الدكتور فاضل حسن شريف
1- ورد الزواج باسم النكاح في القرآن الكريم في عدد من الايات حيث قال الله عز وجل "قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين" (القصص 27)، و "ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا" (البقرة 221)، و "فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون" (البقرة 230)، و "وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون" (البقرة 232)، و "ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم" (البقرة 235)، و "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع " (النساء 3).
2- يتصور الزوج او الزوجة ان عقد الزواج من السهولة التلاعب به، فاذا كان تصوره او تصورها هكذا فعليه ان يعرف ان نار جهنم قاب قوسين او ادنى محيطة به لانه قد يخون العقد يوميا او بشكل متكرر بعدم الالتزام ببنوده التي هي في الاساس ان على الزوج إعاشة الزوجة واطفالها، وأن تلتزم الزوجة بما يطلبه زوجها منها وان لا تقوم بعمل الا برضاه عدا عدم ممانعته بأداء فرائض عبادتها. فخيانة العقد أي عدم الالتزام ببنوده يوميا او اسبوعيا يعني مئات بل الاف المرات من الخيانة خلال الحياة الزوجية. وهذه الحالة تشبه مئات او الاف السرقات او خيانة العقود المختلفة مع الناس التي عادة لا تزيد في اقصاها عن عشرات المرات خلال حياة الإنسان. وبهذا فان التوقيع التحريري او الشفوي على عقد الزواج من أخطر الأمور في حياة الإنسان. فالرجل الذي لا يوفر متطلبات العيش لأسرته والمرأة التي ترفض ما يطلبه زوجها كلما اراد ذلك او تعمل بدون رضاه فان في كل مرة يحصل ذلك تسجل خيانة للعقد إن كان الزوج الذي لا يوفر الطعام والسكن وغير ذلك المتعارف عليه لزوجته كل يوم، أو الزوجة التي ترفض طلبه او تعمل بدون رضاه كل يوم فكل مرة تعتبر خيانة.
3- والعقد يأتي بمعنى الوعد قال الله تبارك وتاعلى "وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ " (الروم 6).
4- هنالك انواع من العقود كالعقود الاجتماعية والمالية. وعقد الزواج يعتبر من العقود الاجتماعية اساسا يوضح الرابطة بين الزوج والزوجة. اما من الناحية المالية فلا يعتبر شئ اساس في العقد. ومع الاسف يعطى اهتمام بالبند المالي من العقد ولا يعطى اهتمام ببنود العقد الاساسية فيه.
5- جاء في الرد على الاستفسارات للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: السؤال: لو أخلّ الزوج بحقوق زوجته، فهل يحقّ لها عدم السماح له بالمقاربة الزوجيّة؟ الجواب: ليس لها ذلك، بل إن لم ينفع الوعظ والتحذير رفعت أمرها إلى الحاكم الشرعي لاتّخاذ الإجراء المناسب معه. السؤال: ما معنى العدالة المطلوبة شرعاً بين الزوجات؟ الجواب: العدالة المطلوبة على وجه اللزوم إنّما هي بالنسبة إلى القسم، أي: إنّ الزوج إذا بات عند إحداهنّ ليلةً فعليه أن يبيت عند الأخريات كذلك في كلّ أربع ليالٍ. وأمّا العدالة المطلوبة على وجه الاستحباب فهي التسوية في الإنفاق والالتفات وطلاقة الوجه وتلبية الحاجة الجنسيّة ونحو ذلك.
