نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم الخميس تحقيقاً عن تقديرات للاستخبارات البريطانية مفادها ان ما بين 200 و300 مواطن بريطاني سافروا للقتال في سوريا وان هؤلاء وغيرهم من مواطني من دول اوروبية يشاركون في الحرب السورية يمكن ان يشكلوا خطراً على الدول الغربية بعد عودتهم الى بلدانهم. وفي ما يلي نص التقرير:"لقي اربعة بريطانيين متطرفين حتفهم في القتال في صفوف مقاتلين مرتبطين بـ"القاعدة" في سوريا وسط مخاوف من ان الجهاديين العائدين من الحرب يشكلون خطراً ارهابياً متزايداً.
وقتل ثلاثة من الرجال، الذين يعتقدون انهم جميعاً من لندن، بينما كانت مجموعتهم تهاجم قوات موالية للرئيس الاسد قرب حلب. وقتل الرابع بالرصاص بعد اسبوعين على ذلك بينما كان يحاول نصب كمين لموقع معاد.
كانوا جزءاً من مجموعة من عشرة جهاديين بريطانيين قاتلوا معاً وانضموا الى 20 بريطانياً آخر ليقاتلوا مع جبهة النصرة المتحالفة مع "القاعدة".
وتقدر الاستخبارات الداخلية اليريطانية (ام آي5) ان ما بين 200 و300 شاب بريطاني قد سافروا الى سوريا ليقاتلوا هناك، وهو ما سبب قلقاً في دوائر الأمن من التهديد الذي يشكلونه عندما يعودون الى البلاد.
وقال مصدر أمني: "بعض اولئك الذين ذهبوا في المراحل الباكرة من الصراع تمكنوا من العودة الى بريطانيا، واستمالة آخرين للتطرف، والعودة مرة اخرى الى سوريا يتبعهم آخرون".
وتخشى اجهزة الأمن من ان البريطانيين يستخدمون خبرتهم القتالية الى جانب قوات مرتبطة بـ"القاعدة" لنشر الجهاد واعطاء تدريب على الاسلحة لآخرين عندما يعودون الى بريطانيا.
واعتقل رجلان عادا من سوريا في وسط لندن الشهر الماضي بعد ما زعم من صلتهما بمؤامرة ارهابية.
وقتل محمد الاعرج، 23، من حي لادبروك غروف في غرب لندن، وهو يحاول نصب كمين لقوات موالية للأسد في آب (اغسطس)، حسب ما تبين امس.
وكان يطلق على نفسه اسم "ابو خالد" وتظهره الصور الملتقطة في سوريا مرتدياً بزة شبه عسكرية وحاملاً بندقية "كلاشنيكوف". وكان الاعرج، وهو ابن تاجر تحف قديمة، قد سجن لمدة 18 شهراً في 2010 بعد اعتقاله خلال احتجاج عنيف خارج السفارة الاسرائيلية في لندن.
ويوم 17 آب (اغسطس)، بعد وقت قصير على مقتله، نشرت شقيقته نور تغريدة على تويتر تقول: "الحب الذي كنت اكنه له لن يفهمه احد ابداً".
وقال صديق للعائلة طلب عدم ذكر اسمه: "لم اعتقد قط ان هذا الشخص يمكن ان يفعل شيئا كهذا، لكنه قام به لانه فارغ. قبل نحو ثلاث سنوات بدأ يذهب الى مسجد ثم بدأ يقول كل تلك الاشياء الجنونية عن الاسلام".
قاتل الاعرج الى جانب الرجال الثلاثة الآخرين الذين قتلوا بقذيفة قبل اسبوعين على مقتله، الى جانب تسعة مقاتلين من جنسيات اخرى. وجرح ثلاثة بريطانيين آخرين في الانفجار وما زال احدهم في المستشفى في سوريا. وقال مصدر في سوريا التقى القتلى الثلاثة: "كانوا يعدون للقيام بعملية عندما حصل انفجار كبير، اكبر من ان يكون ناتجاً عن قذيفة هاون، ولكنه إما قذيفة او صاروخ من طائرة".
ومن بين القتلى رجل يطلق على نفسه اسم "ابو حجامة البريطاني". ويرى في احدى الصورمرتدياً ملابس شبه عسكرية وحاملاً بندقية "اي كي 47" وتحتها عبارة "ISIS (الدولة الاسلامية في العراق والشام) من غرب لندن"، في اشارة الى التنظيم الوثيق التحالف مع "القاعدة". ويقول تعليق انه من منطقة هاونسلو في غرب لندن.
والبريطاني الوحيد الآخر الذي عُرِفَ انه قتل في الصراع في سوريا، ابراهيم المزواقي، 21، من شمال لندن، قتل في شباط (فبراير). وكان هذا الخريج من جامعة هارتفودشاير، وهو من اصل ليبي، قد قاتل في الصراع في 2011 قبل الانتقال الى سوريا قائلاً لعائلته انه يقوم بعمل خيري هناك.
وقال رافيللو بانتوتشي من معهد افرع الجيش الملكية الموحدة ان عدداً متزايداً من الوفيات في صفوف المقاتلين البريطانيين في سوريا يمكن ان يؤدي الى تزايد خطر وقوع هجوم ارهابي في بريطانيا.
واوضح: "يزداد احتمال ان يقرر احد ما انهم يريدون معاقبة الغرب على الوقوف ساكناً بينما يستمر القتل والتدمير في سوريا، مثلما يستمر خطر احتمال ان تقرر جماعات في ساحة المعركة تمييز نفسها باستخدام مجندين اجانب لشن هجمات في الغرب".
وقال شيراز ماهر، وهو زميل في المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينغز كوليدج في لندن: "اوضح بريطانيون كثيرون انهم ينوون البقاء في سوريا والسعي الى الشهادة ولكنهم شبان وغاضبون ويمكن ان يتحول ذلك الحماس وان يعودوا ليهاجموا الغرب".
ويقول جهاديون بريطانيون اجريت معهم مقابلات في سوريا انهم يخوضون كفاحاً للاطاحة بنظام الاسد واقامة دولة اسلامية في سوريا. ويعبر معظمهم الى ذلك البلد من تركيا، وكثيراً ما يتظاهرون بانهم عاملون خيريون.
واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء ان الحكومة تعتزم انفاق مليون جنيه لامداد الجماعات السورية المعارضة غير المرتبطة بـ"نشاطات متطرفة" بمعدات.
ويعتبر تدويل الصراع ووحشيته المتزايدة من بين دواعي القلق الاساسية لاجهزة الأمن التي ترى انه صراع يتوسع ويتحول الى النوع الذي ابتليت به افغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
وكان الرجال البريطانيون الذين قتلوا جزءاً من جماعة مقاتلين اجانب في سوريا اعطوا مقابلات في ايلول (سبتمبر) عن استعدادهم للتضحية بحياتهم في القتال لجعل البلاد دولة اسلامية. وادعوا ان المخاوف من عودتهم لشن هجوم في بريطانيا مبالغ فيها.
وتأتي تفاصيل موت اولئك الاربعة فيما اسقطت التهم عن رجلين بريطانيين، احدهما طبيب في الخدمة الصحية العامة، بانهما جزء من مجموعة جهادية اختطفت المصور البريطاني جون كانتيل وزميلاً هولندياً. ويعتقد ان بعض البريطانيين التسعة في مجموعة الخاطفين ما زالوا في سوريا".
16/5/131122
https://telegram.me/buratha