عباس ضاهر
لا تبدو المعركة التي شنّها المسلحون في الغوطة الشرقية بريف دمشق في الأسابيع الماضية هي الأخيرة. يحضّر المسلحون لعملياتٍ مشابهة في أمكنة أخرى. يتحدّث المطلعون في سوريا عن أوامر سعودية أتت للمجموعات بالتجهيز الدائم لشنّ عمليات دائمة في كل الظروف مهما كانت الكلفة أو النتائج طيلة الفترة الفاصلة عن مؤتمر ” جنيف 2″.
وصلت معلومات في الأيام الماضية إلى السلطات السورية تفيد عن إستعداد المسلحين لخوض معارك جانبية تحت عنوان “معارك الإلهاء”، لإشغال الجيش السوري في مناطق “ليست إستراتيجية” والتحضير لمحاولة إقتحام العاصمة من جديد.
ما حصل في عدرا العمالية بريف العاصمة كان نموذجاً قد يتكرر في مناطق مشابهة. هدف المجموعات المسلحة تشتيت قوة الجيش السوري من خلال تنفيذ عمليات قتل جماعية ذات طابع طائفي ومذهبي في الشكل، لتشكيل عوامل ضغط شعبية على الجيش طلباً للمساعدة في تلك المناطق وسحب العناصر العسكرية من الجبهات الاساسية.
تتحدث المعلومات عن أن الخطر يكمن في منطقة دوما أساساً التي تحوي آلاف المسلحين. منها إنطلقت المجموعات نحو عدرا لتنفيذ الجرائم وترويع الناس. ساعد المسلحين مواطنون يقطنون في عدرا من خلال إرشادهم إلى منازل الموالين للدولة السورية أو الموظفين في الدوائر الحكومية. يقول المطلعون أنّ المفاجأة حصلت حينما قاتل عشرات ممّن كان شملهم قرار العفو الرئاسي في المدة الأخيرة إلى جانب المسلحين. هنا يشير المطلعون أنفسهم الى مسألة لافتة: عودة أعداد كبيرة من المنشقين الى صفوف الجيش السوري النظامي في ريف العاصمة ومعظمهم من منطقة دوما وضواحيها بعد الاستفادة من مرسوم العفو العام. يتحدث العسكريون عن خشية لديهم من عودة هؤلاء: “لا ثقة بمن انشقّ وترك الجيش في أصعب المراحل وانضمّ إلى صفوف المسلحين”.
يتداول المطلعون معلومات عن خطة خطيرة يحضّر لها المسلحون في المناطق المحاذية للعاصمة لشن هجوم على مناطق مثل برزة أو القابون نحو دمشق. التجربة تتكرر كما حصل في الغوطة لتخفيف الضغط أولا عن القلمون ومحاولة فك الطوق الذي يقيمه الجيش في الغوطة ثانياً، والاستفادة معنوياً من تحقيق خطوة ما بعد تراجع قدرات المسلحين في معظم المناطق السورية.
في قلب دمشق تبدو الحياة طبيعية جداً. قذائف الهاون ترتدّ سلباً على المسلحين. يتحدث الدمشقيون عن غياب أي أثر “للجيش الحر”. لم يعد موجوداً كما كان يروج له المعارضون على مواقع التواصل الإجتماعي. باتت اللعبة محصورة بين مسلحين ينتمون لمجموعات متطرفة والجيش. معظم الدمشقيين يجزمون أنّ لا إمكانية لدخول المقاتلين إلى العاصمة: “تحدثوا مراراً عن التحضي%
27/5/131219
https://telegram.me/buratha