الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع مركز الابحاث العقائدية عن السيد محمد مهدي الخرسان: فاطمة الزهراء عليها السلام، بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، وفلذة كبده رضي الله عنها، ولها فضائل كثيرة. منها: أن ينادي مناد يوم القيامة، قال: نكّسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة الزهراء عليها السلام بنت محمّد صلي الله عليه وآله وسلم على الصراط. وقيل لفاطمة عليها السلام: بم وجدتِ ما وجدتِ؟ قالت: بثلاث: ما بتّ إلاّ على الطهارة، وما أعلنت سرّ عليّ عليه السلام، وما ملأت عيني من غير عليّ عليه السلام. وكان النبيّ صلي الله عليه وآله وسلم كثيراً ما يقبّل فاطمة رضي الله عنه، فقيل له في ذلك؟ فقال: (لأنّها من الجنّة، وذلك إنّ ليلة المعراج أعطيت تفاحاً من الجنّة، فأكلتها، فصيّر ذلك التفاح ماءً في ظهري، فلمّا رجعت واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام، فإذا هي حوراء إنسية سماوية أرضية). وفيها نزل: "فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ" (ال عمران 61)، يعني بأبنائنا: الحسن والحسين، وبنسائنا: فاطمة الزهراء رضوان الله عليهم.
عن تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: لبعض الباحثين كلام في معنى نزول القرآن في شهر رمضان: قال ما محصله : إنه لا ريب أن بعثة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مقارنا لنزول أول ما نزل من القرآن وأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالتبليغ والانذار، ولا ريب أن هذه الواقعة إنما وقعت بالليل لقوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين" (الدخان 2)، ولا ريب أن الليلة كانت من ليالي شهر رمضان لقوله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" (البقرة 185). وجملة القرآن وإن لم تنزل في تلك الليلة لكن لما نزلت سورة الحمد فيها ، وهي تشتمل على جمل معارف القرآن فكان كأن القرآن نزل فيها جميعا فصح ان يقال : أنزلناه في ليلة على ان القرآن يطلق على البعض كما يطلق على الكل بل يطلق القرآن على سائر الكتب السماوية أيضا كالتوراة والانجيل والزبور باصطلاح القرآن. قال: وذلك: أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (الاعلى 1)، نزل ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان ، نزل والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قاصد دار خديجة في وسط الوادي يشاهد جبرائيل فأوحى إليه: قوله تعالى "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (الاعلى 1)، ولما تلقى الوحى خطر بباله أن يسإله: كيف يذكر اسم ربه فتراءى له وعلمه بقوله "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ" (الفاتحة 1-2) آخر سورة الحمد، ثم علمه كيفية الصلوة ثم غاب عن نظره فصحا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجد مما كان يشاهده أثرا إلا ما كان عليه من التعب الذي عرضه من ضغطة جبرائيل حين الوحي فأخذ في طريقه وهو لا يعلم أنه رسول من الله إلى الناس، مأمور بهدايتهم ثم لما دخل البيت نام ليلته من شدة التعب فعاد إليه ملك الوحي صبيحة تلك الليلة وأوحى إليه قوله تعالى: "يا أيها المدثر قم فأنذر الآيات" (المدثر 2).
قال تعالى "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان 74) ورد في الروايات ولقد كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عدد من الأولاد أولهم القاسم وله كان يكنى، ثم زينب، تم رقية، وأم كلثوم، وفاطمة، ثم عبدالله، وكلهم من خديجة ولم يولد له من زوجة غيرها، ثم ولد له بالمدينة إبراهيم من سريته مارية القبطية، وكل أولاده توفوا قبله إلا فاطمة فإنها تأخرت وفاتها لعده ستة أشهر.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: من هو أوّل من أسلم؟ إنّ أكثر المفسّرين يطرح هنا سؤال و هو: من هو أوّل من أسلم، و ثبت هذا الافتخار العظيم باسمه في التاريخ؟ و في جواب هذا السؤال، فقد قالوا بالإجماع، إنّ أوّل من أسلم من النساء خديجة زوجة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم الوفية المضحية. و أمّا من الرجال فكل علماء الشيعة و مفسريهم، و فريق كبير من أهل السنة قالوا: إنّ عليّا عليه السّلام أوّل من أسلم و لبّى دعوة النّبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم. إنّ اشتهار هذا الموضوع بين علماء أهل السنة بلغ حدا ادّعى جماعة منهم الإجماع عليه و اتفقوا على ذلك. و من جملة هؤلاء الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين و في كتاب المعرفة، فإنّه يقول في ص 22: لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أنّ علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أوّلهم إسلاما، و إنّما اختلفوا في بلوغه. و كتب ابن عبد البر في الاستيعاب ج 2، ص 457: اتفقوا على أنّ خديجة أوّل من آمن باللّه و رسوله و صدقه فيما جاء به، من علي بعدها. و كتب أبو جعفر الإسكافي: قد روى الناس كافة افتخار علي بالسبق إلى الإسلام. و بعد هذا، فإنّ الرّوايات الكثيرة التي نقلت عن النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و عن علي عليه السّلام نفسه، و الصحابة في هذا الباب بلغت حد التواتر.
https://telegram.me/buratha