كشف مصدر مطلع منشق عن حزب البعث العراقي المنحل عن أن الأسلحة الكيميائية التي استخدمها المسلحون ضد الأبرياء في منطقة "خان العسل" بريف حلب شمالي غرب سوريا، تم توريدها من قبل فلول نظام صدام الذين يعملون حاليا تحت مظلة نائب رئيس حزب البعث السابق عزة الدوري.
قال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاسباب امنية لوكالة انباء فارس إن "الأسلحة الكيميائية التي استخدمت في الهجوم على منطقة خان العسل كانت قد أعدت من قبل عناصر بعثية في الجيش العراقي السابق وهي من صناعة العميد السابق عدنان الدليمي، حيث تم تزويد الإرهابيين من عناصر الدوري الذين يتعاونون مع عناصر ما يسمى بـ "جبهة النصرة" في حلب وبتنسيق مع انقرة وعبر مدينة "أنطاكيا" التركية في محافظة "هاتاي"
والمصدر كان مساعدا لعزة الدوري - أبرز القيادات الصدامية الذي لا يزال فارا ويرأس حزب البعث المحظور بعد إعدام صدام - حيث انشق المصدر عن المجموعة قبل بضعة أشهر، لكنه يحمل وثائق تكشف عن مؤامرات الدوري.
وكان العميد عدنان الدليمي عنصرا رئيسيا في مشاريع صدام لإنتاج الأسلحة الكيميائية. وبعد سقوط الدكتاتور وعندما تم تقسيم حزب البعث العراقي إلى فرعين من محمد يونس الاحمد البدراني وعزة الدوري، انضم الدليمي الى المجموعة الأخيرة، اذ تم نشرها في شمال غرب العراق، حيث معقل فلول حزب البعث المنحل لإنتاج مواد كيميائية.
واضاف المصدر أن "قذائف الهاون التي سقطت في منطقة "خان العسل" هي من نوع 80 م.م، وأودت بحياة العشرات من المدنيين، هي من أحدث نتاجات المختبرات الخفية التي تعمل تحت اشراف الدليمي، حيث تم ارسال شحنة منها إلى أعضاء "جبهة النصرة" لاختبارها بسوريا".
واردف يقول: ان "العديد من المهندسين في الصناعات العسكرية العراقية السابقة تبنوا تدريب الإرهابيين في سوريا على استخدام هذه الأسلحة الكيميائية"، مضيفا أن "جميع الخطط بهذا الشأن أعدت من قبل الدليمي، ونُفذت بعد موافقة المطلوب للقضاء العراقي عزة الدوري".
وتابع المصدر ان "قذائف هاون الكيميائية التي استخدمها عناصر "جبهة النصرة" في خان العسل، انطلقت من قرية "كفر داعل" شمالي غرب حلب التي يسيطر عليها الارهابيون، حيث كانت تحتوي على مادة كيميائية مألوفة جدا لقادة حزب البعث العراقي، كما أنها تحتوي ايضا على غاز الأعصاب سارين"، مستدركا قوله: "كان لعدنان الدليمي وزملائه البعثيين في الصناعات العسكرية العراقية دور مهم في إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة الكيميائية، واستخدامها في مناطق واسعة ضد القوات الإيرانية في حرب 1980-1988 وراح ضحيتها الآلاف من الابرياء في بلدة حلبجة الكردية".
و في يناير/ كانون الثاني الماضي، نشرت لقطات فيديو على مواقع الانترنت، يتبين من خلالها أن المسلحين في سوريا يمتلكون قنابل تحتوي على مواد كيميائية، حيث قاموا فيه بتهديد المدنيين في حال تعاونهم مع القوات الحكومية.
كما أظهر مقطع فيديو آخر ان المسلحين اختبروا مواد كيميائية سامة على عدد من الأرانب عن طريق استنشاقها.
هذا وأعلنت "كارلا ديل بونتي"، عضو "لجنة التحقيق بانتهاك حقوق الانسان في سوريا"، في مقابلة مع قناة RSI الايطالية يوم الاحد الماضي أن "المعلومات والأدلة التي جمعها اعضاء اللجنة الدولية من الاطباء المختصين ومن المتضررين والمصابين تؤكد استخدام غاز السارين من قبل المسلحين في سوريا".
وقالت ديل بونتي انه "انطلاقا من المؤشرات التي تم الحصول عليها، فان مسلحي المعارضة استخدموا الاسلحة الكيميائية باستعمالهم غاز السارين".
واستعرضت ديل بونتي محتوى التقرير الذي حضره موظفو اللجنة التي زارت الدول المجاورة لسوريا، حيث التقوا بالمتضررين والاطباء وعناصر المشافي الميدانية".
واضافت لم نجد حتى الآن أدلة تثبت أن القوات الحكومية استخدمت الأسلحة الكيمائية المحظورة بموجب القانون الدولي.
وفيما لم تعلق ديل بونتي على ان المسلحين في سوريا كيف حصلوا على هذه المادة السامة وعن طريق اية دولة او جهة، اشارت الى ان "الخبراء رغم ذلك ما زالوا بعيدين عن طرح الاستنتاج الأخير (...) وانه يتوجب التأكد من نتيجة تحقيقاتنا عن طريق شهادات اضافية. لكن في الوقت الحاضر استطعنا تحديد بان القوى المعارضة للنظام هي من استعملت غاز السارين".
وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة قد عين ديل بونتي في 28 سبتمبر/ايلول في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا.
هذا وسرعان ما تراجعت لجنة التحقيق الدولية عما اعلنته -تحت ضغوط دولية حسب البعض- إنها لم تتوصل بعد إلى نتائج تثبت استخدام أي من طرفي النزاع في سوريا أسلحة كيميائية.
وفي مؤشر على احتمال امتلاك المعارضة السورية للسلاح الكيميائي، قال مسؤول في الخارجية الأميركية في مؤتمر من واشنطن قبل ساعات من سفر وزير الخارجية جون كيري إلى موسكو، "ليس لدينا معلومات تدعو للاعتقاد بان المعارضة السورية لديها القدرة أو النية على نشر أو استخدام مثل هذه الأسلحة".
وكان المسلحون في "سراقب" بريف دمشق و"خان العسل" بحلب قد استخدموا المواد الكيمياوية في القتال مع الجيش السوري، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا (30 ابريل) أن المسلحين فتحوا أكياسا بداخلها "بودرة" أمام مواطنين في سراقب، ما أدى لإصابة عدد منهم باختناق ورجفان نقلوهم بعدها للمشافي التركية لاتهام الجيش السوري.
كما ذكر مصدر مسؤول سوري لـ"سانا" أن المسلحين قاموا على إثر الاشتباكات مع الجيش السوري باحضار مادة "بودرة" غير معروفة مغلفة بأكياس وجمعوا مواطنين في حي شابور ومدخل مدينة سراقب الجنوبي وأقدموا على فتح الأكياس ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق ورجفان وأعراض تنفسية، ثم نقلوا المصابين بعد ذلك إلى المشافي التركية بهدف استغلال الحالة لاتهام القوات المسلحة السورية باستخدام أسلحة كيميائية.
وفي سياق متصل قال العقيد لورنس فلكرسون الموظف السابق في ادارة الرئيس بوش كان يعمل رئيسا لمكتب وزير الخارجية آنذاك كولن باول انه قد تكون "اسرائيل" هي التي استعملت السلاح الكيميائي في سوريا، في اطار عملية احتيال ترمي الى "تأثيم" نظام الرئيس الاسد وهذا الامر اكدته صحيفة ها ارتس الاسرائلية ايضا.
https://telegram.me/buratha