أدان المشاركون في المؤتمر العلمائي الدولي الذي ينظمه اتحاد علماء بلاد الشام " كل تدخل خارجي في شؤون الأمة الإسلامية وخصوصا التدخل الأميركي الأوروبي" ودعوا "الدول العربية التي تمد التكفيريين بالمال والسلاح إلى الكف عن ذلك ووجوب إنهاء التدمير المنهجي لسورية وقتل أبنائها وضرورة ترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه عبر انتخابات حرة ديمقراطية يعبر فيها عن إرادته بحرية واستقلال".
ولفت المشاركون في البيان الختامي لهذا المؤتمر الذي انهى اعماله اليوم بعنوان "سماحة الاسلام وفتنة التكفير" في قرية الساحة طريق المطار في بيروت إلى أن الأمة في عالمنا العربي والإسلامي تبتلى بجماعات تكفيرية تتخذ من الإسلام شعارا وتلجأ إلى تكفير كل من عداها من الإسلام وتحل دمه وماله وعرضه وأعماله وإن"الجرائم التي ارتكبها التكفيريون في كل من مصر وسورية والعراق وباكستان هي وصمة عار عدا انها جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق مواطنين مسالمين ويستحق مرتكبوها المحاكمة بإعتبارها جرائم إبادة ولاسيما جريمة التفجير الانتحاري الذي أدى إلى استشهاد العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وحشد من المصلين في المسجد بدمشق وارتكاب مجزرة قرية حطلة السورية بقتل العلامة السيد إبراهيم السيد وزوجه وابنتيه وعدد من أنصاره والقتل العمد بالضرب والسحل للشيخ حسن شحاته وعدد من أنصاره في مصر والتفجيرات المتنقلة في مساجد وأسواق وأزقة العراق".
وأكد المشاركون في بيانهم سماحة الإسلام ورفض فتنة التكفير محذرين من الانحراف الخطر عن منهج الإسلام ومن شرور فتنة التكفير ومخاطرها على الأمة الإسلامية ودعوا علماء الأمة في كل الظروف والأحوال الى مواجهة الجماعات التكفيرية وفضح ضلالها وجرائمها أمام المسلمين.
واضاف البيان أن "الاسلام برز بأصالته وسماحته في أمتنا وخاصة في العقود الأخيرة حيث التف حوله الناس على الرغم من كل محاولات الاستكبار العالمي لإبعاده عن مسرح الحياة ولكن المؤامرات على الإسلام والمسلمين لم تتوقف وإذا بالأمة تبتلى في عالمنا العربي والإسلامي بجماعات تكفيرية تتخذ من الإسلام شعارا ولكنها تخالف أهدافه وسماحته في سلوكياتها حيث تلجأ إلى تكفير كل من عداها من الإسلام وتحل دمه وماله وعرضه" مؤكدا أن هذه الجماعات تبث العقائد الزائفة والإجرام المتنقل والقتل المتعمد للأبرياء من المسلمين وغيرهم في أسواقهم وبيوتهم ومساجدهم وتثير الفتن بين المسلمين خادمة بذلك أعداءهم إن لم نقل انهم يتحركون بتوجهاتهم".
ولفت البيان الى إن منهج التكفير الذي تعتمده الجماعات التكفيرية هو منهج مخالف لهدي كتاب الله وسنة رسوله وان أصحاب المنهج التكفيري الذين يتخذون من التكفير سببا للقضاء على خصومهم ومخالفيهم بإباحة دمائهم وقتلهم وطردهم من بلادهم لا يفعلون ذلك من منطلق ديني أبدا وإنما من منطلقات أخرى ولأهداف مشبوهة سياسية أو طاغوتية أو إجرامية وهم بإجرامهم يجرون على الأمة الويلات والكوارث.
وأشار البيان إلى أن الفضائيات التكفيرية التي لا هم لها سوى بث روح العداء والفرقة ونبش خلافات التاريخ والتحريض على الفتنة والتباغض بين المسلمين تلعب دورا خطرا في تفتيت وحدة الأمة وإن المتحدثين عبر شاشاتها لا يقلون إجراما عمن يباشرون القتل بأيديهم بل هم أكثر إجراما ومسؤولية عن الفتنة وآثارها.
وتوجه المؤتمر في بيانه بالدعوة إلى أبناء الأمة جمعاء ولاسيما المتقاتلين أن يعودوا إلى سماحة الإسلام ويتقوا الله تعالى في البلاد والعباد ويبحثوا عن حلول لخلافاتهم عبر الحوار والتفاوض لأن التقاتل والصراع العسكري لا يستفيد منه إلا أعداء الأمة ولاسيما إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الذين يناصبون الأمة العداء جهارا نهارا.
