أكد الكاتب والمحلل السياسي الأميركي غوردون داف المحرر الرئيسي في صحيفة فيتيران توداي الأميركية أن سورية فاجأت الجميع ففي الوقت الذي ظن البعض بأنها قد تنهار منذ زمن طويل تمكنت الحكومة السورية من اثبات أنها تنتصر بالفعل في حرب هي أبعد ما تكون عن الحرب الأهلية.
وبين داف في سياق مقال حمل عنوان اخفاق سورية في التعرض للهزيمة نشره موقع برس تي في الإيراني أن تركيا واسرائيل والسعودية والعديد من اللاعبين الآخرين عمدوا إلى جلب كل بقايا الإرهابيين والمجرمين في العالم إلى سورية واتبعوا تحركات وخططا غير شرعية ضد حكومتها فقد رأينا أن هناك آلية عسكرية اسرائيلية في ريف حمص كدليل على أن ما يجري في سورية هو عدوان وليس مجرد ربيع عربي آخر.
وأشار الكاتب إلى وجود أدلة دامغة موثقة على اشرطة فيديو تظهر ارتكاب المسلحين في سورية أفعالا وجرائم يعجز اللسان عن وصفها ضد المدنيين السوريين.
ولفت داف إلى أن نجاح سورية في تحقيق ما هو أكثر من التماسك والصمود جعل روسيا أكثر جرأة في موقفها الداعم لدمشق لتصبح قوة أكثر نفوذا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط على حساب الولايات المتحدة وظهر الان بأن اعتماد الولايات المتحدة على إسرائيل في المنطقة هو مجرد سياسة تقر إدارة باراك أوباما الان علانية بفشلها الكامل.
وتابع داف قائلا إن هذه السياسة سمحت للذيل وهو اسرائيل في حالتنا هذه بهز الكلب وهو الولايات المتحدة دافعا اياها إلى حروب تهدف إلى تعزيز نفوذ الليكوديين كحكام لـ اسرائيل العظمى التي يحلمون بها والتي يكلف العمل على تحقيقها الولايات المتحدة نحو ثلاثة تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والآلاف من أرواح الأميركيين وعالما يواجه دمارا اقتصاديا شاملا وحربا عالمية محتملة.
وأشار الكاتب إلى أن توقيت الأحداث في سورية شكل كارثة للولايات المتحدة بشكل خاص فجراء اتباع الإدارة الأميركية إجراءات تقشف اضطرت إلى تقليص حجم وجودها العسكري في البحر المتوسط والمحيط الهندي بالإضافة إلى نقص حاد في عمليات أخرى كجمع المعلومات الاستخباراتية.
ولفت المحلل الأميركي إلى أن اسرائيل كانت تتعمد دائما تجاهل الإشارة إلى مليارات الدولارات التي تتلقاها من واشنطن من أموال دافعي الضرائب الأميركيين لتعزيز موقعها في الجولان السوري وهي الان تستخدمه هو والأردن كمسرح لانطلاق اعتداءاتها ضد سورية.
واستطرد داف قائلا إنه وفيما لم يبق الكثير من الأشخاص الذين يشككون في الاعتداء الذي شنته إسرائيل ضد سورية أوائل أيار الجاري فإن أعدادا أقل بكثير قد تجرؤ على التشكيك في تدخلات اسرائيلية في الأزمة وتقديمها المدرعات والمدفعيات المتنقلة لدعم المجموعات المسلحة في سورية والمؤلفة بشكل كبير من الميليشيات والإرهابيين والعناصر الإجرامية.
وأشار داف إلى أنه بات من الواضح بشكل متزايد أهمية التوصل لحل سياسي في سورية ولولا تدخل اسرائيل وتركيا والسعودية وتآمر دول حلف الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة معهم لكان هذا الحل في طريقه للتنفيذ فالكثير من الأبرياء قتلوا في سورية والمستفيد الوحيد من هذا الأمر هو هذه الأطراف الأربعة.
وتابع الكاتب أن ما على الجميع إدراكه هو أنه في حال حققت المجموعات المسلحة مآربها وتمكنت من ذلك بمساندة هذه الدول فإنها بالتأكيد ستقود سورية إلى عقود من الحرب الأهلية وهنا يجب أن نسأل لم تقوم دول مثل تركيا والسعودية ودول الناتو إضافة إلى إسرائيل بالوقوف بشكل وثيق في صف الإرهاب والتطرف.
وأكد الكاتب أنه ليس هناك أدنى شك حول وجود أجندة عالمية تقف خلف الحرب على سورية وهي مرحلة من حرب أكبر ضد إيران أيضا وذلك بعد اخضاع أفغانستان والتسبب بانهيار باكستان بالقوة من قبل.. والسبب المنطقي بالطبع هو النفط والغاز حيث ستشكل السيطرة على صادر هاتين المادتين واحتياطاتها ومجالات توريدها والتلاعب الإجرامي بأسعار السوق العالمية العودة المناسبة للنفوذ الأميركي.
وأوضح داف أن السيطرة على العملات في العالم ونظام الاحتياط النقدي وانهيار النظام المالي في الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية سيكون أمرا مطلوبا ويمثل كل منها اعتداء على المواطنة في العالم وسيكون هدفه بالتأكيد حرمان المليارات من البشر من الاحتياجات الإنسانية الأساسية وبالطبع من حقوقهم الإنسانية.
وختم الكاتب بالقول إنه وبالنهاية يمكننا أن نعلم بأن الوضع في سورية قد يتحول إيجابا بشكل كامل في حال استفاق العالم أخيرا وادرك هذا الخطر الحقيقي الذي يتهدده.
19/5/13524
https://telegram.me/buratha