حامد كماش آل حسين
لقد بلغت ألقاب وفضائل أمير المؤمنين علي «عليه السلام» من الكثرة والشهرة حداً لم يتمكن أعدى أعدائه من إنكارها، رغم بذل كل الجهود في ذلك.
– قال الخليل بن أحمد الفراهيدي(1) وقد سُئل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين)).(2)
– وقال احمد بن حنبل عن الإمام علي «عليه السلام»: (( لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي))(3).
ونتيجة لعدم إمكانية إخفاء هذه الفضائل حاولوا أن يتقاسموها، وينحلوها الى الآخرين، حتى لا تكون خصوصية للإمام علي «عليه السلام»، وهذا دليل على أن كل فضيلة لوحدها تمثل مقاماً رفيعاً، ومع كل هذه المحاولات بقي الإمام علي «عليه السلام» صاحب الخصوصيات التي لم يشاركه فيها أحد، حيث تميز الإمام علي «عليه السلام» في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بعدة ألقاب ومناقب، وقد تكلمنا عن:
1. لقب «أمير المؤمنين».
2. لقب «قائد الغر المحجلين».
3. لقب «يعسوب الدين».
4. لقب «أبو تراب».
5. لقب «إمام المتقين».
6. لقب ومنقبة أنه «وليد الكعبة».
7. لقب ووصفه بـــ«السيد».
8. لقب ووصفه بأنه «قسيم الجنة والنار».
9. منقبه وفضيلة أنه «أول من أسلم».
10. لقب « الصديق».
11. لقب «الفاروق».
12. لقب «سيف الله المسلول».
13. لقب «ساقي الحوض».
14. لقب «ذي النورين».
15. لقب «باب مدينة العلم».
واليوم نتكلم عن لقب «صاحب بيعة الغدير»:
صاحب بيعة الغدير:
يعتبر حديث الغدير من الأحاديث التاريخية الهامة والمصيرية التي أدلى بها رسول الله «صلَّى الله عليه وآله» في السنة الأخيرة من حياته المباركة، وهو من الأحاديث التي تثبت إمامة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» وتوجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى وولاية رسوله المصطفى «صلى الله عليه وآله» بكل صراحة ووضوح.
وحديث الغدير حديث متواتر رواه المحدثون عن أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» وعن التابعين، حيث تمكن العلماء من ضبط أسماء «110» صحابياً ومن التابعين «84» تابعياً، وأما رواة هذا الحديث من العلماء والمحَدِّثين فيبلغ عددهم «370» راوياً، كما ألّف علماء الإسلام كتباً مستقلة في هذا الحديث إذعاناً منهم بأهمية هذا الحديث وصحته ومصيرية موضوعه.(4)
معنى بيعة الغدير:
مفهوم البيعة:
• أولًا: المعنى اللغوي:
أصل مادة «بيع» تدل على بيع الشيء، وربما سمي الشراء بيعاً، والمعنى واحد.(5)
– والبيعة: بفتح الباء، مصدر من بايع يبايع بيعةً ومبايعةً، يقال: بايعه مبايعةً، وبياعاً: عقد معه البيع.
وبايع فلاناً على كذا: عاهده وعاقده عليه، وبذل العهد على الطاعة والنصرة، وكأن كل واحد من المتبايعين باع ما عنده من صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه وطاعته، ودخيلة أمره(6)، وتبايعا: عقدا بيعاً أو بيعةً.(7)
والمقصود أن البيعة في مفهومها اللغوي: إعطاء شيء مقابل ثمن معين، أو إعطاء العهد بقبول ولاية أو خلافة.(8)
• ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
المعنى الإصطلاحي الشائع للبيعة في القرآن الكريم والسنة المطهرة والتاريخ وعند المتكلمين وفي الفقه السياسي: هي عقد وتعهد من ناحية المبايع على أن يطيع لمن بايعه ويمتثل أوامره ويلتزم فيما بايعه عليه ولا يتخلف عن أمره.(9)
والبيعة التي تعني صفق اليد على اليد، فهي كما أصبحت في لغة العرب علامة على وجوب البيع، فقد اصبحت في الاسلام علامة على معاهدة المبايع المبايع له ان يبذل له الطاعة في ما تقرر بينهما، ويقال: بايعه عليه مبايعة: عاهده عليه.
