روسيا تصر على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تصر على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس دول البلطيق في مقاطعة كالينينغراد الروسية "يجب توجيه الدعوة إلى جميع اللاعبين الخارجيين".
وأوضح لافروف أن بعض شركاء روسيا يعارضون مشاركة إيران في المؤتمر المزمع عقده الشهر القادم واصفا هذا الموقف بأنه خطأ.
وقال لافروف "إنه حان الوقت لكي يقرر المجتمع الدولي مع أي طرف يقف فيما يخص الأزمة في سورية متسائلا عما إذا كان هذا الطرف يضم الذين يصرون على تغيير النظام بالقوة أو الذين يبدون استعدادهم للعمل على بدء الحوار بين السوريين.
وأضاف "بات هناك إدراك أن جميع عناصر "الربيع العربي" مرتبطة فيما بينها ويجب أن نقرر إلى جانب من يقف المجتمع الدولي والقوى البناءة في المنطقة.. إذا كان يقف مع الذين يسعون لحل المسائل العالقة بالقوة دون أن يقيموا وزنا لآراء السكان أو مع الذين يريدون حل هذه المسائل عبر المفاوضات".
وأعرب لافروف عن أمله في أن يؤثر الاتفاق الذي سبق أن توصل إليه مع نظيره الأمريكي جون كيري في الخطوات التي يتخذها الجانب الأمريكي بشأن سورية مشيرا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين تشكيل حكومة على أساس توافق بين الحكومة والمعارضة وتشكيلها عبر نقل السلطة من الحكومة الى المعارضة.
وتابع "إنه يعول على أن يلتزم الجانب الأمريكي بالاتفاق مع روسيا فيما يخص الخطوات العملية".
وحذر لافروف الإدارة الأمريكية من تشويه أهداف المؤتمر الجديد بشأن سورية ووصف "بالتعليق المحدود" بيان وزارة الخارجية الأمريكية عن أن الهدف من المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية يجب أن يؤدي إلى تشكيل الحكومة الانتقالية التي تتسلم جميع الصلاحيات من السلطات في سورية.
وقال لافروف "لقد سمعت أن تعليق ممثلي وفد الخارجية الأمريكية على نتائج اجتماع أمس في جنيف بين ممثلي الوفود الروسية والأمريكية ووفد الأمم المتحدة كان له بعض الخصوصية.
وأضاف "إنه جرى الإعلان على وجه الخصوص، عن أن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة اتفقت على أن هذا المؤتمر الجديد في جنيف يجب أن يصبح حقيقة من حقائق تشكيل حكومة انتقالية جديدة في سورية موضحا أن هذا الحديث يتفق فعلا مع ما كان قد كتب في العام الماضي، ولكن الخارجية الأمريكية أضافت فيما بعد، إذا كان ما سمعته صحيحا، بأن الحديث يدور حول الحكومة الانتقالية، التي ستقوم السلطات الحالية في سورية بنقل جميع الصلاحيات إليها".
وتابع "إذا كان ممثل وزارة الخارجية الأمريكية قد نطق بذلك فعلا، فإن هذا يعتبر تشويها قويا جدا لما جرى الحديث عنه".
وأعرب لافروف عن أمله في أن الاتفاقات التي توصل إليها في أوائل أيار الماضي في لقائه مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري سوف تراعى في الإجراءات العملية من قبل المفاوضين الأمركيين وقال "إن مفاوضينا سوف يلتزمون بدقة بهذه الاتفاقات حصرا".
وأعاد لافروف إلى الأذهان، أن مؤتمر جنيف ينص بوضوح على أن الغرض من عملية التفاوض ينبغي أن يكون تشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس اتفاق بين الحكومة والمعارضة" مبينا أن "مصير بعض الشخصيات على الساحة السياسية السورية سوف يحدده السوريون بذاتهم".
وحول الاتصالات الروسية الأمريكية بشأن الأزمة في سورية قال لافروف "إن الولايات المتحدة أيضا تؤيد أن يكون القرار للسوريين أنفسهم".
وأضاف الوزير الروسي "إنه فيما تم اتخاذ قسط من الراحة حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري أكد لنا الشركاء الأمريكيون أنهم سيحاولون تنفيذ الجزء الخاص بهم من الأعمال للتوصل في نهاية المطاف إلى موقف بناء من جانب ائتلاف المعارضة".
وتابع "أما نحن فسنواصل خلال هذا الوقت العمل مع الحكومة السورية التي قالت إنها مستعدة بالفعل للمشاركة في المؤتمر الدولي".
وأكد لافروف أن روسيا ستستمر أيضا في العمل مع قوى المعارضة الأخرى لأن "مشاركتها في المؤتمر أمر ضروري للغاية".
وأضاف "إننا بطبيعة الحال سوف نسعى أيضا للتوصل إلى الموافقةعلى أن تكون مجموعة من المشاركين الخارجيين ممثلة في المؤتمر وألا تكون هناك مشكلة على أسس جيوسياسية ما أو مزايا أخرى".
