخرى تعتبر يأجوج ومأجوج مخلوقات وهي تخالف المنطقة اليمنية التي كانت آمنة ومزدهرة في ذلك الوقت والتي تضاريسها وطوبوغرافيتها واثارها تؤكد رواية السد الحاجز للسيول وان ذي القرنين شخص يمني، وكذلك ليس بموقع اخر كما ذكرت بعض الروايات في ارمينيا واذربيجان.
https://telegram.me/buratha