على وقع الاشتباكات العنيفة المندلعة في مناطق عدة على امتداد الأرض السورية، نوع آخر من الموت تسلل إلى بيوت 21 شخصاً فحصد أرواحهم بصمت، بواسطة سلاح جديد فتّاك. «خمر» يضمن الموت خلال ساعات قليلة.
وخلال اليومين الماضيين، استقبل المستشفى الوطني في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، ذات الغالبية الكردية والمسيحية، أكثر من 25 حالة لمواطنين أصيبوا بتسمم ناجم عن تناول مواد كحولية «مسمومة»، خسر منهم 11 شخصاً حياته، في حين تمكن أطباء المستشفى من إنقاذ حياة الآخرين.
مصدر طبي في المستشفى الوطني في القامشلي كشف لـ«السفير» أن التحاليل المبدئية بينت أن المصابين تناولوا مواد كحولية تحتوي على مادة الكحول الميتيلي (الميتانول) بدلاً من احتوائها على كحول ايتيلي (إيتانول)، موضحاً ان «الميتانول» يعتبر من المواد الشديدة السميّة، حيث تسبب الوفاة خلال ساعات قليلة من تناولها.
ويعاني من يتناول «الميتانول» خلال فترة وجيزة من غثيان ومغص شديد، يتلوه فقدان للبصر، ومن ثم موت حتمي، إذا لم يتم إسعافه. وعادة يتم إسعاف متناول هذه المادة الشديدة السمية عن طريق إعطاء المريض كميات من الكحول «الايتيلي» الذي يتفاعل مع الكحول «الميتيلي»، أو عن طريق عمليات غسيل كلية سريعة، لتخليص جسم الإنسان من هذه المادة السامة.
وفي السياق ذاته، يشير مصدر مسؤول في محافظة الحسكة لـ«السفير» إلى ان التحقيقات المبدئية في هذه القضية بينت أن جميع المصابين تناولوا أحد أنواع الخمور، يرجّح أنها قد صنعت في تركيا، مؤكداً أن من قام بتصنيع هذه المواد «شخص أقدم على فعلته بقصد القتل»، مستبعداً أن يكون الأمر جرى فقط بقصد الربح أو من باب «الغش».
ولا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها في سوريا، حيث سبق لمدينة حلب أن شهدت قبل نحو أربعة أشهر وفاة 10 مواطنين، وإصابة أكثر من 100، نتيجة تناولهم مواد كحولية محلية الصنع، قامت مجموعة من الأشخاص بتصنيعها في منطقة «الهلك» الخاضعة لسيطرة الارهابيين وتوزيعها قبل أن يفروا إلى تركيا، حسبما أكد مصدر مسؤول في محافظة حلب وفقا" للسفير.
https://telegram.me/buratha