6- عن المذاهب الاسلامية جاء في موقع الشيخ خالد بن عثمان السبت: فأول حديث أورده المصنف رحمه الله ضمن باب حق الزوج على المرأة: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح، متفق عليه. المصنف رحمه الله ذكر في صدر هذا الباب قوله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء" (النساء 34) ليبيّن أن القوامة حق للزوج، ثم أورد هذا الحديث الذي يقرر فيه الطاعة، طاعة المرأة لزوجها، والمصنف -رحمه الله- وإن كان هذا الحديث يتعلق بطاعة خاصة، وهي دعاء الرجل امرأته إلى فراشه إلا أنه أورده لأن طاعته واجبة عليها بكل حال، وهذا تدل عليه سائر النصوص. فقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه يعني: المقصود إلى الجماع والمعاشرة، ولكن الشارع يكنِّي، فيُكنَّى بالفراش عن الوقاع. قال: فبات غضبان عليها، هذا القيد معتبر، وهو مراد، لأنه إن لم يغضب عليها بمعنى أنه عذرها، أو سمحت نفسه وأعرضت عن ذلك فلم يغضب عليها فلا إشكال، بمعنى إذا رضي، إذا اعتذرت إليه فقبل عذرها. وقوله: لعنتها الملائكة حتى تصبح إذا دعاها فلم تأتِ فبات، بهذين القيدين، بات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح، واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وحينما تَلعن المخلوقاتُ فبمعنى أنها تدعو على هذا الذي وُجه إليه اللعن بأن يبعده الله من رحمته، لعنتها الملائكة حتى تصبح: يعني: ما لم تأته. قال: وفي رواية لهما -يعني للبخاري ومسلم: إذا باتت المرأة هاجرةً فراش زوجها لعنتها الملائكة، لاحظوا في اللفظ الأول قال: فبات غضبان وهنا قال: إذا باتت المرأة والمبيت إنما يكون بالليل، فهل هذا مفهومه معتبر؟، بمعنى أنه لو دعاها بالنهار فلم تأته هل يتحقق هذا وهو أن تعلنها الملائكة؟ الجواب: نعم، وإنما ذكر المبيت الذي يكون بالليل لأنه مظنة الوقاع وطلب الرجل امرأته، بخلاف النهار، فإن ذلك لا يحصل في غالب أحوال الناس، فهذا يستوي فيه الليل والنهار.
7- جاء في الرد على الاستفسارات للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: السؤال: رجل تزوّج إمرأة وله أولاد من غيرها بعمر 6 سنوات و 16 سنة، فهل يحقّ لها أن تطالب ببيت مستقل؟ الجواب: إذا كانت تقع في حرج من السكنى في مثل هذا البيت جاز لها الخروج منه والمطالبة ببيت يخلو عن ذلك، ولا تسقط نفقتها بذلك. السؤال: هناك زوج وزوجة لديهما أولاد متزوّجين في دار واحدة ضيقة، والأب يطلب زوجته للمضاجعة إلّا أنّها تمتنع بحجّة الحياء وكبر السن، والزوج يشعر بالمحروميّة وهو يرى الأولاد يمارسون حقّهم المشروع سرّاً وعلانيةً، ولكن الزوجة (الأم) تتحجّج بحجج واهية كسلاً وعجزاً أو تمارضاً أو مرضاً أو معصية للزوج وأكثرها (هي أنّهم صارو كبار السن)، فهل يحقّ لها هذا التصرّف والزوج يتحمّل سوء خُلقها لكي لا تتهدّم الأسرة وهو ينفق عليها وله القدرة والاستطاعة؟ وهل يجوز للزوج أن يشكل ذمّتها بخصوص ذلك، لأنّه لا يستطيع الزواج لعدم القدرة مع العلم بأنّها مؤدّية للخدمة البيتيّة بضرورة صحيحة استحباباً؟ الجواب: من حقّ الزوج على زوجته أن تمكّنه من نفسها للمقاربة والمضاجعة وغيرهما من الاستمتاعات في أيّ وقت شاء ولا تمنعه عنها إلّا لعذر شرعي، وقد ورد في كثير من النصوص والروايات توجيه المرأة وحثّها على مراعاة هذا الجانب والوعيد والذمّ على عدم رعاية هذا الحقّ، وأمّا ما تتذرّع به المرأة ممّا ورد في السؤال فلا يُعدّ عذراً مسوّغاً شرعاً.
https://telegram.me/buratha