البيعة في أقوال العلماء:
– قال المناوي: (البيعة «بالفتح» بذل الطاعة للإمام).(10)
– قال ابن الأثير:
- في جامع الأصول: (البيعة: المعاقدة على الإسلام والإمامة والإمارة، والمعاهدة على كل ما يقع عليه اتفاق).(11)
- في النهاية: (وفي الحديث أنه قال: ألا تبايعوني على الإسلام، هو عبارة عن المعاقدة عليه والمعاهدة، كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره، وقد تكرر ذكرها في الحديث).(12)
– قال الراغب الأصفهاني في المفردات: (وبايع السلطان إذا تضمن بذل الطاعة له، ويقال لذلك بيعة ومبايعة).(13)
– قال الجوهري في الصحاح: (بايعته من البيع والبيعة جميعاً، والتبايع مثله).(14)
– قال ابن منظور في لسان العرب: (والبيعة: الصفقة على إيجاب البيع، وعلى المبايعة والطاعة، والبيعة: المبايعة والطاعة، وقد تبايعوا على الأمر كقولك: أصفقوا عليه، وبايعه عليه مبايعة: عاهده، وبايعته من البيع والبيعة جمعياً، والتبايع مثله، وفي الحديث أنه قال: ألا تبايعوني على الإسلام، هو عبارة عن المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره).(15)
– قال ابن خلدون في مقدمته: (فصل في معنى البيعة: أعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره على أنه يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، ولا ينازعه في شئ من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره، وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيداً للعهد فأشبه ذلك فعل البايع والمشتري فسمى بيعة، مصدر باع، وصارت البيعة مصافحة بالأيدي، هذا مدلولها في عرف اللغة ومعهود الشرع، وهو المراد في الحديث في بيعة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ليلة العقبة وعند الشجرة وحيثما ورد هذا اللفظ).(16)
– قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: (والكلمة مأخوذة من البيع بمعناه المعروف، فقد كان من دأبهم أنهم إذا أرادوا إنجاز البيع أعطى البايع يده للمشتري، فكأنهم كانوا يمثلون بذلك نقل الملك بنقل التصرفات التي يتحقق معظمها باليد إلى المشتري بالتصفيق، وبذلك سمي التصفيق عند بذل الطاعة بيعة ومبايعة، وحقيقة معناه إعطاء المبايع يده للسلطان مثلا ليعمل به ما يشاء).(17)
مفهوم الغدير:
– الغدير:
تعني كلمة الغدير في اللغة: هو المنخفض الطبيعي من الأرض يجتمع فيه ماء المطر أو ماء السيل.
– غَديرُ خُم:
هو الغدير المقصود بحادثة البيعة ويعرف بغدير«خُم» وخُم كان اسماً لشخص نسب اليه الغدير، ويقع بين مكة والمدينة، وهو واد عند الجحفة به غدير، ويقع بمسافة 3-4 كيلومترات تقريباً شمال شرق من ميقات الجحفة، ويقع ميقات الجحفة في سهل منبسط شرق مدينة رابغ، ويبعد عن المدينة المنورة حوالي 183 كيلومتر في غرب شبه الجزيرة العربية، والجحفة هي إحدى المواقيت الخمس.
– قال ياقوت الحموي في معجم البلدان:
(غَدِيرٌ: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وأصله من غادرت الشيء إذا تركته، وهو فعيل بمعنى مفعول كأن السيل غادره في موضعه فصار كل ماء غودر من ماء المطر في مستنقع صغيراً كان أو كبيراً غير أنه لا يبقى إلى القيظ سمي غديراً، وغدير الأشطاط في شعر ابن قيس الرقيات ذكر في الأشطاط، وغدير خمّ: بين مكة والمدينة، بينه وبين الجحفة ميلان، وقد ذكر خمّ في موضعه، وقال بعض أهل اللغة: الغدير فعيل من الغدر، وذاك أن الإنسان يمرّ به وفيه ماء فربما جاء ثانياً طمعاً في ذلك الماء فإذا جاءه وجده يابساً فيموت عطشاً ...).(18)
– قال أبن منظور في لسان العرب:
(والغدير: القطعة من الماء يغادرها السيل أي يتركها، قال ابن سيده: هذا قول أبي عبيد فهو إذا فعيل في معنى مفعول على اطراح الزائد، وقد قيل: إنه من الغدر لأنه يخون وراده فينضب عنهم ويغدر بأهله فينقطع عند شدة الحاجة إليه،...).(19)
والجدير بالذكر أن منطقة غدير خُم تتشعب عندها الطرق إلى المدينة والعراق ومصر واليمن فهي منطقة استراتيجية مهمة، ولأهميتها الاستراتيجة كانت محلاً للاجتماع التاريخي الذي أقامه النبي المصطفى «صلى الله عليه وآله» عند عودته من حجة الوداع وقبل تفرق الناس والعودة إلى بلدانهم بأمر من الله عز وجل وذلك في يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة 10هـ وكان عدد الصحابة يربو على مائة ألف من المسلمين للإعلان عن خلافة وولاية الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» بعده وأنه الوصي والولي والإمام الذي يتولى أمور الأمة وقيادتها بعده بدون فاصل، ولكون حديث الغدير وقع في «غدير خم» فسمي الحدث والحديث واليوم بإسم هذا الموضع.
واقعة الغدير:
ولأهمية واقعة الغدير سوف نذكر نص ما ذكره العلامة الأميني في كتابه القيم «الغدير في الكتاب والسنة والأدب» حول الواقعة:(20)
((أجمع رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع وحجة الاسلام وحجة البلاغ وحجة الكمال وحجة التمام (21) ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج «صلى الله عليه وآله وسلم» من المدينة مغتسلاً متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين(22) إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء(23) الناس(24).
وعند خروجه «صلى الله عليه وآله وسلم» أصاب الناس بالمدينة جدري «بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما» أو حصبة منعت كثيرا من الناس من الحج معه «صلى الله عليه و آله وسلم»، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألف، ويقال: مائة ألف وأربعة عشر ألفا، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفا، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، ويقال أكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي «أمير المؤمنين» وأبي موسى(25).
