القدس المحتلة-
عمت المظاهرات الغاضبة أراضي ومدن فلسطين المحتلة منذ 1948 اليوم احتجاجا على خطط سلطات الاحتلال الاسرائيلي العنصرية مصادرة الاف الدونمات من اراضي النقب ضمن ما عرف (بخطة برفر) كما تخللت المظاهرات مواجهات عنيفة عمدت خلالها قوات الاحتلال إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين.
كما نفذ عرب اراضي 1948 الاضراب الشامل احتجاجا على الخطة العنصرية الاسرائيلية.
ورد المتظاهرون على إجراءات القمع الاسرائيلية واستعمال القوة ضد المتظاهرين من قبل قوات الاحتلال برشق هذه القوات بالحجارة وشملت المظاهرات مدن بئر السبع وسخنين وأم الفحم عمدت فيها قوات الاحتلال كما أفاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إلى استعمال القوة ضد الفلسطينيين واعتقلت العشرات واعتدت بالضرب حتى على الفتيات منهم.
وأكد جمال زحالقة عضو حزب التجمع استعمال شرطة الاحتلال القوة ضده لدى محاولته حماية فتاة انهال عليها جيش الاحتلال بالضرب بالهراوات مشيرا إلى أن قرار مصادرة الاراضي هو قرار عنصري يهدف الى هدم القرى الفلسطينية واقامة بلدات يهودية بدلا منها.
ونوه زحالقة بالتزام الجماهير الفلسطينية وتجاوبها الكبير لنجاح الإضراب.
ولفت زحالقة إلى أن هذا التجاوب يؤكد نضوج الجماهير ووعيها للتحديات ورفضها القاطع لمخطط برافر العنصري الهادف لتشريد الفلسطينيين عن أرضهم في نكبة أخرى.
ودعا زحالقة الجماهير العربية لشد الرحال إلى النقب الصامد لنصرته وإفشال المخطط مضيفا.. "اننا سنعلن العصيان المدني في حال تنفيذ المخطط الذي لن نسمح بتنفيذه واذا فرضت علينا المواجهة فسنواجه وننتصر لأننا اصحاب حق وأصحاب أرض ولن نتنازل عن حقنا وأرضنا".
بدوره رأى عضو الكنيست محمد بركة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أن مشاركة آلاف الفلسطينيين في المظاهرات ضد القرار هو بداية معركة لإسقاط القرار العنصري فيما أكد طلب الصانع أن هذا المشروع يهدف الى تهجير السكان الاصليين من ارضهم ومصادرة اراضي النقب.
وكانت المظاهرات ضد قرارات المصادرة انطلقت منذ صباح اليوم شارك فيها مئات الالاف من المتظاهرين استجابة لبيان لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948 ولجنة التوجيه العليا للفلسطينيين في النقب احتجاجا على الخطة المذكورة .
وكان الكنيست الاسرائيلي أقر مشروع قانون (خطة برافر) الذي يقضي بمصادرة أكثر 700 ألف دونم من أراضي النقب وإزالة نحو أربعين قرية فلسطينية وتهجير نحو تسعين ألف فلسطيني ما يعني أن يتم يحصر هؤلاء في 1 بالمئة فقط من أراضي هذه المنطقة التي يعيش فيها اكثر من 200 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم في قرى صحراء النقب المحرومة من الخدمات مثل المياه والكهرباء كما أنها تعاني من شح الخدمات الصحية والتعليمية.
يشار إلى أن شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى كانت قد انطلقت من قرى المثلث الفلسطيني في سخنين وأم الفحم وامتد لهيبها الى كل فلسطين المحتلة.
وكانت وكالة الصحافة الفلسطينية صفا نقلت عن لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية قولها في بيان.. "إن اليوم سيشهد كذلك تظاهرات في أكثر من 15 نقطة في المثلث والنقب والجليل".
وأغلق المتظاهرون في مدينة بئر السبع المحتلة الشارع الرئيس أمام مكتب تهجير عرب النقب المسمى بسلطة توطين البدو رافضين الانصياع لأوامر شرطة الاحتلال بإخلاء المكان
وفي أعقاب إغلاق الشارع هاجمت الشرطة الاسرائيلية المتظاهرين بعنف واعتدت عليهم باستخدام الضرب والدفع لإبعادهم عن الشارع واعتقلت نحو 20 متظاهرا.
كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وشعارات تندد بالمخطط وتؤكد رفضها المطلق لما يتضمنه من مصادرة مئات الآلاف من الدونمات من أراضي عرب النقب وترحيل عشرات الآلاف.
وشارك في المظاهرة الآلاف من كل البلدات والمدن العربية بالداخل وعدد كبير من القيادات السياسية واللجان الشعبية وقيادات عرب النقب وذلك في ظل قيام الشرطة الإسرائيلية بحشد قوات كبيرة من عناصرها وعناصر الوحدات الخاصة والخيالة.
وشهدت المؤسسات العامة والسلطات المحلية والبنوك والعيادات الطبية وكل مؤسسات الخدمات في داخل فلسطين المحتلة إضرابا شاملا وذلك رفضا لمخطط برافر الاقتلاعي.
بدوره اعتبر القيادي عبد الكريم عتايقة أن هذه الخطوة هي بداية الغيث وأن العمل من أجل الدفاع عن النفس أمام سياسة غاشمة ومتغطرسة يجب أن يتصاعد بصورة منظمة ومنهجية ومتواصلة أكثر.
ونبه العتايقة لخطورة خسارة هذه المعركة التي ستؤدي إلى الاستخفاف بالفلسطينيين وبحقوقهم أكثر فأكثر وقال "عند اتخاذ القرار بخوض المعركة إنما لننتصر لقضايانا ونؤكد الرسالة القوية للمؤسسة بأننا ماضون حتى الانتصار".
إلى ذلك قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية على دوار قرية حوسان غرب بيت لحم ضد سياسة الاحتلال الرامية إلى تفريغ النقب من سكانه.
وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية ان المسيرة السلمية التي نظمتها اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في المحافظة شارك فيها العشرات من بينهم متضامنون أجانب انطلقت من وسط حوسان وصولا إلى الدوار المقابل لمدخل مستوطنة بيتار عيليت المقامة على أراضي وادي فوكين ونحالين وحوسان حيث نظموا اعتصاما هناك.
وأكد بريجية أن قوات الاحتلال اعتدت على المشاركين ومنعتهم من التقدم وأطلقت الأصوات المزعجة عبر آلة الزنانه ما تسبب في حدوث مشاكل في السمع لدى المشاركين.
من جهته أكد مركز الميزان لحقوق الإنسان إن قانون برافر هو محاولة مفضوحة لاستكمال الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 الأمر الذي يتواصل بشكل محموم في أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وقال المركز في بيان اليوم ان قانون برافر ستكون آثاره كارثية على السكان العرب البدو وسيشكل في حال نجاحه مدخلا لتكريس نظام عنصري يميز ضد العرب ويدفعهم للهجرة لتحقيق هدف عنصري آخر وهو تكريس إسرائيل ككيان يهودي على حساب السكان الفلسطينيين.
ودعا البيان المجتمع الدولي للتدخل العاجل ووقف السياسات والقوانين العنصرية التي تنتهك أبسط معايير العدالة وحقوق الإنسان والتعامل مع اسرائيل ككيان تمييز عنصري يجب مواجهتها لوقف سياساتها هذه.
كما دعا مركز الميزان الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة إلى اطلاق أكبر حملة تضامن وتصعيد نشاطات الاحتجاج لمنع تمرير قانون برافر وسيستولي الاحتلال الإسرائيلي بموجب مخطط برافر الاستيطاني الذي صدق عليه بالقراءة الأولى الكنيست الإسرائيلي على أكثر من 800 ألف دونم من الأراضي العربية فى النقب وستهجر نحو 40 ألف فلسطيني وتهدم 36 قرية كما سيحصر هذا المخطط العرب الذين يشكلون 30 بالمئة من سكان النقب في 1 بالمئة فقط من أراضي هذه المنطقة.
المطران حنا: المقدسيون متضامنون مع أهالي النقب
في القدس اعتصم اليوم في باحة كنيسة القيامة عدد من أبناء القدس المحتلة تضامنا مع ابناء النقب المهددين بخسارة اراضيهم من خلال مشروع (برافر بيغن) العنصري.
وقال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس خلال الاعتصام إن أبناء النقب مستهدفون اليوم أكثر من اي وقت مضى من خلال مشروع الاحتلال العنصري معبرا عن تضامن أبناء القدس المحتلة مع المواطنين الفلسطينيين في النقب الذين يتعرضون للتشريد والاقتلاع والطرد من اراضيهم.
