كشف تقرير داخلي للأمم المتحدة أن كثيرا من المهجرين السوريين في الخارج يسعون للهرب من مخيماتهم التي تديرها المنظمة الدولية حيث تفتقر النساء للأمان كاشفا عن عمليات تجنيد لصبية في هذه المخيمات للقتال مع المجموعات الإرهابية المسلحة في تأكيد جديد على الأوضاع الإنسانية الصعبة للمهجرين السوريين وحقيقة المخيمات المقامة في عدد من الدول المجاورة والتي تهدف لاستغلالهم والمتاجرة بهم سياسيا.
ونقلت رويترز عن التقرير الصادر بعنوان "من الغليان البطيء الى نقطة الانهيار" قوله أن شبكات الجريمة المنظمة تعمل في مخيم الزعتري بالأردن مضيفا أن المخيم "ينعدم فيه القانون من نواح عديدة" وموارده "أما تسرق باستمرار أو تخرب".
وأضاف التقرير أن الاستعدادات الخاصة باقامة مخيم جديد بحاجة الى تعلم الدروس مما حدث في مخيم الزعتري بما في ذلك "ضمان سلامة النساء والفتيات".
وأشار التقرير إلى أنه يمكن للاجئين أن يقيموا خارج المخيم إذا توفرت لهم كفالة مواطن أردني لكن كثيرا من اللاجئين يدفعون ما يصل الى 500 دولار لوسطاء للخروج من المخيم.
وأضاف التقرير أن مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين والمنظمات غير الحكومية لها "وجهات نظر متعارضة" بشأن العمل لمساعدة المهجرين المقيمين خارج المخيمات.
وأوضح أنه على الرغم من اعتزام المفوضية شن حملة على الجريمة في مخيم الزعتري من خلال اجراءات منها تعزيز دور الشرطة الاردنية فإنه يمكن توقع حدوث "معارضة للخطة ربما تكون ذات طبيعة عنيفة".
وتابع أنه "نظرا للاوضاع القاسية في مخيم الزعتري الى جانب ارتفاع معدلات الجريمة به فمن غير المفاجئ الاستماع للاجئين يتحدثون عن رغبتهم في الهروب" مشيرا إلى أن ذلك يعني بشكل متزايد العودة إلى سوريا.
وأشار التقرير إلى أن أحد المخاوف هو "تجنيد جماعات مسلحة لمهجرين بينهم أفراد قصر" دون مزيد من التوضيح.
من جهته قال مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه أن هناك شكوكا في أن صبية في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من العمر عادة ما يؤخذون ليقاتلوا برفقة عم أو خال أو أخ أكبر أو قريب اخر مضيفا أنها "جريمة حرب".
واعتبر المسؤول أن "تجنيد الاطفال لم يكن يمثل مشكلة كبيرة من قبل لأن قوات المعارضة لم تكن تمتلك أسلحة أو ذخيرة كافية".
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن كثيرا من الأطفال السوريين لا يدرسون في مدارس بالأردن أو لبنان لكن مسؤول الأمم المتحدة قال إن هناك أدلة على أن كثيرين منهم يلتحقون بمدارس دينية.
وتابع المسؤول "هناك دلائل أيضا على توجه جديد حيث يعبر أشخاص قصر سواء من أوروبا أو شمال افريقيا من تونس للجزائر الحدود إلى سوريا فيما يبدو للجهاد".
ورأى المسؤول أن سوريا ستشهد على الارجح تكرارا لما يسمى "أطفال طيور الجنة" الذين دربتهم القاعدة لتنفيذ تفجيرات انتحارية في العراق.
يذكر أن المهجرين السوريين إلى خارج بلادهم بسبب ارهاب المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من دول غربية وخليجية يعانون أوضاعا إنسانية صعبة في المخيمات وضغوطا كبيرة لمنعهم من مغادرتها والعودة إلى بلادهم والاستمرار بالاتجار بهم واستغلال معاناتهم سياسيا.
...............
12/5/13807
https://telegram.me/buratha