أصبح «صلى الله عليه وآله وسلم» يوم الأحد بيلملم(26)، ثم ارح فتعشى بشرف السيالة(27)، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية(28)، ثم نزل الروحاء(29)، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف(30)، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى(31) وتعشى به، وصلى الصبح بالأثاية(32)، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج(33) واحتجم بلحى جمل(34) «وهو عقبة الجحفة» ونزل السقياء(35) يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء(36)، وصلى هناك ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة(37)، ومنها إلى قديد(38) وسبت فيه(39)، وكان يوم الأحد بعسفان(40)، ثم سار فلما كان بالغميم(41) اعترض المشاة فصفوا صفوفا فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان «مشي سريع دون العدو» ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران(42) فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف(43) فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الثنيتين(44) بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء(45).
فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات ووصل إلى غدير خم(46) من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس(47) الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك» الآية، وأمره أن يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات(48) خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقُمَّ(49) ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجراً(50) يضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف «صلى الله عليه وآله» من صلاته قام خطيباً وسط القوم(51) على أقتاب الإبل(52) وأسمع الجميع، رافعا عقيرته فقال:
الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، و أن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال: اللهم اشهد.
ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟
قالوا: نعم.
قال: فإني فرط(53) على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى(54) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين(55).
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.
ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون:
فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، «يقولها ثلث مرات»، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات.
ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب.
ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي»، الآية.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي.
ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم.
فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن.
فقال: قل على بركة الله.
فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال:
يناديهم يومَ الغديرِ نبيهم ..... بخم فأسمِع بالرسولِ مناديا
هذا مجمل القول في واقعة الغدير ...))(56)
الغدير في القرآن الكريم:
ان حديث الغدير كان محل العناية من الله عزوجل اذ اوحاه تبارك وتعالى لرسوله الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وأنزل فيه قرآناً يرتله المسلمون أناء الليل وأطراف النهار، ومن الأيات القرآنية النازلة في شأن يوم الغدير هي:
• الآية الإولى/ آية التبليغ:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)
هذه هي الآية/67 من سورة المائدة وتسمى آية التبليغ ونزلت في يوم الغدير لحث النبي محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» على تنصيب الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» خليفة له وإماماً للناس من بعده.
وقد ذكر العديد من المفسرين من أهل السنة بالإضافة الى اجماع الشيعة أن نزول آية التبليغ كان في يوم الغدير لدى رجوع النبي «صلى الله عليه وآله» من حجة الوداع وروماً للأختصار نذكر نموذجين للشيعة والسنة:
– في تفسير العياشي:
(عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: « أمر الله تعالى نبيه محمداً «صلى الله عليه وآله» أن ينصب علياً علماً للناس ويخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس»).(57)
– في تفسير روح المعاني:
(عن ابن عباس، قال: نزلت الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) في علي حيث أمر الله سبحانه أن يخبر الناس بولايته فتخوف رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه فقام بولايته يوم غدير خم، وأخذ بيده، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»)(58)
• الآية الثانية / آية أكمال الدين:
(... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ...)
هذه الآية/3 من سورة المائدة وتسمى آية أكمال الدين وأتمام النعمة، وقد نزلت هذه الآية المباركة بعد أن نصب رسول الله «صلى الله عليه وآله» الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» خليفة له وإماماً على أمته من بعده، في يوم الغدير وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة في مكان يقال له غدير خم.
وقد ذكر العديد من المفسرين من أهل السنة بالإضافة الى اجماع الشيعة أن نزول آية أكمال الدين كان بعد تنصيب الإمام علي «عليه السلام» خليفة له وإماماً على أمته من بعده في يوم الغدير وأيضاً روماً للأختصار نذكر نموذجين للشيعة والسنة:
– ذكر شرف الدين الحسيني في كتابه تأويل الآيات:
(عن أبي جعفر وأبي عبد الله «عليهما السلام» قالا: إنما نزلت هذه الآية بعد نصب النبي علياً «صلوات الله عليهما» بغدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع وهي آخر فريضة أنزلها الله تعالى(59).
ومن طريق العامة ما رواه أبو نعيم عن رجاله، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» دعا الناس إلى علي يوم غدير خم، وأمر بقلع ما تحت الشجر من الشوك، وقام فدعا علياً «عليه السلام» فأخذ بضبعيه حتى نظر الناس إلى إبطيه، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، ثم لم يفترقا حتى أنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)، فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: الله أكبر علي إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي وبولاية علي من بعدي)(60).
– روى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه ما نزل من القرآن في علي قال:
(عن أبي سعيد الخدري: أن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» دعا الناس إلى علي في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقُم، وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً، فأخذ بضَبعيه، فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: «اليوم أكملت لكم دينكم» الآية. فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: «الله أكبر علىٰ إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي وبالولاية لعليٍّ «عليه السلام» من بعدي.
ثم قال: من كنتُ مولاه فعلي مولاه، أللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نَصره، واخذل من خَذَله».
فقال حسان: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتاً تسمعها، فقال: « قل علىٰ بركة الله».
