الدكتور فاضل حسن شريف
تكملة للحلقة السابقة قال الله تعالى عن التلاوة ومشتقاتها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ" ﴿المائدة 1﴾، و "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" ﴿المائدة 27﴾، و "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ" ﴿الأنعام 151﴾، و "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ" ﴿الأعراف 175﴾، و "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" ﴿الأنفال 2﴾، و "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا ۙ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" ﴿الأنفال 31﴾، و "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" ﴿يونس 15﴾، و "قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" ﴿يونس 16﴾، و "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ" ﴿يونس 71﴾، و "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ" ﴿هود 17﴾، و "قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا" ﴿الإسراء 107﴾، و "وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا" ﴿الكهف 27﴾.
وللحصول على تلاوة ترضي الله تعالى على القارئ أن يتقن القراءة ومنها قلب النون الى ميم في مواضع منها قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في كاتب وتقرأ كاتبم لوجود حرف باء بعدها) بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في فسوق وتقرأ فسوقم لوجود حرف باء بعدها) بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 282).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في نهج البلاغة: أن هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو الكتاب الذي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو الكتاب الذي تكفّل الله بحفظه وتخليده. وقال عليه السلام: واعلموا أنّ هذا القرآن الناصح الذي لا يَغُشّ، والهادي الذي لا يُضِلُّ، والُمحدِّثُ الذي لا يكذبُ. وما جالس احد هذا القرآن إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدىً أو نقصان من عمى. واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنىً، فاستشفوه واستعينوا به، فإنّ فيه شفاء من الداء ومن الكفر والنفاق والغيّ والضلال، فاسألوا الله به وتوجّهوا إليه بحبّه. وإن الكتاب َمعي، ما فارقته مُذ صحبتُه.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع موضوع عن أمثلة الإقلاب في القرآن للكاتبة ايناس مسلم: أمثلة الإقلاب في التنوين يقع الإقلاب عند مجيء تنوين فتح، أو تنوين كسر، أو تنوين ضم، ثمّ حرف باء يتبعها، كما في الأمثلة الآتية: قال الله تعالى: "واللهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" (الحج 61) وهذا مثال على مجيء الإقلاب في تنوين الضم يتبعه حرف الباء. قال الله تعالى: "ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ" (ال عمران 34) حيث ورد في الآية الكريمة تنوين فتح ثمّ حرف باء بعده. قال الله تعالى: "وأنبتنا فيها مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" (ق 7) والإقلاب هنا جاء في تنوين الكسر بسبب مجيء حرف الباء بعده. قال الله تعالى: "قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ" (الرعد 43) وهنا تنوين فتح يليه باء. قال الله تعالى: "إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًۢا بَصِيرًا" (الاسراء 96) وهو مثال على الإقلاب بعد تنوين الفتح أيضاً. قال الله تعالى: "لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ" (الكهف 15) والكلمة المشار إليها ورد فيها تنوين كسر تبعه حرف الباء. قال الله تعالى: "فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ" (الحديد 13) مثال على وقوع حرف الإقلاب الباء بعد تنوين الضم. قال الله تعالى: "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ" (العنكبوت 49) والإقلاب جاء بعد تنوين الضم. قال الله تعالى: "السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ" (المزمل 15) مثال آخر على الإقلاب الواقع بين تنوين الضم وحرف الباء الذي يليه. قال الله تعالى: "وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (البقرة 207) وهو كالمثال السابق وقوع حرف الإقلاب بعد تنوين الضم. قال الله تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ" (التوبة 115) إذ جاء في الكلمة المشار إليها تنوين فتح تبعه في الكلمة الأخرى حرف الإقلاب الباء. قال الله تعالى : "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (المرسلات 50) وهذا مثال على وقوع الإقلاب في تنوين الكسر. قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" (غافر 44) وقد وقع حرف الباء هنا بعد تنوين الضم. قال الله تعالى: "وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ" (الاعراف 165) وهو مثال على مجيء حرف الإقلاب الباء بعد تنوين الكسر. قال الله تعالى: "جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الواقعة 24) والإقلاب هنا جاء في الكلمة المشار إليها عند مجيء تنوين الفتح، وتبعه حرف الإقلاب الباء.
https://telegram.me/buratha