الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى: "إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً" (الممتحنة 2) إلخ، قال الراغب: الثقف بالفتح فالسكون الحذق في إدراك الشيء وفعله. قال: ويقال: ثقفت كذا إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر ثم يتجوز به فيستعمل في الإدراك وإن لم يكن معه ثقافة. انتهى. وفسره غيره بالظفر ولعله بمعونة مناسبة المقام، والمعنيان متقاربان. والآية مسوقة لبيان أنه لا ينفعهم الإسرار بالمودة للمشركين في جلب محبتهم ورفع عداوتهم شيئا وأن المشركين على الرغم من إلقاء المودة إليهم أن يدركوهم ويظفروا بهم يكونوا لهم أعداء من دون أن يتغير ما في قلوبهم من العداوة. قوله تعالى "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ" (ال عمران 112)، الذلة بناء نوع من الذل، والذل بالضم ما كان عن قهر، وبالكسر ما كان عن تصعب وشماس على ما ذكره الراغب، ومعناه العام حال الانكسار والمطاوعة، ويقابله العز وهو الامتناع. وقوله: ثقفوا أي وجدوا، والحبل السبب الذي يوجب التمسك به العصمة، وقد استعير لكل ما يوجب نوعاً من الأمن والعصمة والوقاية كالعهد والذمة والأمان، والمراد (والله أعلم): أن الذلة مضروبة عليهم كضرب السكة على الفاز أو كضرب الخيمة على الإنسان فهم مكتوب عليهم أو مسلط عليهم الذلة إلا بحبل وسبب من الله، وحبل وسبب من الناس. وقد كرر لفظ الحبل بإضافته إلى الله وإلى الناس لاختلاف المعنى بالاضافة فانه من الله القضاء والحكم تكويناً أو تشريعاً، ومن الناس البناء والعمل. والمراد بضرب الذلة عليهم القضاء التشريعي بذلتهم، والدليل على ذلك قوله: أينما ثقفوا فإن ظاهر معناه أينما وجدهم المؤمنون أي تسلطوا عليهم، وهو إنما يناسب الذلة التشريعية التي من آثارها الجزية. فيؤول معنى الآية إلى أنهم أذلاء بحسب حكم الشرع الإسلامي إلا أن يدخلوا تحت الذمة أو أمان من الناس بنحو من الأنحاء.
وعن استغناء القرآن عن ثقافات المجتمعات جاء في كتاب موسوعة الامام الخوئي للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: إعجاز القرآن على مفهوم جديد: وحين تحدّى القرآن بلغاء العرب، وخفّف عليهم ثقل المعارضة "فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ" (البقرة 23)، ودعاهم إلى صنع ما عرض عليهم من نماذج قرآنيّة ليسهل عليهم معارضته ومشاكلته. فالمعنى الجديد في إعجاز القرآن هو إثبات استغناء القرآن عن كل ثقافة، وحاجتها هي إليه، وهو فوق الفكر البشريّ وانّه من عالم العلم الإلهيّ المطلق. نزعة التعايش المذهبي في تفسيره: نهج هذا النهج الوحدوي في جميع آيات الأحكام التي نسخها المفسِّرون. وقد بدأ بإزالة هذا الاختلاف من رحاب القرآن، وهو كتاب الهداية والتوحيد. فوضع اطروحته في صيانة القرآن، وعصمته من التحريف زيادة ونقصاناً وقد نهج في التقارب بين المذاهب الإسلامية، والتخفيف من حدّة التوتّر بينها. وحاول التعايش والوحدة بين طوائف المسلمين، بالرجوع إلى أصل الإسلام، وعصر الرسول. وقد عالج هذه الوحدة بتوحيد عقائد الأُمّة وثقافتها من خلال الكتاب العزيز، وطرح ذلك من زاويتين: الاولى: ما ألقاه خصوم الإسلام من التخرّصات والشبهات حول القرآن، وقد أكّد في هذا العرض على إعجاز القرآن في حقائقه وتشريعاته وهداياته. الثانية: ما أصاب الكتاب العزيز من انطباعات المفسِّرين للآيات التي بدأ لهم النسخ فيها، من دون تمييز بين النسخ الجزئي، والنسخ الكلِّي. فإن كان النّسخ صحيحاً عندهم كان من شأنه تعطيل كثير من الأحكام القرآنيّة، وسقوطها عن العمل بها، وإن يكن هذا النّسخ غير صحيح، فتبقى آياتها متعارضة، ومختلفة فيما بينها من دون تخريج. وقد عالج الإمام الخوئي تلك الآيات، ورفع عنها التعارض والتناسخ. وأدلى بعاصميّة القرآن من هذا النّسخ المدّعى.
