الدكتور فاضل حسن شريف
قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع (إن الزَّمَان قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ). والحرمة يعني مضاعفة الذنب فيها. وشهر رجب هو الشهر السابع من الأشهر الهجرية التي تبدأ بمحرم ويستحب فيه العمرة. قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم: شهر رجب شهر الله وشعبان شهري وشهر رمضان شهر أمتي ويستحب فيه الصيام والعبادة.
وكان جيش الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم في غزوة تبوك اكثر من 30 ألف، وهي آخر مغازيه. وخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في رجب، وأقام بتبوك شعبان وأيامًا من رمضان. وصالح بعض الأقوام على الجزية.
والمناسبات الدينية في شهر رجب عديدة ففي اليوم الأوّل ولادة الإمام الباقر سلام الله عليه عام 57 هجرية، ومغادرة النبي نوح عليه السلام سفينته. وفي اليوم الثالث استشهاد الإمام الهادي سلام الله عليه عام 254 هجرية. و اليوم العاشر ولادة الإمام الجواد عليه السلام عام 195 هجرية. وفي اليوم الثالث عشر: ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة المشرفة عام 23 قبل الهجرة. اليوم الخامس عشر توفيت الحوراء زينب الكبرى عليها السلام عام 62 هجرية. و اليوم الخامس والعشرون استشهد الإمام موسى الكاظم عليه السلام عام 183 هجرية. وفي اليوم السادس والعشرون توفي عمّ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم أبو طالب عليه السلام عام 3 قبل الهجرة. في اليوم السابع والعشرون مبعث النبي محمّد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم عام 13 قبل الهجرة ، وفي روايات معراجه.
ومن الحوادث التي حصلت في شهر رجب رجوع الإمام علي عليه السلام من حرب الجمل، و وفاة ابراهيم ابن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم، وطعن الإمام الحسن عليه السلام، وفتح خيبر و مقتل مرحب، ويوم دحو الأرض.
خرج الإمام الحسين عليه السلام المدينة المنورة مع أهله وأصحابه ليلة الأحد 28 رجب سنة 60 هجرية، وهو يقرأ الآية المباركة "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص 21) خارجا من طغيان يزيد كما خرج موسى عليه السلام من طغيان فرعون للنجاة من القوم الظالمين "رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص 21).
ان ايات من سورة العلق نزلت على النبي صلى الله عليه وآله في السابع والعشرين من شهر رجب 13 قبل الهجرة وهو يوم المبعث الشريف كما جاء في روايات أهل البيت وكان عمره الشريف 40 سنة واستمرت ينشر رسالته على مدار 23 سنة. بينما نزل القرآن بصورته الكاملة في شهر رمضان باللوح المحفوظ والبيت المعمور وهي ليلة القدر. والاية في سورة الدخان "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ" (الدخان 3) تخص الإنزال الكامل في ليلة القدر. وهو يختلف عن النزول يوم المبعث الذي نزلت فيه آيات معدودة. ويوم المبعث يوم مبارك حيث ولدت الرسالة والقرآن الكريم وهي خاتم الرسالات. وهو يوم عيد ليس للمسلمين فقط وإنما للبشرية جمعاء "َيا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا" (الأحزاب 45-46) لان رسالته غيرت تأريخ الانسانية. وكان مجتمع الجزيرة العربية تسوده المعتقدات الباطلة والظلم وسيطرة القوي على الضعيف.
ومن الأدعية الرجبية (يا من يملك حوائج السائلين) و (يا من أرجوه لكل خير). وجاء (رَجَبٌ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ) و (من صام يوم من رجب فقد ضمن الجنة). و جاء (لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار) و (تعطروا برائحة الاستغفار لا تفضحكم رائحة الذنوب). جاء في الحديث النبوي الشريف (من صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الاكبر، وابتعد عنه غضب الله، واغلق عنه باب من أبواب النّار).
https://telegram.me/buratha