سوريا - لبنان - فلسطين

هل تنجح الديبلوماسية الروسية بحلحلة عقد «جنيف – 2»؟

927 13:10:00 2013-12-23

 

شهرٌ واحد يفصل المجتمع الدولي عن استحقاق «جنيف – 2» في 22 تشرين الثاني المقبل، لكنّ مؤشرات حراك الدول الخارجية المعنية بالأزمة السورية ومواقف الأطراف الداخليين المتصارعين تدلّ على أنّ الأيام المقبلة ستكون مليئة بمفاجآت ستُحدّد مصير المؤتمر.

لا شك في أنّ مروحة المواقف الروسية منذ بدء الازمة السورية في آذار 2011، جعلت موسكو واحداً من المفاتيح الأساسية للحلّ، إن لم نقل المفتاح الوحيد في ظلّ تطورات على المستويات كافة، ما يجعل النهج الروسي المتبع بوصلةً لخريطة الحدث السوري.

تعكس لقاءات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاخيرة في جنيف مع مَن وصفهم بزعماء المعارضة السورية، بوضوح، أنّ الحراك الدولي في فلك مؤتمر جنيف لا يزال في المربع الاول، في اعتبار أنّ أقطاب المعارضة المذكورين لم يكونوا يوماً ضد الحوار مع النظام السوري، بل كانوا من الداعين الى الحوار قبل موافقة دمشق على المشاركة في “جنيف – 2″.

ما يعني أنّ الاتصالات الديبلوماسية القائمة لم تتوصل الى تحقيق تقدّم يُذكر، لأنّ العقدة الاساسية كانت ولا تزال في مواقف الائتلاف السوري المعارض الذي لم يُحدِّد الى الآن قاعدة موحَّدة لمشاركته، ولا سيما أنّ الإئتلاف هو الطرف المعارض الوحيد من بين اطراف المعارضة السوريين الذي يضمّ في مكوّناته فصيلاً عسكرياً يتمثل بالجيش السوري الحر.

وتعتبر أوساط الخارجية الروسية أنّ الائتلاف السوري لم يقدِّم الى الآن قائمةً بأسماء أعضائه الذين سيشاركون في اعمال “جنيف – 2″، الامر الذي يشير الى تردّده في المشاركة وتمسكه بعدم خوض حوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، ما سيفرغ المؤتمر من مضمونه، لأنّ الحوار سيقتصر على النظام السوري والمعارضة الداخلية التي تتمثل بعض أطرافها في الحكومة السورية الحالية، ما سيجعل “جنيف” عاجزاً عن اتخاذ قرارات واقعية قابلة للتنفيذ على الارض.

ولا تشكل ازمة مشاركة الائتلاف العائق امام “جنيف – 2″، فالديبلوماسية الروسية تحاول بقنوات مختلفة الضغطَ على الولايات المتحدة الأميركية لتقنع حلفاءها في المنطقة بضرورة مشاركة الجمهورية الاسلامية الإيرانية، لكنّ المحاولات الاميركية باءت بالفشل وخصوصاً مع الرياض التي لا ترى دوراً للأسد في ايٍّ من الحلول المطروحة على طاولة جنيف، وتؤكد أوساط الخارجية الروسية المتابعة لاجتماعات جنيف أنّ رفض الولايات المتحدة مشاركة ايران نابع من مواقف بعض حلفائها في المنطقة، لأنّ الأميركيين يدركون ضمناً أهمية المشاركة الإيرانية انطلاقاً من دور طهران أكان على المستوى السياسي مع دمشق او على المستوى الميداني، وحتى أنّ بعض الأطراف الغربيين يشجع على مشاركة طهران لأنهم يتوقعون انتزاع تنازلات منها في الملف السوري مقابل تسهيل الحلول امام تسوية ازمة ملفها النووي.

وترى المصادر أنّ بعض الأطراف العربيين والإقليميين لا يزالون يراهنون على الحل العسكري رغم أنّ مجموعة ما يُعرف بـ”أصدقاء سوريا” قد تخلَّت عن فكرة تقديم اسلحة متطورة الى المعارضة خوفاً من وقوعها في أيدي المنظمات الارهابية المتشدّدة، التي تحاول إقامة دولة لها على اجزاء من الاراضي السورية.

وتؤكد الأوساط أنّ “الرهان على السيناريوهات العسكرية من شأنه تحويل منطقة الشرق الأوسط، ساحةَ مواجهة على خلفيات مذهبية وعرقية، لذلك تتمسك موسكو بضرورة مشاركة إيران والسعودية في “جنيف – 2″ لتحقيق نتائج إيجابية على اعتبار أنهما الطرفان الأكثر تأثيراً على كل المستويات في سوريا، ومن دونهما سيفقد المؤتمر القدرة على اتخاذ القرارات وترجمتها على الارض.

19/5/131223

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك