جدد الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني اتهام دمشق في استخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة في ضواحي دمشق. وفي مؤتمر صحفي عقد بواشنطن يوم 27 أغسطس/آب أشار كارني إلى أن كيفية الرد على هذا الاستخدام لا تزال قيد النقاش. وأضاف أن الرئيس باراك أوباما سيواصل مشاوراته خلال هذا الأسبوع وأن القرار بالتدخل العسكري لم يتخذ بعد. وأكد ضرورة الرد الحاسم على تصرفات النظام السوري لمنعه من استخدام السلاح الكيميائي من جديد.
كاميرون: العملية العسكرية في سورية يجب أن تكون محدودة
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب أن العملية العسكرية في سورية يجب أن تكون محدودة، وإن بريطانيا لا يجب أن تدخل في حرب واسعة بالشرق الأوسط. وقال رئيس الوزراء إن "الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب بالشرق الاوسط أو تغيير موقفنا في سورية أو التدخل أكثر في ذلك النزاع. وانما يدور الحديث عن السلاح الكيميائي. واستخدامه خطأ، ويجب ألا يبقى العالم متفرجا". وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قد دعا برلمان بلاده الى عقد جلسة طارئة الخميس 29 أغسطس/آب، لبحث الرد على الهجوم الكيميائي المزعوم بضواحي دمشق. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في وقت سابق أن القوات المسلحة البريطانية تضع حاليا خطط طوارئ لعمل عسكري محتمل في سورية. وقال كاميرون إن النواب سيصوتون على القيام بـ "تحرك واضح" بشأن سورية. وكتب رئيس الوزراء البريطاني على صفحته في موقع "تويتر": "الرئيس (رئيس البرلمان) قَبِل طلبي بدعوة البرلمان الى الانعقاد. ستكون هناك حركة واضحة من قبل الحكومة وتصويت على الرد البريطاني على الهجمات الكيميائية"
الخارجية الأمريكي: ندرس كيفية الرد لكن لا نهدف إلى إسقاط الأسد
من جانبها أكدت نائبة الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف أن الولايات المتحدة تدرس سيناريوهات مختلفة للرد على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، لكنها لا تهدف إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وأوضحت هارف أن واشنطن لا ترى لبشار الأسد مكانا في الإدارة السورية مستقبلا، مشددة على ضرورة رحيله في إطار عملية سياسية. وقالت: " لا يوجد حل عسكري للنزاع. إن الأعمال التي لم تُحدد بعد، ستكون ردا على استخدام السلاح الكيميائي، لكن الحل السياسي لا يزال ضروريا".
هذا وقد بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي ثان يوم 27 أغسطس/آب مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مسألة الرد على سورية بشأن المزاعم حول استعمال الأسلحة الكيميائية بريف دمشق. وقال البيت الابيض إنه منذ الهجوم الذي وقع يوم الاربعاء في سورية أجرى اوباما وكبار معاونيه 88 اتصالاً هاتفياً مع زعماء أجانب منها إتصالان مع كاميرون.
واشنطن: الخيارات لا تتعلق بتغيير النظام
في سياق متصل أوضح البيت الأبيض أن أي عمل عسكري ضد سورية لا يهدف للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "الخيارات التي نبحثها لا تتعلق بتغيير النظام.. إنها تتعلق بالرد على انتهاك واضح للعرف الدولي الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية." وأضاف كارني أن البيت الابيض بصدد نشر تقرير رسمي من المخابرات الامريكية عن الهجوم بأسلحة كيميائية الاسبوع الماضي في سورية، حيث من المتوقع أن يخلص التقرير إلى أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم. وأكد كارني أن اوباما لم يتخذ بعد قراراً بشأن كيفية رد الولايات المتحدة على ما يعتقد انه كان هجوما من الحكومة السورية على مدنيين.
