قال نائب الامين العام لحزب الله اللبناني «الشيخ نعيم قاسم» يوم أمس الاحد "نحن نحمل مشروع المقاومة من أجل ثلاثة أمور أولاً، لتحرير الأرض من الاحتلال، ثانياً، لتحقيق الاستقلال الذاتي بعيداً عن الوصاية الأجنبية لنتَّخذ قراراتنا في بلدنا كما نريد، ثالثاً لتوفير قدرة الحماية كي لا يفكر الاعداء بالسيطرة علينا. هذه العناوين الثلاثة هي عناوين المقاومة، ونعتقد أن هذه العناوين هي التي تحمي بلدنا وتحرر أرضنا وتحقق استقلالنا وتمكننا من أن نعيش في بلدنا بشكل مستقر وأن نربي أجيالنا كما نؤمن".
واضاف سماحته "سمعت في وسائل الإعلام بعض الذين يحاولون التشويش على المقاومة أنهم يراهنون على هالة التململ عند أهالي الشهداء والجرحى والمجاهدين لتحصل مشكلة داخلية فيُربك المقاومون فيتوقفون عن المقاومة، وما أسخف هذا الكلام، أنا متأكد أنهم اطلعوا على ما عند عوائل الشهداء، وعرفوا ما في ساحتنا، وقد زرت عدداً كبيراً من عوائل الشهداء في منازلهم، والتقيت الأب والأم والزوجة والأخوة، بكل صراحة أقول لكم أن من يدخل إلى منزل عائلة شهيد يخرج معبَّأ بنية الشهادة والقوة والمعنويات، ويعرف تماماً أن هذا البيت أعطى شهيداً ليفتح الطريق أمام شهادة كل أفراد البيت كاستعداد لنصرة الحق وتحرير الأرض والسير مع المقاومة"، وتابع "أنتم لا تعرفون مع من تتعاطون، أنتم تتعاطون مع الأحرار، مع الذين ملأ الله قلوبهم بالإيمان والطاعة والتقوى، بعض العائلات انقلبت من عدم الإيمان إلى الإيمان ببركة الشهيد، بعض المجاهدين ذهبوا إلى المعركة وأقفلوا محالهم، ذهبوا لأداء الواجب وقدموا أغلى ما عندهم من أجل الكرامة والتحرير، هذا النموذج من الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين لا يمكن أن ينهزم وسينتصر دائماً بإذن الله تعالى، وهذا ما رأيناه وسنراه في كل مواجهة وكل معركة بإذن الله تعالى".
ولفت الشيخ قاسم الى انه "أغاظتهم كلمة الواجب الجهادي، فيرموننا بأننا نضحك على الناس بهذه الكلمة، نقول لهم تعالوا واسألوا الناس: هل يعرفون معنى الواجب الجهادي؟ والله أنهم يعرفون أكثر بكثير من أكبر مثقف لديكم، ويفهمون تماماً أن هذه شيفرة اسمها الجهاد في سبيل الله تعالى، لا تُقرأ في المدارس ولا في الشوارع، إنما هي شيفرة تدخل إلى العقل والقلب، وتمد صلة بين الانسان وربه، فيقبل على الطاعة والشهادة في سبيل الله تعالى ولو كره الكافرون والمنافقون".
وأكد الشيخ قاسم أن "مشروع المقاومة أثبت أنه مشروع عابر للطوائف والمذاهب والجنسيات المختلفة، لأنه مشروع حق، وليس مشروع فئة أو جماعة، الذين يؤيدون اليوم مقاومتنا هم من الوطنيين والقوميين والعلمانيين واليساريين والمسيحيين والمسلمين من المذاهب المختلفة، ومن لبنان وفلسطين وسوريا وإيران والسعودية وكل دول العالم، هؤلاء جميعاً يؤيدون المقاومة لأنها عابرة لكل زمان ومكان، وهذا يدل على عظمتها".
وأشار الشيخ قاسم إلى أن "ما يجري في سوريا ليس منفصلاً عما يخطط للبنان والمنطقة، وهو جزء لا يتجزأ من مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنته أمريكا في عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006، وهم لم يتوقفوا بعد عن هذا المشروع، يريدون تغيير خارطة المنطقة وسياساتها، يريدون قمع كل تحرك لا يقبل بوجود إسرائيل، يريدون تخريب ما تبقى من بلداننا على قاعدة أن ترتاح إسرائيل".
وقال "نحن واضحون، يوجد خياران في الساحة: خيار المقاومة ومن معها، وخيار إسرائيل وأمريكا والتكفيريين ومن معهم، على كل واحد أن يختار خياراً، فلا يمكن لأحد أن يقول بأنه ليس في خيار إسرائيل ويهجم على المقاومة ويعيقها، هو في خيار إسرائيل من رأسه إلى أخمص قدميه ولو قال غير ذلك، فمواقفه تدل أنه في هذا الخيار".
واضاف الشيخ قاسم "لقد اختار حزب المستقبل آكلي القلوب والأحشاء ونابشي قبور الصالحين وقاطعي الرؤوس من أجل أن يدعمهم ويكون معهم ويدافع عن مساراتهم"، وتابع "أنا أقول لحزب المستقبل: هؤلاء سيقلبون عليكم بعد حين، هؤلاء ليس لهم صاحب، لا تظنوا أنكم تديرونهم وتستفيدون منهم، قبلكم أناس فكروا بهذه الطريقة وانقلبت عليهم، واليوم أنتم تفكرون بطريقة خاطئة. لماذا يولول حزب المستقبل عندما يُهزم مشروع تدمير سوريا في بعض خطواته؟ ما الذي ستستفيدونه من تدمير سوريا؟ قلنا لكم مراراً وتكراراً أن الرهان على تدمير سوريا فاشل والرهان على إسقاط المقاومة فاشل، وإذا وعدتكم أمريكا أنها ستكون المنقذ فلتنقذ نفسها أولاً، فالمعادلة لا يمكن أن تكون إلا لصالح المقاومة والعزة والكرامة والاستقلال غصباً عنهم جميعا، وسنبقى في الميدان من الطفل إلى العجوز والمرأة والشاب وكلنا مقاومة في سبيل الله تعالى، إهتموا ببلدكم ومستقبل أولادكم، حرام عليكم ما تصنعون".
.................
32/5/13610
https://telegram.me/buratha