في مقابلة مع القناة الثانية العبرية، أطلق وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مؤخراً جملة من المواقف غير المسبوقة، شدد فيها على ضرورة أن تخلي إسرائيل تواجدها العسكري في غور الأردن، وهي المنطقة التي أعلن نتنياهو قبل أيام أنها ستبقى لضرورات أمنية تحت السيادة والسيطرة الإسرائيليتين إلى الأبد. وبحسب كيري، يجب العمل فورا على مناقشة مستقبل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، و«إذا لم نعمل على إيجاد حل لقضية المستوطنات، ومن سيعيش هناك، وأين وكيف، وإذا لم يحل السلام تحت قيادة ملتزمة ولا تؤمن بالعنف، فسنجد أنفسنا في مواجهة قيادة لا تدعو إلى السلام».
وتساءل كيري «هل تريد إسرائيل بالفعل أن تواجه اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة؟ لأننا إن لم نقدم على حل القضايا الخلافية، وإذا لم نوجد وسيلة لصنع السلام، فهذا ما سيحدث، بل وستواجه إسرائيل حملة متزايدة ضدها حول العالم، لنزع الشرعية عنها»، مضيفا إن فشل المفاوضات يمكن أن يمس سكان المنطقة وسيسلب من الجمهور فرصة العيش بسلام.
ونفى كيري أن يكون الطرفان قد اتفقا على أن البناء في المستوطنات، مقابل تحرير الأسرى الفلسطينيين. وقال «أنا لا أستطيع أن أصادق على هذا الكلام، إنه كلام غير صحيح، ولم يكن هناك اتفاق ينص على ذلك، الاتفاق الدقيق كان تحرير 104 فلسطينيين موجودين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، وأن يتم إطلاق سراحهم مقابل أن تمتنع السلطة الفلسطينية عن التوجه إلى الأمم المتحدة في هذه الفترة الزمنية».
وأضاف كيري «نحن في الولايات المتحدة، لا نوافق على مسألة البناء في المستوطنات، ونقول نفس ما تقوله السلطة الفلسطينية، إذ لا نؤمن بأن المستوطنات شرعية، ونؤمن أن كل عملية السلام ستكون أسهل من دونها».
وتوجه كيري إلى الطرف الإسرائيلي تحديدا، بالقول: «إذا كنت تقول إنك تعمل من أجل السلام، وتريد السلام في (دولة) فلسطين، فكيف تستطيع القول بأنك تخطط للبناء في المكان الذي سيكون مستقبلا أرض (دولة) فلسطين، وأنا أعتقد أن هذا الأمر يوجه رسالة بأن الإسرائيليين ربما ليسوا في الواقع جديين»، مضيفا «نحن نفهم الضغوط القائمة ونفهم أنه يوجد في الحكومة الإسرائيلية أشخاص يملكون رؤى مختلفة، لكن وعندما يتم التوصل إلى اتفاق، فالجميع سيفهم أين تقع فلسطين وأين تقع إسرائيل»، في إشارة منه إلى أن الاتفاق يجب أن يشمل تحديدا لحدود الدولة الفلسطينية العتيدة.
ورفض كيري ما يقال عن أن إسرائيل يمكن أن تتعايش مع فشل المفاوضات، مشيرا إلى أن «المشاكل لا يمكن أن تحل من خلال حل الدولة الواحدة، ولا يمكن أن يكون هناك سلام وفقا للدولة الواحدة، لا يمكن ضم أناس إلى دولة رغما عن إرادتهم، وهذا ببساطة غير واقعي، وكل من يتحدث عن ذلك، لا يفهم عما يتحدث».
من جهة أخرى كشف مصدر أمريكي مطلع لـ"المنار" أن الرئيس باراك أوباما لا يؤمن بوجود فرصة للتوصل إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو لا يرغب في ممارسة أية ضغوط على إسرائيل في هذا الاتجاه، وأن ما يسعى إليه الرئيس الأمريكي هو ضمان هدوء شكلي ومصطنع في ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي لن يسمح بـ"إطالة ومد الحبل أكثر من حول عنق رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري"
وأضاف المصدر: إن هناك مواجهة حقيقية تدور من وراء الكواليس بين أمريكا وإسرائيل حول الملف النووي الإيراني، وعلى الجانب الفلسطيني ألا ينتظر بأن تخوض واشنطن مواجهة أخرى مع إسرائيل على جبهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأشار المصدر إلى أن أية تسهيلات أمريكية قد تقدم إلى تل أبيب ستكون على حساب الفلسطينيين!!.
10/5/13119
https://telegram.me/buratha