من جانب آخر قال لافروف "إن روسيا تنتظر أن تقدم تركيا معلومات حول القبض على مجموعة مسلحين بالقرب من الحدود السورية وبحوزتهم غاز السارين".
وأضاف "نريد أن نوضح الأمور لأن موضوع الأسلحة الكيميائية يتحول إلى مادة للمضاربة والاستفزاز... وأنا لا أستبعد رغبة البعض في استغلاله ليعلن أن الخط الأحمر تم تجاوزه وهناك ضرورة للتدخل الخارجي".
وأوضح الوزير الروسي "نحن بانتظار المعلومات الكاملة من الجانب التركي حول ما نشر منذ أكثر من أسبوع أنه تم في الأراضي التركية القبض على مقاتلين وبحوزتهم غاز السارين".
وزير الخارجية الفنلندي: توريدات الأسلحة إلى سورية في الوقت الراهن لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة.
بدوره قال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيميوجا خلال المؤتمر الصحفي "إن بلاده لن تورد أسلحة إلى مناطق النزاعات رغم قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر المفروض على تزويد "المعارضة السورية" بالأسلحة".
وشدد تيميوجا على أن توريدات الأسلحة إلى سورية في الوقت الراهن لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة.
من جهة أخرى بحث وزير الخارجية الروسي مع نظيره الدنماركي داني فيللي سيوفندال العلاقات الثنائية والقضايا الدولية وخاصة الوضع في سورية.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية أن الجانبين بحثا خلال لقائهما على هامش الدورة الثامنة عشرة لمجلس وزراء خارجية دول حوض بحر البلطيق موضوع الأعمال المشتركة بين البلدين في منطقة القطب الشمالي والمسائل الحاضرة اليوم على جدول الأعمال الدولي بما في ذلك قضايا الأمن الأوروبي والوضع في سورية ومسألة السلام في الشرق الأوسط.
وأشار البيان إلى أن الجانبين بحثا أيضا المسائل الهامة في العلاقات الثنائية بما في ذلك إمكانية تعميق الحوار السياسي وتطوير التعاون الاقتصادي التجاري بين البلدين.
وتم تأسيس مجلس دول بحر البلطيق عام 1992 في مدينة كوبنهاغن في الدنمارك خلال عقد مؤتمر وزراء الخارجية لدول بحر البلطيق ويضم المجلس 11 دولة وهي ألمانيا والدنمارك ولاتفيا ولتوانيا واستونيا والنرويج وبولندا وروسيا وفنلندا والسويد وأيسلندا إلى جانب المفوضية الأوروبية فضلا عن دول تحمل صفة عضو مراقب في المجلس مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وسلوفاكيا وأوكرانيا.
الخارجية الروسية: اللقاء الثلاثي في جنيف خطوة متقدمة في التحضير لعقد مؤتمر دولي
في هذه الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اللقاء الثلاثي الذي جرى أمس بين ممثلي كل من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف يعتبر خطوة متقدمة في عملية التحضير لعقد مؤتمر دولي حول سورية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الالكتروني اليوم إن "اللقاء الثلاثي الذي جرى أمس في جنيف يعتبر بمثابة خطوة هامة في التحضير لعقد مؤتمر دولي بشأن سورية وسوف تكرس الاتصالات الجارية حول ذلك في المرحلة القادمة للتوصل لاتفاق نهائي حول المفاهيم العامة للمؤتمر الدولي حول سورية" مشيرة إلى أنه من المقرر مبدئيا أن يستأنف اللقاء الثلاثي في 25 حزيران الجاري في جنيف.
ولفت البيان إلى أنه جرى التركيز خلال الاجتماع على ضرورة التمثيل المناسب في المؤتمر الدولي لجميع كتل المعارضة السورية وليس التي تحظى بدعم خارجي فقط بل التي لها تأييد في الداخل السوري أيضا.
وأوضحت الخارجية الروسية أن الجانب الروسي أكد أهمية مشاركة دول جوار سورية في المؤتمر وكذلك غيرها من الجهات الفاعلة الإقليمية المؤثرة مثل إيران التي تستطيع تقديم مساهمة كبيرة في حل الأزمة في سورية والتغلب على عواقبها اللاحقة في المستقبل.
وأضافت الخارجية الروسية في بيانها "إن المشاركين اجمعوا على ضرورة الإعداد الدقيق للمؤتمر الدولي الذي يؤمل منه نقل الأزمة في سورية إلى مجرى التسوية السياسية وعبروا عن إجماعهم على أن الهدف الرئيسي للمؤتمر هو إطلاق حوار بين السوريين من أجل التنفيذ الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران الماضي".
