الجزائر-موسكو-
عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "قلق بلاده من تعزيز التنسيق بين مختلف فروع تنظيم القاعدة في سورية وأعمالها الهادفة إلى تقويض كل فرص التقدم نحو السلام".
وأكد لافروف في حديث مع صحيفة الخبر الجزائرية نشر اليوم أن "أعمال القاعدة في سورية تؤجج التوتر الطائفي والعرقي والمتطرفون يرتكبون جرائم نكراء بما فيها العمليات الإرهابية في الأماكن العامة وعمليات التطهير على غرار المجزرة في قرية حطلة بريف دير الزور حيث قتل 60 مدنيا وفجرت بيوتهم وأعدم رجال الدين شنقا".
وجدد لافروف رفض روسيا خطط تسليح /المعارضة السورية/ التي تتبعها بعض دول الغرب معتبرا ان هذه الخطط "لا يمكن ان تحقق السلام ولن تؤدي إلا إلى المزيد من معاناة الشعب السوري التصعيد الخطير للأوضاع الإقليمية" محذرا من انه لن يكون هناك فائز وخاسر من التسليح إذ ان الجميع سيخسرون.
وأوضح لافروف أن موقف بلاده لا يقوم على "أي أهداف جيوسياسية لروسيا في سورية وكل ما تريده موسكو هو أن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم وان يقرروا مصيرهم مستخدمين الآليات الديمقراطية".
وقال لافروف"نحن لا نتدخل في الازمة ولا نقسم السوريين إلى موالين ومعارضين لكننا بكل حسم ندين جميع مظاهر الإرهاب والتطرف والعنف ضد المدنيين ولا سيما الجرائم المرتكبة من منطلق الكراهية /الطائفية/ أو /العرقية/ كما لا نؤيد تصرف الرافضين للتفاوض الذين يقدمون شروطا مسبقة ويدفعون الأمور نحو المواجهة ولا يتورعون عن سفك دماء الشعب السوري من أجل إسقاط /النظام/ بالقوة".
ورفض لافروف وصف الأوضاع في سورية وكأنها في الحقيقة "مواجهة بين القوى العظمى" وقال"لا أرى أن هناك مواجهة بين القوى العظمى في سورية" مضيفا "روسيا تدعو إلى حل هذه الأزمة الخطيرة بطريقة سياسية عبر حوار داخلي دون أي تدخل أو إملاء أجنبي وهذا يتماشى تماما مع المعايير والقواعد الواقعة في أساس نظام العلاقات الدولية المعاصر المعتمد على ميثاق الأمم المتحدة وهذا هو الطريق الوحيد إلى حل طويل الأمد يستجيب لمصالح جميع أطياف وشرائح المجتمع السوري".
واعتبر لافروف أن هذا المنطق "أدى إلى إحراز التوافقات الروسية الأمريكية يوم 7 أيار الماضي في موسكو التي يتم حاليا على أساسها العمل من أجل عقد الموءتمر الدولي حول سورية بهدف إجلاس الحكومة والمعارضة إلى طاولة التفاوض وإطلاق العملية السياسية وفق بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية الصادر في 30 حزيران 2012".
وأوضح لافروف أن المؤتمر الدولي حول سورية "قد يكون فرصة سانحة لإعادة سورية إلى الحياة الطبيعية" وقال "إن تحقيق هذا واجب يقع على جميع المشاركين المحتملين في المؤتمر الذين سنرحب بانضمام الجزائر إليهم ويتعين عليهم إظهار القدر الأكبر من الإرادة الطيبة والسعي إلى تقديم دعم حقيقي للسوريين" معتبرا أن هذا الأمر "صعب لكن ليس بمستحيل".
الخارجية الروسية: لافروف وكيري أكدا عزمهما المتبادل من أجل عقد مؤتمر دولي حول سورية دون شروط مسبقة
في سياق متصل أعلنت وزارة الخارجية الروسية في تقييمها لنتائج مباحثات الوزير سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري في بندر سيري بيغاوان عاصمة بروناي إن الوزيرين أكدا عزمهما المتبادل من أجل عقد مؤتمر دولي حول سورية دون شروط مسبقة وفي سبيل إطلاق المباحثات بين الحكومة وكامل قوى ومجموعات المعارضة الذين ينبغي عليهم التوصل لاتفاق بشان كيفية تنفيذ بيان جنيف في الثلاثين من حزيران العام الماضي بشكل كامل.
كما أكدت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم التقارب الروسي الأمريكي من الأهداف النهائية لتسوية الصراعات الإقليمية.
وأضافت الخارجية الروسية في بيانها أن الوزيرين ناقشا في لقائهما في بروناي مسائل العلاقات الثنائية بما في ذلك التحضير لمؤتمر القمة الروسية الأمريكية في أيلول القادم في موسكو فضلا عن القضايا الدولية الراهنة بما في ذلك الوضع في سورية وشبه الجزيرة الكورية وبرنامج إيران النووي.
وأشارت إلى أن اجتماعا لوزراء الخارجية والدفاع في روسيا والولايات المتحدة سيعقد بصيغة اثنين زائد اثنين في التاسع من آب المقبل في واشنطن وأن الوزيرين اتفقا على مواصلة الحوار بينهما بشأن جميع المسائل ذات الصلة بما في ذلك مسألة الدفاع الصاروخي وغيرها من مسائل الاستقرار الاستراتيجي في سياق الاجتماع المذكور.
وأوضحت الخارجية الروسية أن الوزيرين أكدا تصميمهما على ضرورة التوصل إلى نتائج بناءة في اجتماع القمة المنتظرة في موسكو ولا سيما فيما يتعلق بتطوير مجالات الأعمال بين روسيا والولايات المتحدة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وإزالة الحواجز المصطنعة للتعاون الاقتصادي وتحسين كفاءة اللجنة الرئاسية الروسية الأمريكية وتسهيل الاتصالات بين مواطني البلدين كما تم الاتفاق على إعداد التدابير المفترضة في تشرين الثاني من هذا العام لإحياء الذكرى ال 80 لعودة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن.
وكان لافروف وكيري اتفقا خلال لقائهما في السابع من أيار الماضي على عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سورية.
10/5/13704
https://telegram.me/buratha