اجتمع مبعوث السلام الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مع الرئيس السوري بشار الاسد، الأربعاء، في دمشق في محاولة لدعم جهود عقد محادثات السلام المتعثرة.
وقالت خولة مطر المتحدثة باسم الابراهيمي ان المبعوث الدولي اجتمع مع الاسد لكنها لم تذكر تفاصيل.
وتهدف محادثات "جنيف 2" المزمع إجراؤها في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الى بدء عملية سياسية الهادف الى ايجاد حل للازمة السورية.
ووصل الابراهيمي إلى دمشق يوم الإثنين 28 تشرين الاول/ أكتوبر بعد زيارته عواصم في الشرق الأوسط لبحث خطط عقد اجتماع جنيف2.
واجرى لقاءات الثلاثاء مع وزير الخارجية وليد المعلم وشخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان المعلم ابلغ الابراهيمي خلال لقائهما ان "سوريا ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض اي شكل من اشكال التدخل الخارجي".
وكان الاسد انهى في كانون الاول/ديسمبر 2012 لقاءه مع الابراهيمي عندما تطرق هذا الاخير الى مسالة ترشح الرئيس السوري مجددا الى الانتخابات المقبلة في العام 2014. ويعتبر النظام البحث في هذا الموضوع خطا احمر و"القرار فيه يعود للشعب السوري".
من جهة اخرى قال السفير الإيراني لدى سوريا اليوم الأربعاء إن بلاده ترحب بحضور مؤتمر جنيف2 للسلام للمساعدة في إنهاء الأزمة السياسية في سوريا.
وقال السفير محمد رضا شيباني بعد لقائه مع الاخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا إن غياب إيران لن يكون مفيدا للاجتماع.
وقالت واشنطن انها ستكون اكثر استعدادا لتقبل حضور إيران مؤتمر جنيف إذا ايدت علنا بيانا صدر عام 2012 يدعو إلى انتقال الحكم لسلطة انتقالية في سوريا.
ورفضت إيران أي شروط مسبقة لمشاركتها.
وفي هذا السياق اكدت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر رغبة الابراهيمي في ان تشارك السعودية في مؤتمر جنيف-2، في خضم تقارير صحافية عن استياء سعودي من الابراهيمي.
وقالت تعليقا على كلام نقل عن الابراهيمي في الصحافة اللبنانية اليوم وفيه انه انتقد "الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية" في سوريا، ان الابراهيمي "يقدر دور المملكة في اعطاء دفع لعملية السلام" في سوريا والمنطقة، و"يأمل بمشاركتها في مؤتمر جنيف-2" المحدد مبدئيا في 23 تشرين الثاني/نوفمبر.
وذكرت وسائل اعلام عربية خلال الايام الفائتة ان السعودية رفضت استقبال الموفد الدولي في اطار جولته حول مؤتمر جنيف-2 التي شملت مصر والعراق وايران وتركيا والعراق وقطر، وانها غير راضية عن تصريحاته في طهران التي قال فيها ان مشاركة ايران في مؤتمر السلام امر "طبيعي وضروري".
وبرز امس في واجهة الاحداث السورية صدور مرسوم رئاسي باعفاء نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل من منصبه، وذلك غداة الكشف عن لقاء عقده مع دبلوماسيين اميركيين.
واوضح بيان لرئاسة الحكومة ان سبب الاعفاء "غياب الدكتور قدري جميل عن مقر عمله ودون اذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها وقيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة".
واكدت وزارة الخارجية الاميركية حصول لقاء بين جميل والدبلوماسي روبرت فورد المكلف الملف السوري في جنيف.
ويشكل قدري جميل جزءا من "معارضة الداخل" في سوريا. وصرح جميل لقناة "الميادين" التي تتخذ من بيروت مقرا والقريبة من النظام السوري الثلاثاء انه "سيعود الى دمشق"، وان خلافه مع الحكومة السورية يعود الى رغبته "بالتفرغ للعمل السياسي والحزبي".
على الارض، تم اجلاء حوالى 500 مدني من النساء والاطفال والمسنين من مدينة معضمية الشام الواقعة جنوب غرب دمشق والمحاصرة منذ حوالي سنة من قوات النظام، بحسب ما ذكر ناشطون.
وتمت العملية الثلاثاء باشراف الهلال الاحمر السوري وبالتنسيق مع السلطات السورية.
وقال بيان صادر عن المجلس المحلي للمدينة الذي يتولى ادارة شؤونها ان المعارضة وافقت على هذا الاجلاء "على مضض" بسبب الحصار والفشل في ادخال مساعدات وغذاء الى المدينة.
وتمت في 12 تشرين الاول/اكتوبر عملية مماثلة اخرج خلالها ثلاثة الاف مدني من معضمية الشام، بحسب الامم المتحدة.
وفي 19 تشرين الاول/اكتوبر، طالبت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بوقف لاطلاق النار واقامة ممر انساني فوري لانقاذ ثلاثة الاف آخرين مدنيين محتجزين في المعضمية.
وتعرضت هذه المنطقة لهجوم بغاز السارين في 21 آب/اغسطس ادى الى مقتل المئات فيها والالاف في مناطق اخرى من ريف دمشق، واثار ادانات عالمية. وحملت المعارضة والدول الغربية النظام المسؤولية عن الهجوم.
https://telegram.me/buratha