فقام حسان، فقال: يا معشر مشيخة قريش أُتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم ..... بخم فأسمع بالرسول مناديا)(61)
• الآية الثالثة / آية سأل سائل: (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع)
الآيتان /(1–2) من سورة المعارج وتسمى آية سأل سائل أو آية عذاب واقع، هذه الآيات نزلت في النعمان بن الحارث الفهري عندما اعترض على ولاية الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» وتنصيبه في يوم الغدير لخلافة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» من بعده وسأل الله أن كانت هذه الولاية من الله أن ينزل عليه العذاب، فوقع حجر على رأسه من السماء فهلك.
– ذكر ابن شهر آشوب في في مناقب آل أبي طالب:
(أبو عبيد، والثعلبي، والنقاش، وسفيان بن عينيه، والرازي، والقزويني، والنيسابوري، والطبرسي، والطوسي في تفاسيرهم: أنه لما بلغ رسول «صلى الله عليه وآله» بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى الحارث بن النعمان الفهري، وفي رواية أبي عبيد: «جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري» فقال: يا محمد، أمرتنا عن الله بشهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: والذي لاإله إلا هو إن هذا من الله.
فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله وأنزل الله تعالى: «سأل سائل بعذاب واقع» الآية).(62)
وقد أحصى علماؤنا، كصاحب العبقات، وصاحب الغدير، وصاحب إحقاق الحق، وصاحب نفحات الأزهار، وغيرهم .. عدداً من أئمة أهل السنة وعلمائهم الذين أوردوا هذا الحديث في مصنفاتهم، فزادت على الثلاثين.
الأحاديث:
1. (... عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله «صلى الله عليه وآله» تحت شجرتين فصلى الظهر واخذ بيد علي «عليه السلام»، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
قالوا: بلى.
قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟
قالوا: بلى .
فاخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه.
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة)(63).
2. (... عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما اخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» بيد علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فقال: ألست أولى بالمؤمنين ؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم(64).
3. (... عن زيد بن أرقم قال: نزلنا مع رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال رسول الله: ألستم تعلمون؟ ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه)(65)
4. (... عن عائشة بنت سعد عن سعد أنه قال: كنا مع رسول الله بطريق مكة، وهو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس ثم رد من مضى ولحقه من تخلف فلما اجتمع الناس قال: أيّها الناس هل بلغت، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس هل بلغت، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد ثلاثاً (ثم قال) أيها الناس من وليكم، قالوا: الله ورسوله «ثلاثاً» ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فأقامه فقال: من كان الله ورسوله وليه فإن هذا وليه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه)(66)
5. (... قال النبي «صلى الله عليه وآله»: إني قد دعيت ويوشك أن أجيب، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم منكم بأنفسكم ؟
قالوا: اللهم بلى.
فقال: فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.(67)
مفاد حديث الغدير:
هذا الحديث يتلخص في أن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بعد أن أخذ منهم الإقرار وأشهدهم على أنه أولى بهم من أنفسهم، مشيراً إلى قوله تعالى: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم».(68)
ومقتضى هذه الآية المباركة كون رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل مالهم الولاية عليه، فأخذ منهم الإقرار على هذا المعنى، ثم فرع على ذلك بقوله: «فمن كنت وليه»، ويوجد في بعض الألفاظ «فمن كنت أميره»، «فعلي مولاه»، «فعلي وليه»، «فعلي أميره» ...إلى آخره.
فأثبت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» للإمام علي «عليه السلام» ما ثبت له من الأولوية بالناس من الناس، أي من أنفسهم، ثم إنهم جميعاً بايعوه على هذا وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وهنأوه، ونظمت فيه الأشعار.
ومحور الإستدلال بحديث الغدير كلمة «مولى»، ومجيء هذه الكلمة بمعنى «الأولى»، وذلك موجود في القرآن الكريم في سورة الحديد، وموجود في الأحاديث النبوية المعتبرة حتى في الصحيحين، وموجود في الأشعار العربية والإستعمالات الفصيحة.
وإذا كان أمير المؤمنين بمقتضى هذا الحديث أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فكل من عدا رسول الله «صلى الله عليه و آله وسلم»، كل من كان مؤمناً عدا رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، كان مؤمناً حقيقة أو ادعي له الإيمان، فعلي أولى به من نفسه، بما فيهم كبار الصحابة ومشايخ القوم و ... إلى آخره.
شبهات وردود:
نص الشبهة: قال الفخر الرازي:
(الثاني: وهو أن الشيعة يزعمون أنه «عليه السلام» إنما قال هذا الكلام بغدير خم في منصرفه من الحج، ولم يكن علي مع النبي في ذلك الوقت، فإنه كان باليمن).(69)
الجــــــــــواب:
هذه الشبهة التي يشير اليها الفخر الرازي يرد عليها بما يلي:
أولا: ان الصحاح الستة تصرح برجوع الإمام علي «عليه السلام» من اليمن ببدن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم».
وبالتالي فإن قول الرازي هذا، من أعاجيب الأكاذيب، فإن رجوع الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» من اليمن ببدن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وموافاته النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في حجة الوداع، مما ثبت بالأحاديث الصحيحة وتحقق في التواريخ المعتبرة والآثار المشهورة.