وذكر البيان"الأمة بواجبها الأساس تجاه فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وهو واجب تحريرها من دنس الاحتلال الصهيوني مع تأكيد أنه لا سبيل لتحرير فلسطين إلا بالاستمرار في اعتماد نهج المقاومة بكل أبعادها ولاسيما البعد العسكري وهو البعد الذي أجبر العدو الصهيوني على الانسحاب من لبنان"محملا"علماء الأمة ومفكريها ومثقفيها وسياسييها مسؤولية كبرى في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا بتبيان سماحة الإسلام وعظمته ودوره في إحياء الأمة وإنقاذها وإحياء دورها وتوعية الأجيال الصاعدة على هذه المعاني وتعريف الناس بمسؤوليتهم الشرعية "ومؤكدا" أن التكفير منزلق شيطاني خطر ضد مصلحة الأمة ولا يمت إلى الإسلام بصلة".
وأشار البيان إلى أن المؤتمر "شهد تشكيل هيئة تضم الاتحادات العاملة للوحدة الاسلامية على أن تضم النواة الاولى مجمع التقريب بين المذاهب وتجمع العلماء المسلمين واتحاد علماء بلاد الشام وقد أحيل هذا الاقتراح للمكتب التنفيذي للإتحاد ليعمل على طرحه مع الهيئات الأخرى".
وشهدت جلسات اليوم نقاشا موسعا ومعمقا مركزا على عدة محاور اضاءت على الاسلام والتكفير عبر التاريخ. وكشف الشيخ احمد بدرالدين حسون مفتي سورية في مداخلة عن مخطط اميركي قطري لزرع الفتنة في الامة الاسلامية ناقلا عن معلومات مؤكدة انه طلب من قطر وبشكل خاص من وزير خارجيتها المقال حمد بن جاسم تشكيل لجنة تتألف عضويتها من السعودية ومصر ودول الخليج مهمتها تحريك المسلمين في روسيا والدول المجاورة لها وتحرضهم ليقوموا بثورة اضافة الى تحريك المسلمين ايضا في ايران.
من جهته حمل رئيس حركة الامة وعضو جبهة العمل الاسلامي الشيخ عبد الناصر جبري الوهابية السياسية المسؤولية الكاملة عما يجري على أرض سورية من عمليات قتل وتدمير وترهيب مشيرا غلى أن مؤتمر اتحاد علماء الشام والذي ذهب رئيسه الشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ضحية التكفير تعهد بالتأكيد على أن الاسلام دين أخوة وتسامح.
وقال جبري ان المؤتمر المنعقد في بيروت بعنوان سماحة الإسلام وفتنة التكفير عهد إلى علماء بلاد الشام والرافدين ووادي النيل ان يتصدروا ويبينوا الاسلام الرباني الحقيقي وما يجري اليوم من استباحة للدماء هو صناعة أميركية لافتا إلى أن "ما نشاهده في عالمنا الاسلامي من مجازر ودماء وعمليات تخريبية ليس سوى صناعة غربية تعطي لبوسا دينيا ولذلك التقى العلماء بدعوة من اتحاد علماء بلاد الشام ليقولوا الحق ويبينوا للناس أن الدم المستباح الذي يسفكه اتباع الوهابية السياسية هو جريمة باسم الاسلام".
وأشاد رئيس هيئة أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ احمد الزين بانعقاد مؤتمر اتحاد علماء الشام في بيروت من أجل تبيان"ما يجري من عمليات اجرامية ترتكبها العصابات التكفيرية المسلحة في سورية حيث تقوم بالتدمير الممنهج للموءسسات المدنية السورية وتقتل المدنيين وتقتلع اكبادهم وقلوبهم في مشاهدة منفرة تقشعر لها الابدان"مشيرا الى أن مؤتمر سماحة الاسلام وفتنة التكفير"سيبين الاسلام على حقيقته ويكشف زيف الشعارات التي يرفعها التكفيريون في حربهم الاجرامية الارهابية على الشعب السوري".
من جهته اكد رئيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسان عبدالله ان العلماء المسلمين هم يد واحدة في مواجهة التطرف والتكفير مؤكدا "أن الجرائم التي ترتكب باسم الدين الاسلامي سواء في سورية او العراق او غيرهما من البلدان تقف خلفها الصهيونية العالمية لتشويه صورة الاسلام والمسلمين".
8/5/13704
https://telegram.me/buratha