الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: فواتح السور من الموضوعات القرآنية التي تناولها الباحثون هو فواتح السور، ونعني بفواتح السور هذه الحروف المقطعة الموجودة في فاتحة بعض السور القرآنية، وتزداد أهمية هذا الموضوع عندما نلاحظ ما أثير حوله من مشاكل وشبهات قد تؤدي إلى الشبهة في القرآن الكريم نفسه. وسوف يعالج هذا البحث تفسير هذه الظاهرة في القرآن الكريم، ومن خلال ذلك نعرف الجواب الاجمالي على الشبهات التي أثيرت حول هذا الموضوع، ونترك معالجة الشبهات حولها تفصيلا إلى بحث قرآني آخر. وقد جاءت هذه الحروف المقطعة في سور متعددة من القرآن وعلى أشكال مختلفة: منها ما هو ذو ثلاثة حروف أو أكثر مثل (كهيعص) (مريم 1). وحين نأتي لمعالجة هذه الظاهرة في القرآن الكريم لا نجد العرب قد عرفوا الأسلوب عند افتتاح كلامهم، كما اننا لا نجد لهذه الحروف معنى بإزائها غير مسمياتها من الحروف الهجائية. ولم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وآله شئ صحيح في تفسير هذه الحروف بل يكاد لا يؤثر عنه شئ في ذلك مطلقا - إلا النزر القليل - ليكون هو القول الفصل فيها، ولعل هذا هو السبب في تعدد آراء العلماء واختلاف وجهات النظر فيما بينهم بصدد تفسير هذه الحروف الامر الذي زاد من غموض هذه الظاهرة.
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: و كان المسيح عليه السّلام زكيا طاهرا نقيا في ولادته و في نفسه و عمله، و ورد وصفه بذلك في قوله تعالى: قالَ "إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا" (مريم 19). و لمزيد من الفائدة نذكر ما ورد على لسان أمير المؤمنين علي عليه السّلام في وصف زهد المسيح عليه السّلام و سلوكه العام: (و ان شئت قلت في عيسى بن مريم عليه السّلام، فلقد كان يتوسّد الحجر، و يلبس الخشن، و يأكل الجشب، و كان إدامه الجوع، و سراجه بالليل القمر، و ظلاله في الشتاء مشارق الأرض و مغاربها، و فاكهته و ريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، و لم تكن له زوجة تفتنه، و لا ولد يحزنه، و لا مال يلفته، و لا طمع يذله، دابته رجلاه، و خادمه يداه). و قد ورد في وصفه عليه السّلام عن الرضا عليه السّلام أنّه قال: (كان عيسى عليه السّلام يبكي و يضحك، و كان يحيى عليه السّلام يبكي و لا يضحك، و كان الذي يفعل عيسى عليه السّلام أفضل).
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: العلاقة بالناس: لقد ذكر القرآن الكريم نوعا آخر من الصفات لعيسى عليه السّلام توضح فيه طبيعة العلاقة بينه و بين الناس بصورة عامة، أو مع والدته و قومه من بني إسرائيل بصورة خاصة. رحمة من اللّه تعالى للناس، فعلاقته مع الناس علاقة رأفة و خير و هدى و صلاح و محبة و إحسان "وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَّا وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا" (مريم 21).
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: العلاقة باللّه تعالى: و هي الصفات التي تتحدّث عن نوع و مستوى العلاقة بين اللّه تعالى و عيسى عليه السّلام، و هنا نلاحظ أنّ القرآن الكريم يتحدّث في هذا البعد عن الخصال التي تعبّر عن موقف العناية و الرحمة الإلهية بعيسى عليه السّلام في تصوير هذه العلاقة، بدل الصفات التي تعبّر عن موقف عيسى عليه السّلام من اللّه باستثناء صفة واحدة، و هي صفة العبودية. عبد اللّه "قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا" (مريم 30)، وجيها عند اللّه و من المقربين لديه، و هي صفة اختص بها عيسى عليه السّلام و موسى في القرآن الكريم. مسلّما عليه من قبل اللّه تعالى "وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" (مريم 23)، و هي صيغة من السلام ذكرت ليحيى عليه السّلام، كما أنّ السلام ذكر لنوح و إبراهيم و على موسى و هارون و على آل ياسين و على المرسلين.
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: دراسة قصة موسى عليه السلام: الآيات التي جاءت في سورة مريم وهي قوله تعالى: (واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) (مريم 51-53). وقد جاءت هذه اللمحة من القصة في عرض قصصي مشترك عن الأنبياء، وذلك بصدد تعداد من أنعم الله عليهم من عباده وأنبيائه، ومقارنتهم بمن خلف بعدهم ممن أضاع الصلاة واتبع الشهوات: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا * فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) (مريم 58-59). فالسياق العام هو الذي فرض مجئ هذه القصة بهذا الشكل من العرض والاختصار وذلك لتعداد العباد الصالحين ونعمة الله عليهم.
https://telegram.me/buratha