– كما روي البخاري عن أنس بن مالك، قال: قدم علي «عليه السلام» علي النبي «صلي الله عليه وآله وسلم» من اليمن فقال: بما أهللت قال بما أهل به النبي «صلي الله عليه وآله وسلم»، فقال: لولا أن معي الهدي لاحللت.(70)
– وقال في موضع آخر:
(حدثنا عبد الوهاب حدثنا حبيب المعلم عن عطاء عن جابر بن عبد الله، قال: أهل النبي «صلي الله عليه وآله وسلم» هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي «صلي الله عليه وآله وسلم» وطلحة وقدم علي من اليمن ومعه هدي فقال أهللت بما أهل به النبي «صلي الله عليه وآله وسلم»).(71)
– وقال مسلم:
(وقدم علي من اليمن ببدن النبي «صلي الله عليه وآله وسلم» فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت إن أبي أمرني بهذا).(72)
– وقال ابن ماجة:
(وقدم علي ببدن علي النبي «صلي الله عليه وآله وسلم» فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثياباً صبيغاً).(73)
ثانياً: شهادة ثلة من العلماء بكون الإمام علي «عليه السلام» في حجة الوداع:
1. قال ابن حجر المكي: ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا لمن رده بأن علياً كان باليمن، لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم».(74)
2. قال ملا علي القاري: (فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث، وأبعد من رده بأن علياً كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»).(75)
3. قال أبو عبد الله الزرقاني المالكي: (فلا التفات إلي من قدح في صحته ولا لمن رده بأن علياً كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج معه «صلى الله عليه وآله وسلم».(76)
4. قال السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني: (ولأن علياً لم يكن يوم الغدير مع النبي فإنه كان باليمن) ورد هذا بأن غيبته لا تنافي صحة الحديث إلا أن يروي هكذا أخذ بيد علي أو استحضره).(77)
5. قال الحافظ أبو جعفر الطحاوي: (فدفع دافع هذا الحديث وزعم أنه مستحيل وذكر أن علياً لم يكن مع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في خروجه إلي الحج من المدينة الذي مر في طريقه بغدير خم بالجحفة، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده قال: ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلنا علي جابر بن عبد الله فذكر حديثه في حجة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»، فقال: فقدم علي من اليمن ببدن النبي «صلى الله عليه و آله وسلم»، ثم ذكر بقية الحديث.
قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الاسناد، ولا طعن لأحد في رواته).(78)
واخيراً:
قد يقال أنه قد حضر بيعة الغدير مائة وعشرون الف مسلم او يزيدون فكيف انقلب كل هذا العدد المهول على بيعتهم لامير المؤمنين «عليه السلام» وحتى لم يخلص للبيعة ولو اربعين مسلم.
وللأجابة على التساؤل ننقل نص ماذكره الغزالي وهو من علماء أهل السنة في كتابه «سر العالمين» عن بيعة الغدير وانقلاب الأصحاب على هذه البيعة وأسبابها، قال:
( لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث، من خطبته في يوم غدير خم، باتفاق الجميع، وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأول، فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلاً).(79)
الشواهد الشعرية:
1. الإمام علي «عليه السلام»:
سبقـــتـــكم إلــى الاســــــلام طــــــرا ..... على ما كان من فهمي وعـلمي
فـــأوجب لـــي ولايـــته عـــليـــكـــم ..... رســـول الله يـــوم غـــــــــــــدير خــم
2. حسان بن ثابت:
يناديهـــم يـــوم الغـــــــــــدير نبـــيهـم..... بخـــم وأسمــع بالــــــــرسول مناديا
فقال : فمـــن مــــــولاكم ونبيكم ..... فـقالـــــوا ولم يبدوا هناك التعاميا
: إلهـــك مــــــــــــولانا وأنـــت نبـينا ..... ولـم تلق منا في الـــولاية عاصيا
فقـــال له: قــــــــم يا علي فإنني ..... رضيتـك من بعدي إماما وهاديا
فمن كـــنت مــــولاه فهــذا وليه ..... فكـــــــــــونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعـــا اللهــــــــــم وال وليـــه ..... وكن للذي عـــــــادا عـــليا معاديا
3. الكميت:
ويوم الدوح دوح غـــدير خـــم ..... أبان لـــه الـــــولاية لــــو أطيعــــا
ولـــكن الـــرجال تبايعـــــــــــــوهـــا ..... فلم أر مثــــلها خــــطرا مبــــيعا
4. السيد الحميري:
مــــن الــــذي أحــمد في بينهم ..... يــــوم غــــــــــــــــــــدير الخم ناداه
أقــــامه مــــن بــــين أصــــــــــــحابه ..... وهــــم حــــــــــــواليــــه فــــسمـــاه
: هــــذا علـــــي بن أبي طالب ..... مــولى لمن قــد كنت مولاه
