الدكتور فاضل حسن شريف
عن كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: أسماء للسور: أن الاسم انما يوضع للتمييز بين المسميات، وهذا لا يتفق مع تسمية عدة سور باسم واحد كما حدث في فصلت فأنه في اولها في اولها "حم" (فصلت 1) مع سور أخرى تحوي "حم". وقد أجاب الشيخ الطوسي عن الشبهة: بأنه لا مانع من تسمية عدة أشياء باسم واحد مع التمييز بينهما بعلامة مميزة، وقد وقع هذا في الاعلام الشخصية كثيرا. وأن لا مانع من تسمية الشئ ببعض ما فيه. أن الاسم لا بد ان يكون غير المسمى في الوقت الذي قام الاجماع على أن هذه الحروف جزء من السور التي جاءت فيها.
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن مفهوم الامة في السياق القرآني للدكتور محمد جعفر العارضي: وردت لفظة (الأُمَّة) في القرآن الكريم في دلالتها الاجتماعية (56 مرة). وعلى الرغم من تعدد السياقات التي تحتوي هذه اللفظة، وكثرة تفريعاتها، ومن ثمَّ كثرة دلالاتها، الا إنَّنا نجد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره قد أدار هذا التعدد السياقي وعالجه معالجة شاملة منتجة، وتناوله بلحاظ دلالته على البعد المعنوي و الفكري للجماعة البشرية. نعم لا يخلو التأسيس للأمَّة في المنظور القرآني من توخي الجوانب الفكرية والتربوية و المعنوية، و لعلي استطيع تقسيم هذا التناول على عدد من المحاور: جماعة الانبياء. و هو ما خرجت (الأُمَّة) للدلالة عليه في سياق عدد من الآيات المباركة منها "وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ" (فصلت 25)، لقد (اشارت الآية الكريمة الى جماعات من الناس متعددة بحسب الواقع اللغوي و التأريخي و الشعوبي، و لكنها ترتبط فيما بينها بروابط فكرية و عقائدية و سلوكية، و اهداف سياسية و حركية، بحيث تعبر بمجموعها عن مجتمع كامل، و هذه الجماعات هي جماعة الانبياء عبر التأريخ الانساني التي كانت ترتبط فيما بينها برباط الايمان بالله تعالى و توحيده، و بالغيب و الوحي الالهي، و بالدعوة الى الاخلاق الفاضلة، و التكامل في السيرة الانسانية). و قريب من هذا اشارة (الأُمَّة) في هذا السياق الى (ملة واحدة) ينهل منها الانبياء عليهم السلام، فيأتي خطابهم الاصلاحي موحد الاهداف متعدد الادوار والمراحل.
جاء في كتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: السجود لآدم: في البداية يواجهنا السؤال عن الأمر الإلهي للملائكة في السجود لآدم، إذ إنّه في الشريعة المقدسة يحرم السجود لغير اللّه تعالى، فكيف صحّ أن يطلب من الملائكة السجود لآدم؟ و ما هو المقصود من هذا السجود؟ و هذا السؤال ينطلق من فكرة، و هي: أنّ السجود بحدّ ذاته عبادة، و العبادة لغير اللّه شرك و حرام؛ إذ تقسم الافعال العبادية إلى قسمين: أحدهما: الأفعال التي تتقوم عباديتها بالنية و قصد القربة كالإنفاق (الزكاة و الخمس)، أو الطواف بالبيت الحرام، أو القتال، أو غير ذلك، فإنّ هذه الأفعال إذا توفرت فيها نية القربة و قصد رضا اللّه- تعالى تكون عبادة للّه تعالى، و بدون ذلك لا تكون عبادة، و من ثمّ فهي تتبع نيتها في تشخيص طبيعتها. و الآخر: الأفعال التي تكون بذاتها عبادة، و يذكر السجود منها، لأنّه عبادة بذاته، و لذا يحرم السجود لغير اللّه؛ لأنّه يكون بذاته عبادة لغير اللّه. و لكن هذا التصور غير صحيح: فإنّ السجود شأنه شأن الأفعال الاخرى التي تتقوم عباديتها بالقصد و النية، و لذا فقد يكون السجود سخرية و استهزاء، و قد يكون لمجرد التعظيم، و قد يكون عبادة إذا كان بنيتها. و لذا نجد في القرآن الكريم في بعض الموارد الصحيحة يستخدم السجود تعبيرا عن التعظيم كما في قصّة إخوة يوسف. و إنّما كان السجود لغير اللّه حراما؛ لأنّه يستخدم عادة في العبادة، فاريد للإنسان المسلم أن يتنزه عمّا يوهم العبادة لغير اللّه تعالى. و أمّا إذا كان السجود للتعظيم و بأمر من اللّه تعالى، فلا يكون حراما، بل يكون واجبا. و لكن يبقى السؤال: أنّ هذا السجود ما ذا كان يعني؟ فقد ذكر بعض المفسرين انطلاقا من فكرة أنّ هذا الحديث لا يراد منه إلّا التربية و التمثيل، و ليس المصاديق المادية لمفرداته و معانيه أنّ السجود المطلوب إنّما هو: خضوع هذه القوى المتمثلة بالملائكة للإنسان؛ لأنّ اللّه تعالى أودع في شخصية هذا الإنسان و طبيعته من المواهب ما تخضع له هذه القوى الغيبية، و تتأثر بفعله و إرادته "إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا" (فصلت 30). كما أنّه يمكن أن يكون هذا السجود سجودا حقيقيا بالشكل الذي يتناسب مع الملائكة، و يكون طلب السجود منهم لآدم من أجل أن يعبّروا بهذا السجود عن خضوعهم أو تقديسهم لهذا المخلوق الإلهي المتميز، بما أودع اللّه فيه من روحه، و وهبه العلم و الإرادة و القدرة على التكامل و الصعود إلى الدرجات الكمالية العالية. و لعلّ هذا المعنى الثاني هو الظاهر من مجموعة الصور و الآيات القرآنية التي تحدّثت عن هذا الموضوع؛ إذ نلاحظ أنّ امتناع إبليس عن السجود إنّما كان بسبب الاستكبار لتفضيل هذا المخلوق؛ لأنّه كان يطرح في تفسير عدم السجود أنّه أفضل من آدم.
جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن القرآن و اسما ؤه للسيد محمد باقر الحكيم: القرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحيًا على النبي صلى الله عليه واله وسلم المكتوب في المصاحف المنقول عنه بالتواتر المتعبد بتلاوته. وقد اختار اللّه تعالى لهذا الكلام المعجز الذي أوحاه إلى نبيه أسماء مخالفة لما سمى العرب به كلامهم جملة وتفصيلًا. والاهتمام بوضع أسماء محددة و مصطلحات جديدة للقرآن الكريم، يتمشى مع خط عريض سار عليه الإسلام، وهو تحديد طريقة جديدة للتعبير عما جاء به من مفاهيم وأشياء. وتفضيل إيجاد مصطلحات تتفق مع روحه العامة على استعمال الكلمات الشائعة في الأعراف الجاهلية وذلك لسببين: أحدهما: أن الكلمات الشائعة في الأعراف الجاهلية من الصعب أن تؤدي المعنى الإسلامي بأمانة، لأنها كانت وليدة التفكير الجاهلي وحاجاته، فلا تصلح للتعبير عما جاء به الإسلام، من مفاهيم وأشياء لا تمت إلى ذلك التفكير بصلة. والآخر: أن تكوين مصطلحات وأسماء محددة يتميز بها الإسلام، ويساعد على إيجاد طابع خاص به، وعلامات فارقة بين الثقافة الإسلامية وغيرها من الثقافات. وفي تسمية الكلام الإلهي ب(الكتاب) إشارة إلى الترابط بين مضامينه ووحدتها في الهدف والاتجاه، بالنحو الذي يجعل منها كتاباً واحداً. ومن ناحية أخرى يشير هذا الاسم إلى جمع الكلام الكريم في السطور، لأن الكتابة جمع للحروف ورسم للألفاظ. وأما تسميته ب(القرآن) فهي تشير إلى حفظه في الصدور نتيجة لكثرة قراءته، وترداده على الألسن. لأن القرآن مصدر القراءة، وفي القراءة استكثار واستظهار للنص. فالكلام الإلهي الكريم له ميزة الكتابة والحفظ معًا، ولم يكتف في صيانته وضمانه بالكتابة فقط، ولا الحفظ والقراءة فقط لهذا كان كتابًا وقرآنًا. ومن أسماء القرآن أيضاً (الفرقان). ومن أسمائه أيضًا العزيز "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" (فصلت 41).
جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: أن هذه الحروف انما جاءت في أول السور ليفتح القرآن اسماع المشركين الذين تواصوا بعدم الانصات إليه، كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى على لسانهم: "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" (فصلت 26) فكانت هذه الحروف بطريقة عرضها وغموضها سببا للفت أنظار المشركين إلى استماع القرآن الكريم رجاء أن يتضح لهم منه هذا الغموض والابهام عند استماعهم له. ويزداد هذا المذهب وضوحا إذا لاحظنا الحالة النفسية التي كان يعيشها المشركون آنذاك، حيث ينظرون إلى القرآن الكريم على أنه صورة المعجزة المدعاة وانه ذو صلة بالغيب وعوالمه العجيبة، فهم ينتظرون في كل لحظة ان تحدث ظاهرة غريبة تفسر لهم الموقف وتأتيهم بالأمور العجيبة. الثامن: أنها حروف من حساب الجمل، لان طريقة الحساب الأبجدي المعروفة الان كانت متداولة بين أهل الكتاب آنذاك، فهذه الحروف تعبر عن آجال أقوام معينين. ومن هنا نجد كما روي عن ابن عباس ابا ياسر ابن اخطب اليهودي يحاول ان يتعرف على أجل الأمة الاسلامية وعمرها من خلال هذه الحروف.
https://telegram.me/buratha