لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في سورية هددت الولايات المتحدة الأميركية الجمعة بإمكانية تدخلها العسكري المباشر في سورية على خلفية المزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن بلاده تضع القوات البحرية في تشكيلات قتالية تحسباً لأي قرار يتخذه الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكري في سورية. ومن المقرر أن يعقد كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس الأميركي اجتماعاً مطلع الأسبوع لبحث الخيارات ضد سورية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول دفاعي أميركي صرح لها في وقت سابق أن "البحرية الأميركية ستعزز وجودها في البحر المتوسط ببارجة حربية رابعة بسبب الأوضاع في سورية"، مشيراً إلى أن "واشنطن تدرس خيارات الرد على تقارير حول استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين ومن بينها احتمال شنّ هجمات بصواريخ كروز من البحر" بحسب تعبيرالمسؤول الأميركي.
وكان كبير النواب الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي أليوت أنجيل حثّ الرئيس أوباما على توجيه ضربات عسكرية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد بعد التقارير عن مقتل مئات المدنيين بالغاز، لافتاً في رسالة وجهها لأوباما "إذا لم نرد بالتنسيق مع حلفائنا على الاستخدام القاتل لأسلحة الدمار الشامل من قبل الأسد فإن الدول الحاقدة والأطراف الشريرة في شتى أنحاء العالم سترى ضوءاً أخضر وهو ما لانقصده بالمرة".
وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي قال في رسالة بعث بها لأنجيل قبل أيام إن "الولايات المتحدة لديها القدرة على شنّ هجمات جوية على أهداف في سورية لتدمير مطارات ومستودعات ووقود وطائرات هليكوبتر"، موضحاً في رسالة أخرى وجهها لأوباما "نحن نستطيع أن نفعل ذلك من مسافات بعيدة دون نشر جنود على الأرض".
وفي المقابل ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه "إذا قررت الولايات المتحدة مهاجمة نظام الأسد فهذا يلزم تنسيقاً أميركياً مع إسرائيل".
بروجردي: الهجوم على سورية يعني حربا واسعة في المنطقةوفي ذات السياق قال رئيس لجنة الامن القومي و السياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي في ايران علاء الدين بروجردي إن مهاجمة سورية تعني اضرام النيران في كل الشرق الاوسط وتكرار لأخطاء الغرب السابقة في العراق وأفغانستان.
وأوضح بروجردي "أن تصريحات بعض المسؤولين الغربيين حول مهاجمة سورية لا تشكل تهديدا لسورية فقط وانما تعني تهديد أمن الكيان الصهيوني أيضاً"، مؤكدا أن الغرب فشل في سورية رغم زجه بكل طاقاته ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد و دعمه الواسع للارهابيين.وشدد بروجردي على أن الهجوم العسكري على سورية يعني بدء حرب واسعة في المنطقة يصعب السيطرة عليها وتهدد أمن الشرق الاوسط وتكون نتائجها ضررا يلحق بأميركا والكيان الصهيوني.وأكد بروجردي أن حلفاء سورية الاقليميين لن يقفوا مكتوفي الايدي في حال وقوع هكذا اعتداء، مشيرا الى ان سورية ستدافع عن نفسها ايضا بقوة أكبر و انسجام أعمق بين أبنائها.
حالات اختناق بغازات سامة بين صفوف الجيش العربي السوريوفي السياق الميداني افادت مصادر عسكرية اليوم السبت ان حالات اختناق حدثت في صفوف عناصر الجيش بغازات سامة أطلقتها جماعات مسلحة أثناء دخولهم منطقة جوبر بريف دمشق. واضافت ان القوات العربية السورية تطوق الموقع الذي يعتقد ان الارهابيين المسلحين اطلقوا منه السلاح الكيمياوي في حي جوبر بريف دمشق.
من جهة اخرى افاد مصدر امني ان الجيش العربي السوري استهدف تجمعات المسلحين الارهابيين في الحجر الأسود ويلدا بريف دمشق. بالاضافة الى تنفيذه عملية نوعية في السبينة بريف دمشق.
وفي السياق قضت وحدات الجيش العربي السوري على أعداد من الارهابيين المسلحين في أحياء بحمص وريفها وأحبطت محاولة تسلل بعضهم من البساتين الجنوبية إلى مدينة تدمر ودمرت آلياتهم وأدواتهم.
وذكر مصدر عسكري أن وحدات الجيش أوقعت قتلى ومصابين بين أفراد مجموعات إرهابية مسلحة بأحياء القصور ووادي السايح والورشة والحميدية وباب هود والقرابيص في حين دمرت وحدات أخرى أوكارا وتجمعات للجماعات المسلحة في قرى وبلدات السعن والغنطو والدار الكبيرة وبيت حجو والعامرية وكيسين وبرج قاعي وتلبيسة بما فيها من أسلحة وذخيرة.وأضاف المصدر أنه تم تدمير تجمعات للمسلحين وأسلحة وذخيرة كانت محملة بسيارات على الطريق العام بين الغجر والرستن والقضاء على جميع من فيها.
وصول مسؤولة نزع السلاح بالامم المتحدة الي دمشق
ومن ناحية ثانية وصلت انجيلا كين ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح إلى سوريا اليوم السبت لبحث التحقيق حول مزاعم استخدام السلاح الكيماوي. ووصلت كين إلى فندق "فور سيزنز" في دمشق بحلول فترة الظهيرة بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش) بدون الادلاء باي تصريح.
وكان مساعد الناطق باسم الأمم المتحدة، ادواردو دي بوي قال إن "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب بشكل عاجل من السلطات السورية الرد بشكل إيجابي وسريع على طلبه" حول إجراء تحقيق بشأن مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.
وأوضح أن ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كين ستزور دمشق السبت للتفاوض حول سبل إجراء مثل هذا التحقيق. يأتي هذا في وقت يتواجد فريق مفتشي الأمم المتحدة في سوريا للتحقيق في مزاعم سابقة حول استخدام أسلحة كيماوية.
https://telegram.me/buratha