فــــوال مــــن والاه يـا ذا العلا ..... وعــــاد مــــن قــــد كان عاداه
5. ابو تمام:
ويــوم الغدير استوضح الحق أهله ..... بضــحيآء لا فيها حجاب ولا ستر
أقــــام رســــول الله يدعـــــــوهم بهـــــا ..... ليقــــربهم عـــــــــــــــرف ويــــنــــآهم نــكر
يــــمد بضبعــــيه ويعــــلـــــــــــــــــــــــم: أنه ..... ولــــي ومــــــــــــــولاكم فــهل لكم خبر
6. الخليعي:
يا صاحب الأمر في يوم الغدير ..... وقد بخــــــبخ لمـــــا وليته عمر
لــــــــــــــو شئــــــت ما مــد حبتر يده ..... لــــــها ولا نــــــال حـــــكمها زفر
لـكــــــن تأنيــــت في الأمــــــور ولم ..... تعجــــــل عـليهم وأنت مقتدر
7. الشيخ الكفعمي:
هنــــــيئا هنيـــــــــــــــــــــــئا ليوم الغــــدير ..... ويــــــوم الحــــــبور ويوم السرور
ويــــــوم الكــــــــــــــــمال لديـــن الإله ..... وإتمــــــام نعــــــــــــــمة رب غــــفور
ويــــــوم الفــــــــــــــلاح ويوم النجاح ..... ويــــوم الصــــــــلاح لكـل الأمور
ويــــــوم الإمــــــارة للمــــــــــــــــــرتضى ..... أبـــي الحسنـين الإمــــــــام الأمير
ويــــــوم الخــــــــــــطابة من جبرئيل ..... بتقــــــدير رب عــــــليم قــــــــــــديــر
ويـــــوم السلام على المصطفى ..... وعـتــــــرته الأطهريـــــــــــــــــن البدور
ويــــــوم اشتــراط ولاء الوصـــــــي ..... عــــــلى المــــــــــؤمنين بيوم الغدير
ويــــــوم الـــــــــــــــــولاية في عرضها ..... على كل خلق السميع البصير
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد ...
الهوامش:
(1). هو الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري الازدي «100هـ ــــ170هـ» 718م ــــ 786م» اللغوي والنحوي الشهير صاحب العروض، وصاحب أول وأقدم قاموس للغة العربية باسم كتاب العين، توفي في حكم هارون العباسي.
(2). تنقيح المقال ج1 ص403، سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسني ج1ص145 ، الإمامة في ضوء الكتاب والسنة لمهدي السماوي ص229 ، وفي الكنى والألقاب للقمي ج2 ص349 نسبه للشافعي ، وفي المناقب للخوارزمي ص8: عن بعض الفضلاء ولم يسميه.
(3). فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص20، الصواعق المحرقة لأبن حجر ص118، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص149، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص282.
(4). لمعرفة أسماء رواة حديث الغدير من الصحابة والتابعين والعلماء وكذلك معرفة اسماء المؤلفين يراجع: «كتاب الغدير في الكتاب والسنة والأدب» للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني والمكون من 11جزء وذلك في ج1 ص152.
(5). انظر: مقاييس اللغة لابن فارس ج١ ص٣٢٧.
(6). لسان العرب لابن منظور ج٨ ص٢٦.
(7). انظر: المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية ج١ ص٧٩.
(8). انظر: المعجم العربي الأساسي لجماعة من كبار اللغويين العرب ص١٨٨.
(9). انوار الفقاهة للشيخ مكارم الشيرازي كتاب البيع ج1 ص517.
(10). التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي ص١٥٣.
(11). جامع الأصول لأبن الأثير ج١ ص٢٥٢.
(12). النهاية لابن الأثير ج١ ص١٧٤.
(13). المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني مادة (بيع) ص66.
(14). الصحاح للجوهري ج٣ ص١١٨٩.
(15). لسان العرب لبن منظور ج٨ ص26.
(16). تاريخ ابن خلدون ج١ ص٢٠٩ ( المقدمة ص١٤٧، الفصل ٢٩ من الفصل الثالث من الكتاب الأول).
(17). تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج١٨ ص274.
(18). معجم البلدان لياقوت الحموي ج4 ص188.
(19). لسان العرب لابن منظور ج٥ ص٩.
(20). راجع كتاب الغدير في الكتاب والسنة والأدب» للعلامة الشيخ الأميني، مع الأحتفاظ بهوامش الشيخ الأميني حيث نذكر في نهاية الهامش عبارة «هامش الأميني» مع أضافة هوامش توضيحية من قبلنا عندما نرى حاجة لذلك.
(21). الذي نظنه «وظن الألمعي يقين» إن الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالى: «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ..» الآية ، كما إن الوجه في تسميتها بالتمام والكمال هو نزول قوله سبحانه: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ..» الآية. (هامش الاميني).
(22). صُحار: مدينة عمان أو قصبة عمان مما يلي الجبل، وتوأم قصبتها مما يلي الساحل «معجم البلدان لياقوت الحموي ج۳ ص۳۹۳».
(23). أفناء: واحده فنو أي أخلاط، ورجل من أفناء القبائل أي لا يدرىٰ من أي قبيلة هو.
(24). الطبقات لابن سعد ج٣ ص٢٢٥، إمتاع المقريزي ص٥١٠، إرشاد الساري ج٦ ص٤٢٩ (هامش الأميني).