جاء في موقع الافتاء عن صفات الخطيب الناجح للمفتي هاني خليل عابد: وعظ الناس وتعريفهم بأمور دينهم: مراعاة المستمعين من حيث الوقت والزمان والمكان: الخطيب داعية إلى الله عزَّ وجل؛ فعليه أن يتَّصف بالحكمة والمهارة العالية في تقدير الوقت المناسب للحديث، ويتقن مهارة اختيار الألفاظ التي سيتحدث بها. عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُاللَّهِ بن مسعود يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ؟ قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا؛ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا" رواه البخاري ومسلم. قال النووي في شرح الحديث: يتخولنا؛ أي:يطلب حالاتهم وأوقات نشاطهم، وفي هذا الحديث الاقتصاد في الموعظة، لئلا تملّها القلوب، فيفوت مقصودها. ونلاحظ هنا: 1.الخطيب الناجح يحرص على عدم سآمة المصلين، فيحدد الموضوعات التي يتحدث عنها. 2.الخطيب الناجح يراعي أحوال السامعين، فمثلاً يضيق المسجد عن المصلين؛ فيقف بعضهم خارج المسجد في الحر الشديد أو في البرد الشديد، وترى من بداخله يجلسون متزاحمين، فينبغي للخطيب الناجح مراعاة أحوال السامعين زماناً ومكاناً وثقافة؛ لكي ينجح في عرض رسالته.
جاء في صفحة ثقافة الكراهية والدجل والقتل بوكالة انباء براثا: هنالك جماعات مفسدة تخلق ثقافة الفتن وتدمر الاستقرار وتكفر المجتمع فقد آن الأوان لمحاسبة وفضح الفرقة الضالة المضلة التي أصبحت كابوسا حقيقيا لكل مسلم معتدل. لقد كثر هؤلاء ونفاقهم ومراوغتهم وهم الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" (الكهف 103-104). وقال فيهم أيضاً "يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ" (التوبة 64). وقال أيضاً: "الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة 97). بداية القول: لا تحسبن أن نشر هؤلاء فتاواهم وثقافة الكراهية وانتشارهم كأعضاء مؤسسين في منتديات شهيرة، لا تحسبنه خيرا لهم بل هو شر لهم وفضحهم لابد منه. هذه الفرقة الضالة التي أعادتنا إلى عصور الصراعات المذهبية وصراعات الفرق الإسلامية وخرجت من رحمها العديد من الجماعات المتطرفة وغيرهما جماعات مفسدة تخلق الفتن وتدمر الاستقرار وتكفر المجتمع فقد آن الأوان لمحاسبة وفضح هذا المذهب الذي أصبح كابوسا حقيقيا لكل انسان مسلم معتدل. السمات الشخصية لهؤلاء: 1- إتهام كل من يعارضهم أو ينقدهم أي أنهم باختصار متعصبون يحاولون بث روح الفرقة والبغضاء والانقسام بين دول العالم الإسلامي. 2- التجريح الشخصي والاستهزاء بالرأي الآخر وبالغير والجلافة والجفاء والغلظة في الجدل. 3- حب الجدل وقد نهى الله عنه والمغالطة والمكابرة في الجدال. 4- محاولة التبشير بمذهبهم وفرضه على عقول المسلمين والقراء بشتى الطرق المخادعة وغسيل المخ. 5- التهرب من اعتباره مذهب كي يكتسبوا بذلك قوة وشرعية ويخدعون البسطاء وغير ذوى الخبرة. بينما هو مجرد مذهب منحرف متشدد. 6- أسلوب التهمة بكل من يعارضها. 7- الجمود الفكري والتعصب الشديد وعدم تقبل النقد وعدم الاستجابة له وعدم الانتصاح بالنصيحة و عدم إعمال العقل في مدى شرعية مذهبهم من الأساس. 8- الكذب و النفاق للدفاع عن مذهبهم.
https://telegram.me/buratha