حذرت سوريا من خطر اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة إذا نفذت أميركا تهديدها بشن عدوان، فيما اعتبرت روسيا أن العدوان يهدد بنسف فرص إقامة المؤتمر الدولي (جنيف2) لحل الأزمة، في حين بدا حلف شمال الأطلسي (الناتو) وكأنه يتحرك بناء على (قناعة شخصية) لأمينه العام، في الوقت الذي يذهب فيه وفد روسي إلى الكونجرس الأميركي في محاولة لمنع تأييده لقيام أميركا بعملية عسكرية في سوريا.وحذر الرئيس السوري بشار الأسد من خطر اندلاع "حرب إقليمية" في حال توجيه ضربة عسكرية إلى بلاده.وقال الأسد لصحيفة لوفيجارو إن "الشرق الأوسط برميل بارود والنار تقترب منه اليوم .. الجميع سيفقدون السيطرة على الوضع حين ينفجر برميل البارود. خطر اندلاع حرب إقليمية موجود".كما حذر الأسد أيضا من "سياسة معادية للشعب السوري".وأضاف "الشعب الفرنسي ليس عدوا لنا، ولكن ما دامت سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري، فهذه الدولة ستكون عدوة له (الشعب)".وأضاف "ستحصل تداعيات، سلبية بالتأكيد، على مصالح فرنسا".إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "مؤتمر جنيف2 للتوصل إلى تسوية للنزاع في سوريا سيؤجل لفترة طويلة إن لم يكن للأبد، إذا نفذت بالفعل العملية العسكرية لسوريا التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما".وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية جنوب إفريقيا مايتي نكوانا ماشاباني "نحن ضد ضرب قرارات مجلس الأمن بصنع الفوضى الخلاقة في المنطقة"، داعياً إلى "إعادة تشكيل مجلس الأمن ليشمل الدول الإفريقية وأميركا اللاتينية".وكان قال لافروف في وقت سابق "إن الغرب يسعى إلى إسقاط الأنظمة غير الصديقة له بينما لا يتحدث عن تغيير الأنظمة الاستبدادية الحليفة له" مضيفاً "لا يجب التحريض على استخدام القوة لتغيير الأنظمة" متهماً الغرب بتطبيق سياسة الكيل بمكيالين في الشرق الأوسط. ورأى وزير الخارجية الروسي أن "الاتهامات الغربية لدمشق باستخدام أسلحة كيميائية غير مقنعة إطلاقاً".من جهة ثانية برز موقف لبكين أمس من التدخل العسكري حيث أعربت الصين عن قلقها البالغ إزاء أي عمل عسكري ضد سوريا. وأكدت الخارجية الصينية على ضرورة "إجراء تحقيق موضوعي ونزيه بشأن الأسلحة الكيميائية بالتشاور مع الحكومة السورية" داعية إلى "عدم التسرع قبل الحكم على نتائج تحقيق خبراء الأسلحة الكيميائية للأمم المتحدة".وفي المقابل قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن انه "مقتنع شخصيا" بان نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية في الهجوم على ريف دمشق الشهر الماضي.وقال راسموسن ردا على سؤال حول ما اذا كان اطلع على معلومات استخباراتية تثبت ان دمشق كانت وراء الهجوم الذي خلف مئات القتلى "انا شخصيا لست فقط مقتنعا بحدوث هجوم كيميائي .. بل ومقتنع ايضا بأن النظام السوري هو المسؤول عنه".وقال "لا شك في انه يتوجب على الأسرة الدولية الرد بقوة لمنع أي هجمات جديدة بالأسلحة الكيميائية مستقبلا". واضاف "اذا لم نتحرك فإننا نبعث بذلك رسالة خطيرة جدا لكل طغاة العالم".وتابع "لكنني لا ارى دورا للحلف الاطلسي في الازمة. في هذه المرحلة يجري الحلفاء مشاورات وعلى كل دولة ان تقرر طريقة الرد على الهجوم".واوضح انه في حال كان التدخل المسلح "قصيرا مع اهداف محددة" فلن يكون من الضروري "اللجوء إلى البنى العسكرية للحلف المخصصة اكثر للإشراف على عمليات معقدة طويلة المدى.وقال ان الحلف "يلعب بالفعل دوره" من خلال استخدامه "كمنتدى تشاوري بين الدول الحليفة" وكذلك من خلال نشره صواريخ باتريوت في جنوب تركيا لحماية هذا البلد العضو من هجوم سوري محتمل.واضاف "يمكنني ان اؤكد لكم بأن لدينا كل الخطط جاهزة للدفاع عن تركيا وحمايتها. في هذه المرحلة لا ارى ضرورة لاتخاذ تدابير جديدة". واوضح ان "هجوما ضد دولة حليفة يعني الهجوم على كل الدول الاعضاء" في الحلف.من ناحية أخرى تعتزم السلطات الروسية ارسال وفد برلماني إلى الولايات المتحدة لاجراء محادثات مع الكونجرس بشأن سوريا، في خطوة أيدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا. وقال بوتين لرئيسة مجلس الشيوخ الروسي فالنتينا ماتيفيينكو ورئيس مجلس النواب سيرجي ناريشكين ان "المبادرة صائبة وتأتي في وقتها المناسب".واضاف ان "اجراء حوار مباشر مع البرلمان الاميركي حول المشكلة السورية" سيشكل مساهمة مهمة للعلاقات الروسية الاميركية.وتهدف مبادرة الكرملين على ما يبدو الى اقناع الكونجرس الاميركي برفض طلب اوباما، رغم أن التاثير الذي يمكن ان يحدثه البرلمانيون الروس على نظرائهم الاميركيين غير مؤكد. وقالت ماتيفيينكو "نريد ان نخاطب مجلس الشيوخ والكونجرس" مشيرة الى ان الوفد سيحاول التوجه الى الولايات المتحدة قبل 9 سبتمبر وهو موعد عودة الكونجرس من اجازته.وفي السياق يشارك وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان جون كيري وتشاك هيجل في جلسة استماع برلمانية في مجلس الشيوخ الأميركي للدفاع عن القيام بتدخل عسكري في سوريا، بحسب ما اعلن مصدر برلماني.وصرح مصدر في مجلس الشيوخ ان المسؤولين سيقدمان شهادتهما امام لجنة الشؤون الخارجية. كما يشارك فيها ايضا رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي. وتندرج الجلسة في اطار الحملة المكثفة التي اطلقتها ادارة باراك اوباما لحث النواب المترددين في الكونجرس على دعم اللجوء الى القوة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.واجرى الرئيس الاميركي اتصالات فردية بالعديد من البرلمانيين في نهاية الاسبوع، ومثله نائب الرئيس جو بايدن.ويشهد مجلس الشيوخ الثلاثاء والاربعاء والجمعة جلسات استماع مغلقة.كذلك، التقى عضوا مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي جراهام اللذان يدعوان الى ضربة عسكرية واسعة النطاق في سوريا، الرئيس اوباما في البيت الابيض.
https://telegram.me/buratha