قبل مقتله بأيام، بدا "محمد سعيد"، مراسل «العربية» في حلب، مضطربا وقلقا، وكأنه يدرك ما ينتظره. فقد وصله تهديد مباشر من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بترك العمل في قناة «العربية».
أربعة مسلحين أطلقوا عليه النار من مسدس كاتم للصوت أثناء وجوده في محل حلاقة بمدينة حريتان بريف حلب، والتي ينشط فيها وبقوة تنظيم «داعش».
وقال موقع «العربية.نت» إن مسلحين مجهولين اغتالوا الصحافي محمد سعيد في ريف حلب بمسدس كاتم للصوت، وإنه عمل مع وسائل إعلام عدة خلال الازمة وأعد عشرات التقارير المصورة والمكتوبة.
كل الاتهامات وجهت على الفور لـ«داعش»، فبصمات التنظيم واضحة، ومنذ سيطرتها على ريف حلب في الأشهر الثلاثة الأخيرة تعرض عشرات الصحافيين والناشطين للخطف والتهديد المباشر.
كما أن قادتها يعلنون محاربتهم لكل قنوات الإعلام «العلماني»، كما يصفونه.
ويشهرون عداءهم لكل من لم ينتم ويخضع لسلطتهم ودولتهم، بدءا من منظمات الإغاثة والناشطين، ووصولا إلى بقية الفصائل الإسلامية وأهمها «جبهة النصرة»، والتي حاول زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حل خلافاتها منذ أشهر، إلا أنهم (عناصر «داعش») تمردوا حتى على قرار الظواهري.
ودفع ذلك الكثيرين إلى التساؤل، فإذا كانت «داعش» غير قادرة على التفاهم حتى مع جبهة النصرة ومع الظواهري، فكيف ستتفاهم مع بقية الفصائل الإسلامية والجيش الحر؟ وكيف ستتفاهم مع الناشطين والصحافيين ومنظمات المجتمع المدني؟
والتهديدات الرهيبة التي تواجه الصحافيين من جانب «داعش» وحالة الفوضى السائدة، أجبرت معظم الناشطين والعاملين مع القنوات الإعلامية على النزوح نحو تركيا التي وصلها قبل أسبوع نحو 15 ناشطا. أما من بقي في حلب فقد أعلن على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تجميد ممارسته للعمل الصحافي مع القنوات التي لا تروق لـ«داعش».
...................
2/5/131111
https://telegram.me/buratha