الشيخ عبد الحافظ البغدادي
كثرت في الاونة الاخيرة الاساءة الى الابوين من خلال القاءهما في الشارع ورمي احدهما في دار الرعاية والمسنين .. فما هو مقام حق الابوين على الابناء . لا شك ان الاسلام يعطي قيمة كبيرة مقدسة لمقام الابوين .قال تعالى: "وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ أيَّاه وبالوالدين إحساناً" . قيل لرسول الله{ص}: يا رسول الله، ما حقّ الوالد؟ قال: "أن تُطيعه ما عاش" فقيل: ما حقُّ الوالدة؟ فقال: "هيهات هيهات، لو عدد رمل عالج، وقطر المطر أيّام الدنيا، قام بين يديها، ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها. ثم قال: أن للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن ادراكه ،مهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، عالج تقع في الحجاز وهي اوسع صحراء تقدر بحدود 350 كم طولا وعرضا 250 كم.
لهذا اعتبر الإسلام عطاءهما عملاً جليلاً مقدساً استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل وأوجب لهما حقوقاً على الأبناء لم يوجبها لأحد على أحد إطلاقاً، حتى أن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً".
في رسالة الحقوق للإمام السجّاد {ع}أنّه قال: "وأمّا حقُّ أبيك، فأن تعلم أنّه أصلك، وأنّك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يُعجبك، فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوّة إلّا بالله".
قال رسول الله (ص)رضى الله مع رضى الوالدين ، وسخطه مع سخط الوالدين{ بحار الانوار ج74 ص80 ح82وقال{ص} كن بارا واقتصر على الجنة ، وإن كنت عاقا فاقتصر على النار"بحار الانوار ج74 ص60 ح23 وقال:(ص)نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة ــ بحار الانوار ج74 ص80 ح80... ** قال الامام الصادق{ع} جاء رجل الى النبي{ص} فقال : يارسول الله أوصني فقال : لا تشرك بالله شيئا وإن حرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالأيمان ، ووالديك فأطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين. .بحار الانوار ج74 ص34 ح2 .. قال الامام محمد الباقر(ع) إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ، ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عاقا ، وإنه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما ، فاذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل بارا(بحار الانوار ج74 ص59 ح21).. قال رسول الله (ص)" سيد الابرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد موتهما "[بحار الانوار ج74 ص86 ح100]
واختتم هذه الباقة الشريفة من القران واحاديث النبي{ص} واهل بيت العصمة عليهم السلام .. عن الامام الصادق[ع]ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين : يصلي عنهما ، ويتصدق عنهما ، ويحج عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك : فيزيده الله عز وجل ببره وصلاته خيرا كثيرا ..
من المقدم في الفضل والبر .؟ جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : يا رسول الله من أبر ؟ قال : امك قال : ثم من ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : أباك "بحار الانوار ج74 ص49 ح9" يتبين ان الاسلام يعطي قدسية وقيمة للام اكثر من الاب .. والحمد لله رب العالمين .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha