قال دبلوماسي فرنسي يعمل في دولة شرق أوسطية إن الولايات المتحدة الأمريكية "فوجئت بالأحداث السورية" وهي بعد اشتداد الحرب وتوسعها في كل سوريا ارتأت أن "الفرصة سانحة لتسعير الصدام بين حزب الله وتنظيم القاعدة على الأراضي السورية حالياً، وهذا ما تقوم به الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع دول خليجية وتركيا منذ أكثر من سنتين"، بحسب الدبلوماسي نفسه.
ويوضح الدبلوماسي أن "السفارات الفرنسية في الشرق الأوسط رصدت دخول حوالي 400 عنصر من طالبان باكستان إلى سوريا عبر تركيا"، موضحاً أن "هؤلاء وصلوا إلى مطار عسكري تركي على متن طائرتين عسكريتين سعوديتين، حيث تم تجميعهم في مخيم للتدريب تحت إشراف المخابرات التركية بالقرب من مدينة غازي عنتاب، قبل أن يتم ادخالهم الى سوريا"، وأ ضاف أن "هؤلاء المقاتلين حُدد لهم هدف واحد هو الدفاع عن أحياء مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، حيث تعتقد الدوائر الغربية أن الجيش السوري وحلفائه قد انهوا الاستعدادات لشن هجوم كبير في حلب وريفها بانتظار اعطاء الأوامر".
ويضيف الدبلوماسي أن "خطأ السياسة الفرنسية الكبير هو اعتقادها بحتمية سقوط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه خلال العام 2012"، لذلك كان بعض المسؤولين الفرنسيين يدلي بالتصريحات التي تتوقع سقوط النظام خلال شهرين او أسبوعين "كمن يراهن في لعبة لوتو لا يتحكم بمصير دولابها، وقد افقدت هذه التصريحات ما تبقى من مصداقية دبلوماسية لفرنسا في الخارج وأمام الرأي العام الفرنسي داخل فرنسا"، على حد قول الدبلوماسي.
وتستمر فرنسا في موقفها المتشدد من سوريا رغم الاعتراضات والتحذيرات التي تصدر عن شخصيات سياسية فرنسية والتقارير التي تقدمها المخابرات الفرنسية للإدارة السياسية عن تعاظم نفوذ التكفيريين وتنظيم القاعدة ضمن قوات المعارضة السورية العاملة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وبدأت التحذيرات تخرج للعلن من الطبقة السياسية الفرنسية حول خطورة دعم المعارضة السورية.
ومن جملة التحذيرات بيان صدر عن النائب جاك ميارد المقرب من الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي والذي قال إن "الأقنعة بدأت تسقط عن المعارضة السورية، وفي حال كان هناك حركة ديمقراطية ضمن هذه المعارضة فهي للأسف ليست أغلبية ويجب عليها أن تواجه قوى متطرفة وجهادية تزداد عنفا وخطرا وهذا ما يحتم علينا ان لا ندخل في سياسة مغامرة لتسليح المعارضة السورية بسبب وجود خطر وقوع هذه الأسلحة بيد المتطرفين ما يؤدي الى اشتعال المنطقة ودخول الشرق الوسط في حالة فوضى".
وتحاول باريس الحفاظ على دور لها في اللعبة السورية عبر رفع السقف السياسي والإعلامي مع دمشق وحليفتها طهران كما أنها تستقبل منذ شهر أيار/مايو وفوداً أميرية سعودية في سعي لبيع السعودية أسلحة فرنسية حيث زار قائد الحرس الوطني السعودي متعب بن عبدالله بن عبد العزيز باريس بداية شهر حزيران/يونيو الماضي، والتقى رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند، ووزير دفاعه (جان ايف لودريان)، حيث تسربت أخبار عن عزم متعب شراء طائرات حربية للحرس الوطني السعودي الذي يعد قوة برية بالأساس.
ويبدو أن هذا القرار جاء بهدف تقوية الحرس الوطني في وجه الجيش السعودي الخاضع لقرار ولي العهد وزير الدفاع سلمان بن عبد العزيز، وفي وجه الشرطة التي تقع تحت سيطرة وزير الداخلية محمد بن نايف في تحضير عسكري لتعزيز مواقع النفوذ بانتظار موعد تقاسم السلطة بين ابناء الجيل الثاني من احفاد عبد العزيز آل سعود، كما أن الرئيس الفرنسي زار قطر مؤخراً لنفس الهدف وهو بيع أسلحة فرنسية للدوحة بعد أن فضَّل آل ثاني شراء دبابات بريطانية بدل من دبابة "لوكليرك" الفرنسية وهذا ما أغضب المسؤولين الفرنسيين من حكام قطر
5/5/13720
https://telegram.me/buratha