الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام للشيخ علي الكوراني العاملي: قوله تعالى "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" (البقرة 3) أن المؤمنين بالمهدي عليه السلام في غيبته مصداق الآية.
عن كتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: ابرز مصاديق النفاق الذي يقول عنه ربنا سبحانه: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون الا انفسهم وما يشعرون" (البقرة 8-9).
الأزواج لها عدة مصاديق، و من مصداق الأزواج الرجل والمرأة كما قال الله في محكم كتابه العزيز "وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ﴿البقرة 25﴾، و "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ" ﴿البقرة 232﴾، و "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ" (البقرة 240).
جاء عن مصاديق العهد الآلهي للشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله جلّ وعزّ: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِي" (البقرة 40)، قال: بولاية أمير المؤمنين عليهم السلام "أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" (البقرة 40) أُوفِ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ. عن خيثمة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: (يا خيثمة ونحن عهد الله، فمن وفي بعهدنا فقد وفى بعهد الله، ومن خَفَرها فقد خَفَر ذمّة الله وعهده). عن سماعة بن مهران قال: سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" (البقرة 40). قال: (أوفوا بولاية علي عليه السلام فرضاً من الله، أوف لكم الجنة). عن ابن عباس في قوله: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِي" (البقرة 40) يقول: (ما أمرتكم به طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه واله وغيره)، "أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" (البقرة 40) يقول: (أرضَ عنكم وأدخلكم الجنة). إشارة: أ- ما تم بيانه في هذه الأحاديث هو تطبيق مصداقي وليس تفسيراً مفهومياً، ولهذا فهو لا يتنافى مع التطبيق على المصاديق الأخرى؛ وذلك لأن عصارة هذه النصوص لا هي تفسير مفهومي ولا حصر مصداقي. ب- إن أبرز مصداق للعهد هو الولاية والإمامة على الأمة الإسلامية حيث أشير إليها باستخدام لفظة "عهد" في سياق قصة النبي إبراهيم عليه السلام: "لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (البقرة 4) وإنه لعهد الولاية والإمامة ذاك الذي تبلور في الذرية العادلة والمحسنة لخليل الرحمن عليه السلام بناءً على ما مرَّ، فإن القبول بولاية أهل البيت عليهم السلام، والالتزام العملي بتولي معارفهم، والتبري من منهج الأغيار وزعامتهم، هو وفاء بعهد الله تعالى، وهو ما يمهد الأرضية لوفاء الله بعهده، وإن المقصود بالإمامة هنا هو الجامع بين الإمامة الملكوتية والمُلكية، وليس خصوص الإمامة الملكوتية ولا خصوص المُلكية.
جاء في كتاب دراسات في مناهج التفسير الصادر عن مركز نون للتأليف والترجمة: يعتبر (تفسير القرآن بالقرآن) منهجاً كلّياً يتضمّن تحته مصاديق وطرقاً فرعية متعدِّدة يستفيد منها المفسِّرون في التفسير، وإنّ معرفة هذه الطرق تساعد المفسِّر على تقديم تفسير جامع لآيات القرآن الكريم. ولكي تتوضّح صورة الاستدلال عند المفسِّر للقرآن بالقرآن، سوف نشير إلى أهمّ هذه الأنواع وأكثرها شيوعاً، مع الأمثلة والنماذج التوضيحية لهذا المنهج. الجمع بين الآيات المطلقة والمقيّدة: جاءت بعض الآيات بصورة مطلقة بدون قيد في حين ذُكرت آيات أُخرى مقيّدة ببعض القيود، فتفسير الآيات المطلقة بدون النظر في الآيات المقيّدة غير صحيح ولا يكشف عن المراد الجدّي للمتكلِّم، وبعبارة أخرى إنّ الآيات المقيِّدة مفسِّرة للآيات المطلقة، فمثلاً جاء ذكر الصلاة في بعض الآيات بصورة مطلقة "وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ" (البقرة 43) (البقرة 83) (البقرة 110)، في حين قُيّد هذا الإطلاق بزمان خاص في آيات أخرى كما في الآية: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ" (الإسراء 78).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: في الكافي عن الصادق عليه السلام قال: كان علي إذا أهاله أمر فزع قام إلى الصلوة ثم تلا هذه الآية: "واستعينوا بالصبر والصلوة" (البقرة 45). وفي الكافي أيضا: عنه عليه السلام في الآية، قال: الصبر الصيام، وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم. إن الله عزوجل يقول: "واستعينوا بالصبر" (البقرة 45) يعنى الصيام. اقول: وروى مضمون الحديثين العياشي في تفسيره. وتفسير الصبر بالصيام من باب المصداق والجري. وفي تفسير العياشي: عن أبي الحسن عليه السلام: في الآية قال: الصبر الصوم، إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم، إن الله يقول: واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين. والخاشع الذليل في صلوته المقبل عليها، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام. اقول: قد استفاد عليه السلام إستحباب الصوم والصلوة عند نزول الملمات والشدائد، وكذا التوسل بالنبي والولي عندها، وهو تأويل الصوم والصلوة برسول الله وأمير المؤمنين. وفي تفسير العياشي أيضا: عن علي عليه السلام: في قوله تعالى: "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم" (البقرة 46) يقول: يوقنون أنهم مبعوثون، والظن منهم يقين. اقول : ورواه الصدوق أيضا. وروى ابن شهر آشوب عن الباقر عليه السلام: أن الآية نازلة في علي وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر وأصحاب لهم.
https://telegram.me/buratha