أكد السفير الاميركي الأسبق في العراق، رايان كروكر، اليوم الاحد، ان الولايات المتحدة الاميركية "قللت" من قدرة الرئيس السوري بشار الاسد على "الصمود"، وشدد على ضرورة "الأخذ بنظر الإعتبار مستقبلاً لسوريا يتضمن بقائه"، وفي حين أكد الحاجة الى التوصل إلى إتفاقات مع "مستقبل يتضمن الأسد"، لفت الى أن البديل الآخر هو "دولة عربية مهمة في أيدي القاعدة وهي اسوأ من الاسد السيء".
وقال السفير الأسبق للولايات المتحدة في العراق وافغانستان وباكستان وسوريا والكويت ولبنان، رايان كروكر في مقال نشرته صحيفة (النيويورك تايمز)، "لقد حان الوقت لكي نأخذ بنظر الإعتبار مستقبلاً لسوريا لايتضمن طرد بشار الأسد"، موضحا أن "هذا وعلى نحو شديد الإحتمال، ما سيكون عليه المستقبل".
وأضاف كروكر وهو مسؤول قسم الدراسات في كلية (بوش) للأشغال الحكوميّة والعامة في جامعة تكساس (أ آند أم)، أن "التصريح الواضح والجريء للرئيس أوباما، في عام 2011، الذي أعلن فيه إن على الأسد أن يرحل، قد إنتهك المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية"، مشيرا إلى انه "إذا كنت تصرّح بخطّة عمل سياسية فلقد كان من الأفضل عليك أن تكون متأكداً من إنّك تمتلك الوسائل الكفيلة بتحقيقها ونحن في سوريا بكل وضوح لم نفعل ذلك".
وتابع السفير الاميركي الأسبق "لقد قللنا من قدرته على الصمود وعلينا أن نتقبل حقيقة بقاءه"، لافتا الى أن "البديل الآخر هو دولة عربية مهمّة في أيدي تنظيم القاعدة".
واشار كروكو الى أن "معظم العناصر المتطرفة التي لها صلات بالقاعدة هي من تولّى زمام السيطرة على المعارضة"، مبينا أنه "لم يعدّ أمراً مفاجئاً أن تقف إيران وذراعها حزب الله اللبناني إلى جانب الأسد، العلوية، الفرقة الشيعية، هم الحلفاء الوحيدون لإيران في البحر السنّي المعادي".
وأكد كروكر أن "روسيا أحبطت قرار مجلس الأمن، الفصل السابع، لانّ تأثير صعود الراديكالية السنيّة في دمشق على الشيشان وداغستان، هي واحدة من أسوأ كوابيس موسكو"، معربا عن إعتقاده بان "الأسد وهو الأفضل تسليحاً وتنظّيماً ودعماً وإقداماً، ليس براحل، بل من المرجح، إنّه سيستعيد البلاد شبراً شبراً بالدماء".
وأوضح كروكر أن "القاعدة ربما ستسيطر على بضع مقاطعات في الشمال لكنّ الأسد سيحتفظ بدمشق"، متساءلا "هل نحن حقاً نريد الخيار الآخر بأن يكون قُطُر مهم في قلب العالم العربي في أيدي القاعدة"، مؤكدا في الوقت ذاته "اننا نحتاج أن نتوصل إلى إتفاقات مع مستقبل يتضمن الأسد"، داعيا الى "الانتباه إلى إنّه بقدر ما هو سيء فإنّ هناك من هو أسوأ".
يذكر أن السفير كروكر، 59 عاما، اصبح سفيرا لبلاده في بغداد في اذار 2007 خلفا للسفير زلماي، ويعد احد اكثر الدبلوماسيين خبرة بشؤون الشرق الاوسط،، وخدم سفيرا في لبنان، وسوريا، والكويت، كما كان سفيرا في باكستان قبل تعيينه في العراق.
وكان المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) حذر، في (13 كانون الاول 2013)، من "تفتت "الدولة السورية، وبين أن انتصار الرئيس بشار الأسد سيكون "الحلّ الأنسب والأقل ضررا بين ثلاث سيناريوهات مرعبة جدا جدا"، وفي حين أكد أن المعارضة "لن تحقق أي انتصار"، لفت الى أن الكلفة الأخلاقية والإنسانية لاستمرار المعارك "ستكون باهظة جدا".
وكان دبلوماسي امريكي اعلن، في (11 كانون الاول 2013)، أن الولايات المتحدة "اوقفت مساعداتها غير العسكرية لشمال سوريا"، وعزا السبب الى "سيطرة قوات الجبهة الاسلامية على مقرات تابعة للمعارضة"، لافتا الى أن المساعدات الانسانية "لن تتأثر بالقرار" كونها توزع عبر منظمات دولية .
https://telegram.me/buratha