وأضاف المطران حنا: إننا في هذا اليوم الذي يتم فيه التعبير عن التضامن مع النقب نوءكد من قلب القدس اننا مع شعبنا ونرفض ما يتعرض له وسنبقى ندافع عن حقوق هذا الشعب وحقه في أن يعيش امنا مستقرا في وطنه موجها التحية إلى أبناء النقب الذين يخوضون اليوم معركة الدفاع عن ارضهم وكرامتهم.
فصائل التحالف الوطني الفلسطيني تندد بمشروع برافر بيغن الصهيوني وتدعو لانتفاضة جديدة وإلى رد عملي من فصائل المقاومة
بدورها أكدت فصائل التحالف الوطني الفلسطيني خلال مشاركتها في وقفة تضامنية في دمشق اليوم مع أبناء الشعب الفلسطيني في النقب رفضها التام وإدانتها لمشروع برافر بيغن الصهيوني الرامي لمصادرة 850 ألف دونم من أراضي النقب وتهجير آلاف العائلات.
وأوضح المشاركون رفض الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات القوانين العنصرية الصهيونية والاحتلال الصهيوني وكل أشكال التهويد والتهجير وفي مقدمتها مشروع برافر بيغن مشيرين إلى أن الكيان الصهيوني يستغل "حالة الانهيار في النظام الرسمي العربي وحالة الغياب التي تمر بها القضية الفلسطينية على الصعيد القومي ليواصل برامجه في التوسع والاستيطان والتمدد متجاهلا المنظمات والقوانين الدولية وحقوق الإنسان".
ودعا المشاركون إلى اتخاذ المقاومة الفلسطينية "موقفا عمليا للرد على العدو الاسرائيلي وجرائمه ولاسيما مشروع برافر بيغن الذي لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا تمسكا بأرضه ولن يتنازل عنها أو يساوم على حقوقه" مؤكدين أن هذه المشروع سيكون مقدمة لانتفاضة قادمة خاصة أن أبناء الشعب الفلسطيني يتصدون للمستوطنين الذي يريدون أخذ أراضيهم بالقوة.
وأكد خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على تضامن أبناء الشعب الفلسطيني ضد القوانين العنصرية والصهيونية وعلى الثوابت الفلسطينية في مسيرة النضال المشتركة داعيا إلى تعزيز وحدة الفصائل وتجديد مسيرة المقاومة والانتفاضة وتأكيد الترابط القومي مع الأمة العربية وفي المقدمة سورية التي وقفت دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني وشكلت السند الرئيسي لمقاومته الاحتلال الصهيوني.
ولفت عبد المجيد إلى وجود تواطؤ بين الحراك السياسي الأمريكي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وبين ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سورية على يد الإرهابيين الذي يحاولون تهجير سكانها وزج أبناء هذه المخيمات بالازمة في سورية بغية إلغاء حق العودة.
ورأى الدكتور غازي حسين رئيس الدائرة السياسية في منظمة الصاعقة أن نضال الشعب الفلسطيني في النقب "مشروع وعادل ويتماشى مع حقوقه التاريخية في ملكية فلسطين من البحر إلى النهر" مشيرا إلى أن مشروع برافر بيغن العنصري دليل جديد على أن الكيان الصهيوني كيان استعمار استيطاني يقيم المستعمرات على انقاض القرى والبلدات الفلسطينية وهو مثال حي على ممارسة هذا الكيان للترحيل والعنصرية والتمييز العنصري كسياسة رسمية.
وعرض حسين لمأساة أهالي قرية العراقيب في النقب الذين بنوا قريتهم للمرة 45 ودمرها الاحتلال الصهيوني ورغم ذلك فهم "مستمرون في مقاومة مشاريع التهجير" مؤكدا أن التمسك بالمقاومة هو الخيار الوحيد الذي يقود إلى تحرير القدس وهو حقيقة مفهوم "الجهاد" الذي يتصدى للمحتل وليس ما يحاول أن يكرسه البعض بأن "الجهاد" هو قتل العرب من مسلمين ومسيحيين.
شارك في الوقفة ممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية وممثلو منظمات المجتمع الأهلي الفلسطيني ومنظمات الشبيبة ولجان حق العودة والفعاليات الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية بسورية.
يشار إلى أن مشروع برافر بيغن يهدد 36 قرية عربية في النقب يقطنها نحو 40 ألف مواطن عربي فلسطيني بالإزالة وبإسكان ربع مليون مستوطن مكانهم في أراض عربية بالنقب.
14/5/13716
https://telegram.me/buratha