(25). السيرة الحلبية ج٣ ص٢٨٣، سيرة أحمد زيني دحلان ج٣ ص٣، تاريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء الرابع، تذكرة خواص الأمة ص18 ، دائرة المعارف لفريد وجدي ج3 ص542 (هامش الأميني).
(26). يلملم: مركز يلملم أو ميقات يلملم أو ميقات أهل تهامة وأهل اليمن هو مركز تابع حاليا لمحافظة الليث التابعة لمنطقة مكة المكرمة ويقع فيه ميقات أهل اليمن القديم ويقع مركز يلملم 95كم شمال محافظة الليث و85كم جنوب مدينة مكة المكرمة وهو أول مراكز محافظة الليث للقادم من مكة المكرمة.
(27). شرف السيالة: بين ملل والروحاء، والسيالة: احدى الأماكن التي اثبتها المؤرخون ثم اصبحت محطة رئيسية على طريق الحج الى مكة والرحلات الى المدينة وهي اول مرحلة لأهل المدينة اذا ارادوا مكة او بدر وموقعها غرب المدينة المنورة بالقرب من بلدة الفريش حاليا «فرش ملل سابقا».
(28). عرق الظّبية: يبعد عن المدينة مسافة ثمان وستين ميلاً، وعن بئر الروحاء ثلاثة أميال ونصف، يقع يمين الطريق وأنت قادم من المدينة باتجاه الروحاء، وهو يبعد عن السيالة مسافة تسعة أميال، وعن بئر الروحاء التي تليه بميلين وفيها جبل عرق ظبية.
(29). الرّوحاء: هي محطة للقوافل ومنطقة كان النبي ينزل بها إذا أراد العمرة أو الحج أو عند رجوعه من بعض الغزوات، تقع الروحاء على بعد 80 كيلو من المدينة المنورة، وهي المحطة الثانية والتي تلي المحطة الأولى السيّآلة من محطات القوافل الخارجة من المدينة.
(30). المنصرف: تعد من أقدم القرى على طريق مكة القديم وتبعد عن المدينة المنورة قرابة 85 كم كما انها تبعد عن مركز بئر الروحاء 10 كم، وتعرف حالياً المسيجيد وهي مركز تابع لمحافظة بدر إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة،
(31). المتعشّى: هي (الجي) وادي وقرية من قرى محافظة بدر في منطقة المدينة، وتقع غرب المدينة، قال نصر بن عبدالرحمن الاسكندري في الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج1 ص319: «الجي بكسر الجيم واد عند الرّويثة بين مكة والمدينة، وهو الذي سال بأهله وهم نيام فذهبوا».
(32). الأثابة: الصحيح كما في معجم البلدان للحموي «الأثاية»، أثاية أو أثاية العرج موقع به بئر ماء ومسجد نبوي، صلى النبي الصبح فيها وهو في طريقة لحجة الوداع، يقع في جنوب غرب قرية الشفية في منطقة المدينة، وفي امتاع الاسماع للمقريزي ج2 ص213: (موضع في طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمس وعشرون فرسخا «معجم البلدان ج1 ص90»).
(33). العرج: عقبة بين مكة والمدينة على جادة الطريق (تقويم البلدان ص٧٩).
(34). لحي جمل: موقع تاريخي به مسجد نبوي وفيه أحتجم النبي في طريقه في حجة الوداع، وهو على طريق القوافل القديم بين المدينة ومكة، ويقع في جنوب غرب المدينة بالقرب من بئر الطلوب التاريخية.
(35). السقيا: بضم أوله وسكون ثانيه هي قرية جامعة من عمل الفرع، بينهما مما يلى الجحفة تسعة عشر ميلا، وفى كتاب الخوارزمي: تسعة وعشرون ميلا، وقال ابن الفقيه: السقيا من أسافل أودية تهامة. «معجم البلدان لياقوت الحموي ج3 ص228».
(36). الأبواء: قرية كبيرة قرب منطقة ودان بين مكة والمدينة جنوب غربي المدينة وتبعد عن مكة 200 كلم وعن المدينة 170 كلم وتعتبر مياه الآبار هي المياه الصالحة للشرب لتلك المنطقة، وقد دفن في هذه القرية آمنة بنت وهب أم النبي، كما أنّ غزوة الأبواء حدثت في هذه المنطقة.
(37). الجحفة: ميقات أهل الشام وبلاد المغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم وبه ينزل الحجاج واصبح منزلة لأهل الشام ومصر وبلاد المغرب، ويقع بالقرب من مدينة رابغ والناس يحرمون اليوم من رابغ ، ويبعد عن مكة مسافة 183 كم.
(38). قديد: تقع في محافظة خليص التابعة لمنطقة مكة المكرمة وهو أحد مراكزها الإدارية ويقع إلى الشمال الشرقي منها ويبعد عن مكة المكرمة 150 كم، والتقى سراقة بن مالك بالنبي بوادي قديد اثناء هجرته يريد الظفر به وجائزة قريش فدعا عليه فساخت يدا فرسه في الأرض، ومر النبي في هجرته الى المدينة بأم معبد واسمها عاتكة بنت كعب الخزاعية في وادي قديد حيث مساكن خزاعة.