كما أشار البيان إلى أن المشاركين أكدوا ضرورة قيام السوريين أنفسهم بصياغة الحلول المتعلقة ببناء بلدهم في إطار العملية السياسية وستقوم الأطراف الخارجية بتقديم مختلف أشكال الدعم لهم في ذلك.
وعقد أمس اجتماع تمهيدي ثلاثي ضم روسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في سياق التحضير للمؤتمر الدولي بشأن سورية الذي اتفق وزير الخارجية الروسي والأمريكي على عقده خلال زيارة الأخير لموسكو الشهر الماضي بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية.
موسكو: المسلحون استخدموا القصير نقطة لتهريب الأسلحة وتسلل المرتزقة
إلى ذلك أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن المجموعات المسلحة التي كانت تتحصن في منطقة القصير بحمص لفترة طويلة استخدمت هذه المنطقة كنقطة لتهريب الأسلحة وتسلل المرتزقة الأجانب مضيفا أن هذه المجموعات نفذت عمليات تطهير طائفي في القصير وشنت هجمات على القرى المجاورة لها.
ولفت لوكاشيفيتش في تصريح له إلى أن إعادة الجيش العربي السوري الأمن والأمان إلى منطقة القصير هي "نجاح عسكري واضح" مضيفا: "لا يجوز أن تراود أحد الأوهام أن كافة مشكلات سورية يمكن حلها باستخدام أساليب القوة". وقال لوكاشيفيتش: "إن تسوية الأزمة الحادة في سورية غير ممكنة إلا بالطريق السياسي السلمي أي عبر الحوار بين السوريين".
من جهة ثانية أشار لوكاشيفيتش إلى أن التطورات الأخيرة في سورية تؤكد مخاوف الحكومة السورية بشأن احتمال استخدام المعارضة المسلحة لمواد كيميائية من أجل تحقيق أهداف استفزازية لتبرير التدخل العسكري الأجنبي.
وأوضح لوكاشيفيتش أن موسكو تشاطر قلق دمشق من هذه التطورات ومنها المعلومات عن امتلاك منظمات متطرفة وإرهابيين في تركيا والعراق وسورية للمواد السامة والأجهزة والتكنولوجيات المطلوبة لصنع سلاح كيميائي لافتا إلى أن هذه التطورات تظهر مرة أخرى ضرورة الاستجابة لطلب سورية بشأن بدء تحقيق في جميع ملابسات استخدام المعارضة السورية لسلاح كيميائي في بلدة خان العسل بريف حلب في 19 آذار الماضي.
مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي: مشاركة حوالي مئتي مقاتل من الشيشان في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة في سورية تشكل خطرا جديا
إلى ذلك أعلن مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الكسندر بورتنيكوف اليوم أن نحو مئتي مقاتل "إسلامي" من القوقاز الروسي يقاتلون في سورية تحت راية تنظيم القاعدة الإرهابي ومنظمات أخرى تدور في فلكه.
وقال بورتنيكوف عقب اجتماع دولي لمسؤولي الأجهزة الأمنية بمدينة قازان الروسية نوقشت خلاله قضية تنامي نشاط المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخاصة في سورية كما أفادت وكالة انترفاكس "ان مشاركة هؤلاء في القتال إلى جانب تنظيم ما يسمى "إمارة القوقاز" تحت علم "القاعدة" ومختلف المنظمات المنتمية إليها تثير قلقا لدى روسيا وتشكل خطرا جديا بالنسبة إلى كل الدول وليس فقط بالنسبة لروسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة بل للدول الأوروبية والقارة الأمريكية أيضا منبها إلى عواقب تنامي نشاط هؤلاء في الفترة الراهنة وتوجههم إلى سورية".
ولفت بورتنيكوف إلى أن شركاء روسيا يقدمون تقديرات مماثلة حيث يقولون إن ما بين عدة عشرات وعدة مئات من المسلحين يشاركون في القتال بسورية إلى جانب المنظمات الإرهابية الدولية معتبرا أن الخطورة تكمن في أن هؤلاء الإرهابيين سيعودون في نهاية المطاف إلى البلدان التي غادروها.
وأوضح أن المباحثات خلال الاجتماع في قازان تناولت هذه القضية.
يشار إلى أن دولا أوروبية عدة اقرت في بيانات لمسؤوليها الأمنيين بمشاركة إرهابيين أو متطرفين "إسلاميين" من أراضيها في إطار المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
كما كشفت دراسة أجراها المركز الدولي للدراسات حول التطرف في كينغز كوليدج في لندن أن عدد المقاتلين الأوروبيين الذين انضموا إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية يتجاوز 600 مسلح يتحدرون من 14 بلدا بينها فرنسا وعددهم بين 30 و92 إرهابيا وفق التقديرات ومن ألمانيا من 3 إلى 40 وبريطانيا من 28 إلى 132 وإيرلندا 26 وبلجيكا من 14 إلى 85 والدنمارك 3 إلى 78 وهولندا من 5 إلى 107".
2251307
https://telegram.me/buratha
