الدكتور فاضل حسن شريف
الله سبحانه و تعالى سمى السعادة الدينية نعمة كما في قوله تعالى: "وأتممت عليكم نعمتي" (المائدة 3)، وقوله تعالى: " وليتم نعمته عليكم " (المائدة 6)، وقوله تعالى: " فأصبحتم بنعمته إخوانا " (آل عمران 103). قوله تعالى "وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ" (العنكبوت 64) وهي لقاء الله تعالى "وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ" (البقرة 223)، و "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (الجمعة8). فالاخرة اما السعادة الابدية او الشقاء الابدي. ورد مصطلح النحوسة اي الشؤوم وهو عكس السعادة في قصة هود "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ" (القمر 19).
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها" (الشمس 12). و أشقى ثمود، هو الذي عقر الناقة التي ظهرت باعتبارها معجزة بين القوم، و كان قتلها بمثابة إعلان حرب على النّبي صالح. ذكر المفسّرون أنّ اسم هذا الشقي قدار بن سالف. و روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة. قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: قلت لا أعلم يا رسول اللّه. قال: الذي يضربك على هذه، و أشار إلى يافوخه. ورد (أشقى الأولين و أشقى الآخرين) جمع من علماء الشيعة و السنة منهم الثعلبي، و الواحدي، و ابن مردويه، و الخطيب البغدادي، و الموصلي، و أحمد بن حنبل، و غيرهم باسنادهم عن عمار بن ياسر، و جابر بن سمرة، و عثمان بن صهيب، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي عليه السّلام: (يا علي أشقى الأولين عاقر الناقة، و أشقى الآخرين قاتلك، و في رواية: من يخضب هذه من هذا (و أشار إلى لحيته و يافوخه)). و ثمّة تشابه في الواقع بين قاتل ناقة صالح، قدار بن سالف، و قاتل أمير المؤمنين عليه السّلام، عبد الرحمن بن ملجم المرادي. لم يكن الاثنان يحملان عداء شخصيا، بل كان هدف الإثنين إطفاء نور اللّه و القضاء على معجزة و آية من آيات اللّه، و كما إنّ العذاب الإلهي عمّ قوم ثمود بعد حادثة الناقة، كذلك عمّ المسلمين بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السّلام داهية دهماء تمثلت في التسلط الأموي المتجبّر الذي سام المسلمين سوء العذاب. و يذكر أنّ الحاكم الحسكاني أورد روايات كثيرة مستفيضة في هذا المجال. قوله تعالى "قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَ ما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ" (القصص 27) كان مهر بنت شعيب مهرا ثقيلا نسبيا لأنّنا إذا أردنا أن نلاحظ أجرة العامل العادي خلال شهر ثمّ خلال سنة، و بعدئذ نضاعف ذلك الأجر إلى ثماني مرات فسيكون مبلغا كثيرا جدّا. الجواب: أولا لم يكن هذا الزواج زواجا بسيطا، بل كان مقدمة لبقاء موسى عند «شعيب» متبعا شاكلته و مذهبه، و مقدمة لأن يدرس موسى عليه السّلام في جامعة علمية كبرى خلال هذه الفترة الطويلة، و اللّه العالم كم تعلم موسى من شيخ مدين في هذه المدّة من امور؟ ثمّ بعد ذلك كله، لو قلنا: إنّ هذه المدة الطويلة كان يقضيها موسى في خدمة شعيب، ففي مقابل ذلك سيؤمن له شعيب مصرفه و نفقات زوجه من هذا الطريق أيضا. فإذا جردنا مصرف موسى و نفقاته من أجرة عمله لم يكن المهر غاليا بل سيبقى مبلغ زهيد و خفيف.
جاء في شبكة المعارف الاسلامية عن سوء العاقبة: وها هو الزبير بن العوام الذي كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وابن عمته صفية وهو ممن شهد بدراً وأُحُداً والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة والطائف وفتح مصر، وهو الذي وقف مع بني هاشم في بيت فاطمة عليها السلام واقفاً إلى جانب الإمام علي عليه السلام يوم السقيفة وهو ممّن حضر الجنازة المطهرة لبضعة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وهو الذي وهب حقّه المزعوم من الأصحاب الستة يوم الشورى لأمير المؤمنين علي عليه السلام. لكنه في النهاية خرج على أمير المؤمنين عليه السلام محرضاً على قتاله، فهو مسؤول أساسي عن حرب الجمل ويتحمّل دم قتلاها وشهدائها وما حصل بعدها. فعلى قائمة الأعمال لنيل كرامة الختم بسعادة: الاستمرار بالتضرع لله تعالى بالثبات على الإيمان والطاعة وأن نردد دائماً قوله تعالى: "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَ" (ال عمران 8) وما ورد من أدعية أهل البيت عليهم السلام: (وأحسن لي العاقبة حتى لا تضرني الذنوب).
https://telegram.me/buratha