تستمرّ المعارك في حلب غير معنية بمؤتمرات الحلول المستعصية. أعداد كبيرة من العرب تسقط فيها، والسلطات السورية تكشف عن مقتل تونسي مطلوب لسلطات بلاده بتهم تنفيذ عمليات اغتيال سياسي
هدوء نسبي يخيّم على محاور الاشتباك بين الأحياء الآمنة وتلك التي ينتشر فيها المسلحون،لم تقطعه سوى قذائف الجيش السوري التي سقطت على مقارّ وآليات للمسلحين على امتداد القوس الذي ينتشرون فيه من جنوبي المدينة حتى شمالها الشرقي.
واستهدفت نيران الجيش مقارّ وتجمعات للمسلحين في دوار بعيدين بحي الحيدرية، وفي محيط المركز الثقافي في الصاخور، وفي دوار المرجة بحي باب النيرب، وشمال البحوث العلمية على طريق الباب، وكرم الميسر، وفق مصدر مطلع. كذلك، أفاد أحد المعارضين أنّ «المحامي أمين عبد اللطيف قتل متأثراً بشظية قذيفة مدفعية خلال استهداف حي الحيدرية».
وفي حيّ العقبة، في المدينة القديمة، قال المصدر إنّه «اندلعت معركة عنيفة عندما حوصر عشرة جنود سوريين من قبل عشرات المسلحين، واستمرت المعركة عدة ساعات قتل خلالها سبعة من المسلحين، وانتهت بفك الحصار عن المجموعة».
وفي شمال حلب يستمر حراس مطار منغ في صمودهم الذي ناهز العام، وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إنّ «الهجمات على المطار تجري بأعداد كبيرة وبسيارات مفخخة، دمرت بعض الجدران المحيطة به فحاول المسلحون التسلل من خلالها، لكنهم وقعوا في مرمى نيران الحراس الغزيرة ما زاد في فداحة خسائرهم الناجمة عن غارات الطائرات التي استهدفت مقارّهم وسياراتهم، التي اقتربت من المطار ومقارّ أخرى بالقرب من مستشفى أزاز».
وأوضح المصدر أنّ المسلحين الذين يهاجمون المطار يضمون نسبة كبيرة من العرب، وقد قتل في محيط المطار في الأيام الأخيرة عدد من السعوديين، بينهم رجل في الخمسين من عمره سبق أن حارب في أفغانستان، وكان مقرباً من أسامة بن لادن ويدعى الارهابي فايز متعب.
وفجر الأربعاء، حاول نحو ستين مسلحاً التقدم نحو بلدتي نبل والزهراء، انطلاقً من قرية ماير، إلا أن «اللجان الشعبية» التي تدافع عنهما أحبطت المحاولة، وأوقعت خمسة قتلى وجرحى في صفوفهم، وفق مصدر من اللجان.
في هذا الوقت، تجددت المعارك في محيط سجن حلب المركزي، الذي فشلت محاولات الهلال الحمر العربي السوري في إيصال المساعدات إليه، واستهدفت نيران الجيش تجمعاً للمسلحين عند مبنى الزراعة وشاحنة قاطرة ومقطورة محملة بالأسلحة الحربية والذخيرة، ما أوقع نحو 20 مسلحاً بين قتيل وجريح.
وفي السياق نفسه، جرى تسليم المصابين من طاقم الهلال الأحمر السوري ولجنة العفو القضائية المحتجزين لدى المسلحين، الذي تعرض بداية الأسبوع الجاري لإطلاق نار خلال مهمة إنسانية، أثناء توجه قافلة له إلى سجن حلب المركزي.
وفي غربي حلب، استعاد محور القتال في الليرمون _ طريق أعزاز سخونته، حيث دارت اشتباكات عنيفة في محيط الكاراجات امتدت إلى دوار الليرمون، إذ دمرت نيران الجيش السوري ثلاث آليات مزودة بمدافع مضادة للطائرات من عيار 23 ملم.
كذلك استمرت الاشتباكات العنيفة في محور الراشدين، لليوم الرابع على التوالي، حيث قتل ثلاثة من عناصر الجيش واللجان الشعبية، والعشرات من المسلحين، من بينهم عدد من الشبان العرب، كان أهمهم التونسي محمد الحاج صالح (أبو سعيد التونسي) الذي ذكرت وكالة «سانا» الرسمية أنّه مطلوب من قبل السلطات التونسية بتهمة ارتكاب عدد من عمليات الاغتيال على أراضيها.
في موازاة ذلك، قال مصدر معارض إنّ صاروخين سقطا في منطقة الراشدين أوقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.
واستمرت المعارك في مناطق غربي المنصورة، وجسر بابيص، والكليرية، وجبل شويحنة، وتلال كفر حمرة دون تغيير في مواقع القتال.
وتبنّت حركة «أحرار الشام الإسلامية» هجوماً بسيارة مفخخة على حاجز تفتيش العود _ مدخل حلب فجر الاثنين، ما أدى إلى استشهاد أربعة من عناصره.
https://telegram.me/buratha