فاطمة شعيب - جنوب لبنان على طول مسافة الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة الممتدة من الناقورة وحتى مزارع شبعا والبالغة تسعة وسبعين كيلومتراً، نشر العدو الصهيوني منذ اندحاره عن الجنوب في العام 2000 منظومة تجسسية يستهدف من خلالها السيطرة الكترونياً على مفاصل قطاع الاتصالات في الداخل اللبناني، فضلاً عن وضع مساحة واسعة من الاراضي اللبنانية تحت نظر عدسات التصوير النهارية والليلية الى جانب التغطية الكاملة التي يؤمنها المسح الجوي من خلال الاستباحة المتواصلة للطيران المعادي.
لم يوقف العدو نشاطاته التجسسية، فقد عمد مؤخراً الى تطوير منظومته من خلال تحويل آلات التصوير الى نظام "اتش دي" ذات الصور الثلاثية الابعاد، لتعتمد على اكثر من ستة عشرة نقطة مركزية على امتداد الحدود تظهر فيها الاعمدة العملاقة بشكل فاضح للعيان ابرزها موقع جل العلم في منطقة اللبونة قرب الناقورة وجبل الطيارات قرب يارون وجبل الباط قرب عيترون وموقع العباد قرب حولة وموقع رياق قرب المطلة وموقع الرادار عند مرتفعات مزارع شبعا.
كما تعتمد المنظومة على وضع اجهزة تنصت سرية داخل الاراضي اللبنانية تتخذ اشكالا مختلفة وقد تم اكتشاف العديد منها في ميس الجبل وديركيفا والزرارية وتم تفجيرها من قبل طائرات العدو.
وتشكّل المنظومة التجسسية الاسرائيلية غير السرية مادة كافية لإدانة العدو لما تمثّله من انتهاك صارخ للسيادة والخصوصية اللبنانية.يذكر أن المنظومة كانت تعتمد في فترة ما بعد تحرير الجنوب، على تثبيت رادارات وآلات تصوير وشبكات تنصت لتسجيل الحركة والتقاط ذبذبات التخابر الصوتي عبر توجيه الصحون اللاقطة وتصويبها نحو شبكات إرسال الخليوي في المناطق اللبنانية إضافة الى أجهزة تلتقط الموجات الصوتية المنخفضة لالتقاط التخابر عبر الأجهزة اللاسلكية.