لندن: لا نسعى لقلب نظام الأسد
من جانبه أعلن نيك كليغ، نائب رئيس الحكومة البريطانية ان بريطانيا "لا تسعى لقلب" نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وأشار كليغ إلى أنه "اذا وقفنا مكتوفي الايدي سيتكون لدى ديكتاتوريين ورؤساء دول فظيعين الشعور بأنهم يمكن ان يفلتوا من العقاب في المستقبل حتى ولو استخدموا الاسلحة الكيميائية بشكل أوسع... ما ننوي القيام به هو رد كبير على هذا الامر". وأضاف لكننا "لا ننوي تغيير النظام، ولا ننوي السعي لقلب نظام الاسد"، مشيراً إلى أن سبب التدخل العسكري "قتل الرجال والنساء والاطفال الابرياء بأسلحة كيميائية هو جريمة شنيعة وانتهاك للقانون الدولي". واعتبر كليغ أن بريطانيا ستتصرف في اطار "قانوني" وتتخذ "تدابير مناسبة ومحددة لنبعث برسالة واضحة تقول ان استخدام اسلحة كيميائية في ايامنا امر لا يمكن التساهل معه".
هولاند: قررنا زيادة دعمنا العسكري للمعارضة السورية
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستزيد من دعمها العسكري للائتلاف الوطني السوري المعارض في إطار التزاماتها أمام الاتحاد الأوروبي. وفي خطاب سنوي أمام سفراء الجمهورية الفرنسية في الخارج الذي عقد في باريس يوم 27 أغسطس/آب شدد على أن الحل الدبلوماسي في سورية لا يلغي الخيار العسكري. وأكد أن كل المؤشرات تدل على أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي، مشيرا إلى أن فرنسا جاهزة لمعاقبة "من اتخذ القرار المشين بضرب الأبرياء بالكيميائي". وأضاف: "يمكن الوصول يوما ما إلى حل سياسي في سورية". وأكد أيضا أن الحرب الأهلية في سورية تهدد السلام في العالم.
أكاديميون يقرأون الأحداث
اعتبر استاذ القانون الدولي بجامعة "جورج تاون" داود خير الله في حديث لـ"روسيا اليوم" من واشنطن ان "ما تدعيه الولايات المتحدة من حقائق ثبتت لديها هي في خدمة اهداف سياسية واضحة متمثلة بتغيير الدور السوري، وان لم يكن هناك مجال لذلك فيجب تدمير الكيان (السوري) لكي لا يكون له دور، وهذا ما يجري". وقال خير الله ان "عملية الدمار في سورية هو نجاح كامل للولايات المتحدة، وهي تتدخل عندما يحدث هناك اخلال في موازين القوى بهدف ايقاف عمليات الجيش السوري ضد مسلحي المعارضة". واضاف ان "الولايات المتحدة لن تتورط في عملية عسكرية طالما باستطاعتها الاستمرار بعملية التدمير بأيدي الآخرين". من جهته، وفي نفس الحديث لقناتنا من لندن، لفت عضو أمانة "حركة رشاد" محمد العربي زيتوت الى انه "سيكون هناك تدخل عسكري محدود لحماية مصالح الغرب وليس لحماية السوريين ولا الشعب السوري من نظامه المجرم الذي دمر سورية وحطمها ومكن كل القوى الاقليمية الاستبدادية مثل السعودية والامارات وما شابهها والقوى الأخرى الدولية سواء روسيا وامريكا واوروبا، من التدخل، كما تلعب ايران دورا بائسا جدا في المنطقة". وقال ان "الغرب سيتدخل هذه المرة (في حملة عسكرية ضد سورية) لمجموعة من الأسباب اهمها ان من يستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه يعني انه قد يستخدمه في مرات اخرى وخاصة ضد الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، مثلا ضد النظام الأردني الذي هو اكثر الأنظمة خدمة للمصالح الغربية". واضاف كذلك انه "اذا لم يتدخل الغرب فسيعني هذا اهانة لمصداقية الدول العظمى التي باتت الآن اضعف مما كانت عليه قبل 15-20 عاما".
1/5/13828
https://telegram.me/buratha