اقترب الجيش العربي السوري عبر عملياته العسكرية الأخيرة من إحكام قبضته بشكل نهائي على خطوط إمداد مسلحي حلب القادمة من الريفين الشمالي والشرقي عبر تركيا، ما سيغير معادلة القتال وينهيه لمصلحة الجيش.
وقالت مصادر متابعة لعمليات الجيش لـ«الوطن»: إنه بصدد فرض أمر واقع جديد على المسلحين داخل مدينة حلب بقطع خطوط تعزيزاتهم اللوجستية بالسلاح والذخيرة والمقاتلين العرب والأجانب بعدما فرض سيطرته بشكل شبه مطلق على ريف حلب الشرقي وأقام حائط صد في وجه الإمدادات التي مصدرها ريف حماة الشرقي بمد نفوذه على طريق «سلمية أثريا- خناصر» وصولاً إلى السفيرة فتل عرن وتل حاصل اللتين هما قاب قوسين أو أدنى من عودتهما إلى حضن الجيش.
وباستعادة اللواء 80 وكتيبة تل حاصل للدفاع الجوي ومحطة الـ«إف إم» وشركة رودكو ومحطة وقود المنار ومعامل فلاحة، والسيطرة على الطريق الدولي حلب- الرقة في المنطقة الممتدة بين جسر المطار ومفرق السفيرة، يكرس الجيش سيطرته على طول خط إمداد المسلحين في الريف الشرقي ويتبقى أن يستكمل تطهيره لمحيط اللواء 80 الذي كان موكلاً إليه حماية أمن مطاري حلب الدولي و«النيرب» العسكري بالإضافة إلى السيطرة على عقدة معمل الجرارات الحيوية التي تدور معارك طاحنة راهناً للاستيلاء عليها.
وأدت العملية التي أنجزتها القوات المسلحة بمهارة وحرفية عالية بالسيطرة على منطقة النقارين والمواصلات الجديدة، إلى قطع خطوط إمداد مسلحي حلب من طريق مدينة الباب التي انشغلت فصائلها المسلحة بإقامة خطوط الدفاع عنها إثر معلومات عن نية الجيش التقدم باتجاهها.
وقال مصدر عسكري في تصريح لـ«سانا»: إنه تم تدمير كميات كبيرة من أسلحة الإرهابيين وذخيرتهم وتفكيك مئات العبوات الناسفة التي زرعوها في المنطقة لإعاقة تقدم جيشنا الباسل، مشيراً إلى أنه تم القضاء على مجموعات إرهابية مسلحة في كويرس وعربيد وكصكيص والجديدة وكفر داعل وسجن حلب المركزي ومحيط مشفى الكندي والمنصورة ومحيط معامل الجرارات والكابلات والمحالج.
أما على خط التماس مع الريف الشمالي، فأقامت وحدات الجيش سداً منيعاً في وجه تعزيزات المسلحين نحو الأحياء الآمنة غربي المدينة بعد بسط نفوذها على الطريق الحيوي بين مستديرتي شيحان والليرمون وجزء من حي بني زيد ومعامل منطقة الشقيف الصناعية.
وأوضح خبير عسكري لـ«الوطن» أن السبيل الوحيد المتبقي لإمدادات المسلحين يمر من مستديرة الجندول شمال شرق المدينة باتجاه منطقة المسلمية مروراً بسجن حلب المركزي الذي يعاني نزلاؤه الويلات على يد المسلحين الذين يحاصرونه منذ نحو 8 أشهر «ويفترض أن تكون العملية المقبلة للجيش فك الحصار عن السجن وقطع خط الإمداد الأخير».
4/5/131111
https://telegram.me/buratha