لا شيء سيهدد العاصمة دمشق عسكرياً إذا سقطت بيد الجيش السوري ثلاثية (القابون) (جوبر)(برزة) أحياء في أقصى الشمال الشرقي لدمشق، شكلت على مدى الأشهر الماضية منطلقاً لـ “غزوة دمشق الأولى والثانية وأيضاً لما عُرف بـ بالملحمة الكبرى آخر محاولة شنها مسلحون لاختراق العاصمة، لكنها فشلت في هز أركان النظام العسكرية، الآن تقترب قوات الجيش السوري من إحكام سيطرتها على تلك الأحياء المتداخلة، بعد أن تمكنت مؤخراً من فصلها عسكرياً وعزلها عن بعضها وتحقيق تقدم لافت ثمثل باستعادة أجزاء واسعة من هذه الأحياء تمهيداً لاقتحام الأجزاء الباقية، بلدة داريا الواقعة جنوب دمشق والتي قادت ما عُرف بمعركة دمشق الكبرى، خرجت من الخدمة القتالية مبكراً بعد أن سيطر الجيش السوري على معظم أجزائها المؤثرة منذ أشهر فتحوّل اعتماد المليشيات المسلحة إلى أحياء الشمال الشرقي المذكورة.
مصدر مطلع يشير الى ان الدخول إلى حي (القابون) محفوف بالمخاطر، القنص بالرصاص من مسافات بعيدة سمة المشهد الأمني هناك، داخل القابون، ومن زوايا كثيرة يمكن للمرء أن يُبصر بعينيه المجردتين مشهداً مفتوحاً أمامه ولمسافات بعيدة، الكثير من الكتل الاسمنتية تهاوت أرضاً تحت ضربات الاشتباك العنيف تاركة وراءها مئات الأمتار من الأرض المستوية.
المسلحون الذين سيطروا على حي القابون منذ عشرة أشهر أنشأوا معاقلهم ودفاعاتهم الخاصة، بدا ذلك واضحاً من مشاهدتنا المتاريس والتحصينات المقامة في الوُرش الصناعية الموجودة أصلاً منذ زمن طويل في طوابق سفلية تحت الأرض وكذلك من خلال الأنفاق الكثيرة التي شكل بعضها غرف عمليات ومقرات قيادة، مهمة الجيش السوري كانت تصعب مع مرور الوقت، لكن ضابطاً في الجيش السوري يقول أنه وفي مقابل ذلك طوّر جنود الجيش السوري مهاراتهم وأساليب هجماتهم واعتمدوا أسلوب تقسيم المناطق إلى قطاعات صغير بمكن اقتحامها بأقل الخسائر، مضيفاً أن مقاتلين من دول الإتحاد السوفييتي السابق لاسيما من الشيشان وتركمانستان وصلوا القابون قبل ستة أشهر وكان لهم دور أساسي في نقل الخبرات الخارجية لمسلحي القابون.
داخل مصنع حكومي كان حتى أول أمس تحت سيطرة المسلحين يكشف الجيش السوري النقاب لنا عن مجموعة من القذائف الخاصة بمدفعي الـ B10 والـ B11 حصل عليها المسلحون من خلال أحدث دفعة تلقتها المعارضة السورية من الأسلحة المتطورة التي قررت إدارة الرئيس الإمريكي باراك أوباما توريدها إلى الداخل السوري بهدف تعزيز قدرات المعارضة عسكرياً، مدافع الـ B10 والـB11 سلاح ثقيل ذكي وفعّال في حرب المدن يمكن له أن يدخل عمق المعارك ويضرب أهدافاً قريبة لاسيما الأبنية ومقرات التجمع ويوقع فيها خسائر مباشرة.. لم تنفع التوريدات العسكرية الجديدة مسلحي القابون وجوبر في استعادة زمام المبادرة التي بقيت بيد الجيش السوري وتحديداً بيد جنود اللواء 105 الذراع الضارب ميدانياً هناك وهو لواء يتبع لقوات الحرس الجمهوري.
القيادة العسكرية السورية وإن لم تكن في عجلة من أمرها، إلا أنها تنتظر من قادة العمليات في (القابون) و(جوبر) و(برزة) إبلاغها قريباً نبأ عودة هذه الأحياء إلى مربع السلطة وإلى قبضة الجيش الوطني السوري.
.................
https://telegram.me/buratha