(39). أي دخل في يوم السبت.
(40). عسفان: بلدة تقع شمال غرب مكة بمسافة 80 كم، وهي منهل من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، قال الحمیری في الروض المعطار فی خبر الاقطار ص421: «بلد بين مكة والمدينة، بينها وبين مكة تسعة وأربعون ميلاً، وبينها وبين البحر عشرة أميال، وفيها آبار عذبة، وبين عسفان وقديد أربعة وعشرون ميلاً، وعسفان كثيرة الأهل خصيبة، ماؤها من الآبار..».
(41). الغميم: هو كرَاع الغميم موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة، وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال، وتبعد نحو ستين كم عن مكة المكرمة.
(42). مر الظهران: واد قرب مكة، وعنده قرية يقال لها مر، تضاف إلى هذا الوادي فيقال: مر الظهران، سمي الوادي قديما بوادي مرّ الظهران، وسمي الوادي باسم وادي فاطمة في القرن العاشر الهجري.
(43). سَرِف: تعرف حاليا باسم النوارية٬ هي موضع يقع بين التنعيم ووادي فاطمة (مر الظهران سابقاً) شمال غرب مكة على بعد 12كم منها٬ ويعد أحد أحياء ضواحي مكة الشمالية الغربية٬ أصبحت لهذا الوادي أهمية تاريخية فقد تزوج رسول الله «صلى الله عليه وآله» بميمونة بنت الحارث فيه، وهناك بنى بها٬ وبه توفيت ودفنت٬ وقبرها معروف مشهور٬ إذ يقع على يمين القادم إلى مكة المكرمة.
(44). الثنيّتان: مثنى الثنيّة وهي طريق العقبة أو العقبة والثنيّة الطريقة في الجبل كالنقب.
(45). الإمتاع للمقريزي ص٥١٣ - ٥١٧ (هامش الأميني).
(46). غدير خم: خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله «صلى الله عليه وآله» (معجم البلدان للياقوت الحموي ج2 ص٣٨٩).
(47). هو المنصوص عليه في لفظ البراء بن عازب وبعض آخر من رواة حديث الغدير ص٤١.(هامش الأميني).
(48). السمرة: من شجر الطلح، والجمع سمر وسمرات (لسان العرب ج٤ ص٣٧٩).
(49). قم الشيء قما: كنسه (لسان العرب ج١٢ ص٤٩٣).
(50). الهجير والهجيرة والهجر والهاجرة: نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر، وقيل في كل ذلك: إنه شدة الحر (لسان العرب ج٥ ص254).
(51). جاء في لفظ الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج٩ ص١٥٦ وغيره (هامش الأميني).
(52). ثمار القلوب ص511 ومصادر أخر ص8 (هامش الأميني).
(53). الفَرَط: المتقدم قومه إلى الماء، ويستوي فيه الواحد والجمع.
(54). الصنعاء: عاصمة اليمن اليوم، وبصرى: قصبة كورة حوران من أعمال دمشق (هامش الأميني).
(55). الثقل، بفتح المثلثة والمثناة: كل شئ خطير نفيس (هامش الأميني).
(56). الغدير في الكتاب والسنة والأدب» للعلامة الشيخ الأميني ج1 ص9.
(57). تفسير العياشي تأليف محمد بن مسعود عيّاش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي (المتوفى 320هـ) ج1 ص331.
(58). تفسير روح المعاني للآلوسي ج4 ص282.
(59). مجمع البيان للطبرسي ج٣ ص١٥٩ ، وعنه البرهان في تفسير القرآن لهاشم البحراني ج١ ص٤٣٥.
(60). أخرجه في الطرائف ص١٤٦ عن أبي بكر بن مردويه وأورده الخوارزمي في في مناقبه ص٨٠ وفى مقتله ص٤٧ وفى فرائد السمطين ج١ ص٧٢ وغيرها، راجع إحقاق الحق للتستري ج٦ ص355.
(61). ما نزل من القرآن في عليّ «عليه السلام» للحافظ أبو نعيم الأصبهاني ص٥٦.
(62). مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج٢ ص٢٤١.
(63). مسند احمد بن حنبل ج4 ص281 .. وغيرها.
(64). تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج8 ص290.. وغيرها.
(65). مسند أحمد بن حنبل ج5 ص501 .. وغيرها.
(66). ترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق ج2 ص53.
(67). الارشاد للشيخ المفيد ص94.
(68). سورة الأحزاب: الآية /٦.
(69). نفحات الأزهار ج6 ص123.
(70). صحيح البخاري ج2 ص149.
(71). صحيح البخاري ج2 ص172.
(72). صحيح مسلم ج4 ص40.
(73). وهكذا ذكره أبو داود في سنن ابن ماجة ج2 ص1024، سنن أبي داود ج2 ص158 ، سنن الترمذي ج2 ص216.
(74). الصواعق المحرقة ص25.
(75). المرقاة في شرح المشكاة ج5 ص568.
(76). شرح المواهب ج7 ص13، الغدير ج1 ص308.
(77). شرح المواقف ج8 ص361.
(78). مشكل الآثار ج2 ص308.
(79). سر العالمين للغزالي ص483.
https://telegram.me/buratha