استبق ارهابيو ريفي حلب الشمالي والغربي بدء الجيش العربي السوري عملياته العسكرية بالتوجه إلى تركيا برفقة عائلاتهم في «إجازة» مفتوحة وربما دائمة هرباً من المواجهة الحتمية التي طالما طبلوا وزمروا لملحمتها... لكنهم آثروا الهرب خشية أن يصيبهم ما أصاب زملاءهم في القصير بريف حمص والغوطة الشرقية بريف دمشق وغيرها من المواقع التي حسم فيها الجيش المعركة لمصلحته ببسالة لم تعهدها المعارك التقليدية.
ومع مباشرة الجيش عملياته النوعية على أكثر من محور وتقدمه بشكل لافت انهارت معنويات المسلحين وقادتهم لتغدو الحدود التركية قبلتهم.
وبات جلّ هم الارهابيين منصب على الحصول على جوازات سفر مزورة تضاعف سعرها خمس مرات مع زحف الجيش العربي السوري باتجاه معاقلهم التي راحت تسقط الواحدة تلو الأخرى. واستطاع الجيش التقدم غرب حلب على محور المنصورة كفر داعل بعد يومين من بدء عمليته العسكرية وتمكنت وحداته من دخول قرية بابيص ذات الموقع الحيوي المهم.
وقالت مصادر أهلية لصحيفة الوطن السورية ، إن الجيش بصدد السيطرة على قرية المنصورة وصولاً إلى قرية كفر داعل التي تعد معقلاً مهماً للمسلحين وخصوصاً من «جبهة النصرة» التي حشدت مقاتليها العرب والأجانب لمنع تقدم وحدات الجيش المصرة على إحراز النصر وتطهير الريف كاملاً من المسلحين.
كما بسط الجيش سيطرته على جبل شويحنة الإستراتيجي غرب المدينة بعد اشتباكات ضارية مع المسلحين، ما يسهل مهمة مد نفوذه إلى قرية كفر حمرة المجاورة التي تعد هي الأخرى أهم معاقل «النصرة» كخط دفاع متقدم عن الريف الشمالي الذي بدأت عمليات الجيش فيه على محور كفر حمرة، حريتان، عندان في مسعى لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ أشهر.
وفي ريف دمشق شهدت منطقة القلمون زيادة ملحوظة في عمليات الجيش، ففي بلدة الرحيبة لاحقت وحدة من الجيش مجموعة إرهابية كانت تعتدي على الأهالي وممتلكاتهم وأوقعت قتلى ومصابين بين صفوفها منهم قصي إسماعيل ومنصور الشيخ.
كما تصدى أهالي بلدة جيرود لمجموعات إرهابية كانت ترتكب أعمال ترويع وسلب ونهب وأجبروها على الفرار خارج البلدة في حين تواصل وحدات من الجيش ملاحقتهم في المزارع المحيطة.
وفي دمشق ذكر أهالي من حي برزة لـ«الوطن» أن الجيش قصف بشكل عنيف ليل أول من أمس مواقع المسلحين في حاجزي المزابل والفاخوخ الواقعين في جرود بلدة حلبون. ولفتت المصادر إلى أن القصف تركز على حاجز المزابل نظراً لأهميته وسيطرة عناصر من «جبهة النصرة» الإرهابية له.
وفي الغوطة الشرقية، أوقعت وحدات من الجيش العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين في سلسلة عمليات نفذتها في حرستا والشيفونية ومزارع البحارية وكذلك في حجيرة قرب السيدة زينب وصادرت أسلحة وذخيرة ومعدات طبية أميركية الصنع كانت بحوزتهم.
وشهدت بلدة الذيابية القريبة من بلدة السيدة زينب معارك عنيفة بين الجيش ومجموعات مسلحة سقط خلالها العديد من القتلى والمصابين في صفوف المسلحين.
وأكدت مصادر عسكرية لقناة «العالم» الفضائية الإيرانية مقتل عشرات المسلحين في القرى المحاذية لبلدة العتيبة في الغوطة الشرقية، أثناء تسلل المسلحين من الحدود الأردنية باتجاه البلدة. وفي ساحة المناشر بمنطقة جوبر تدور اشتباكات بين الجيش والمسلحين في محاولة من الجيش للسيطرة على برج المعلمين الذي يعتبر من النقاط الإستراتيجية في المنطقة ليكون الجيش بذلك قد شارف على إحكام سيطرته على المنطقة بالكامل.
وفي محافظة حمص، تواصل السلطات الأمنية المختصة ووحدات من الجيش عملياتها في تفكيك الألغام والعبوات الناسفة وعمليات التفتيش والتمشيط في مدينة القصير وقرية البويضة الغربية بريف حمص حيث تم العثور على عدة أنفاق جديدة ومستودعات أخرى للذخيرة إضافة لعدة أوكار للإرهابيين حوت بداخلها وثائق وأوراق تخص «جبهة النصرة» و«الجيش الحر».
وفي محافظة حماة، أكد مصدر رسمي أن وحدات من الجيش والأجهزة الأمنية ولجان الدفاع الوطني خلصت قرية قُليب الثور ومحطة صلبا لضخ النفط من الإرهابيين، كما أعادت وحدات أخرى من الجيش الأمن والاستقرار لقرى مسعدة وأبو حنايا ومسعود.
https://telegram.me/buratha