الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة اية 67 "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" عن الامام محمد الباقر عليه السلام فخشى رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا إلى جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة والبغضاء وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرئيل عليه السلام في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس يهتدون به، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة، فقال: جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي عليه السلام [ فسأل جبرئيل كما سأل بنزول آية العصمة فأخره ذلك فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (المائدة: 67) وكان أوائلهم قريب من الجحفة، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا علماء للناس ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس ، فأمر رسول الله عندما جاءته العصمة مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير أمره بذلك جبرئيل عن الله عز وجل، وكان في الموضع سلمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقم ما تحتهن وينصب له حجارة كهيئة المنبر ليشرف على الناس ، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فوق تلك الأحجار ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه
السلام عليك يا أمين الله في زيارة امين الله يعني انكم آل البيت مقامكم أمانة الله سبحانه مقام العصمة وهذه هي حقيقتكم. فبالزيارة تعرف مقامات اهل البيت. الانبياء افضل علماء زمانهم. قال الامام علي عليه السلام (سلوني قبل أن تفقدوني). علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام بابا يفتح منه ألف باب. قال علي عليه السلام: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: عصمة الأنبياء أي العفّة وصيانة النفس من الذنب ومن أي قبيح، وصونهم عن الخطأ في تلقّي الوحي وتحمله وأدائه. وقالوا بأنّ العصمة هي ميزة باطنية لدى الأنبياء تجعلهم يميّزون الصحيح عن غير الصحيح. وقد عبّر عن مفهوم العصمة للأنبياء في الثقافة الإسلامية بتعابير مختلفة منها التنزيه، التوفيق والصدق والأمانة. إنّ عصمة الأنبياء في تلقّي الوحي تُعتبر من الثوابت التي يشترك فيها جميع الشرائع السماوية، إلاّ أنّ هناك اختلاف في الرأي حول ماهية العصمة؟ وما مراتبها عند علماء الدين في الشرائع المختلفة؟ بل هناك اختلاف في الآراء عند متكلمي المسلمين أيضاً. يعتقد البعض أنّ في بداية ظهور الإسلام أخذ مفهوم عصمة الأنبياء بالانتشار. فمن باب المثال روي أنّ الخليفة الأول نعت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو في معرض إجلاله له صلى الله عليه وآله وسلم، بالمعصوم. وكذلك روي عن الإمام علي عليه السلام عندما كان يتحدث عن مراتب الأنبياء عند الله، استخدم في حديثه مفردة العصمة. بالرغم من ذلك يعتقد بعض المفكرين أنّ استخدام مصطلح العصمة شأنه شأن سائر المصطلحات الكلامية التي أخذت بالرّواج بعد نشوء علم الكلام وبالتزامن مع إمامة الإمام الصادق عليه السلام. لم يرد موضوع عصمة الأنبياء في القرآن الكريم صراحة، ولكنّ المفسّرین تطرّقوا إلى موضوع العصمة بمناسبة بعض آيات القرآن، كآية 36 من سورة البقرة "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ"، وآية 23 من سورة الأعراف "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، وآية 121 من سورة طه "فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى"، فيما لها علاقة بقصة آدم وحواء ولقائهما بإبليس، وآية 33 من سورة آل عمران التي تُنبأ عن اصطفاء بعض الأنبياء لدى الباري عزّ وجل، وكذلك الآيات 3 وحتى 5 من سورة النجم "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5)" التي تتحدث عن تلقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم للوحي كما هو، دون نقصان وزيادة، وأنّ كلامه لا يصدر بدافع الهوى ولا عن ميوله الشخصية.
https://telegram.me/buratha