سوريا - لبنان - فلسطين

عملية خاطفة للجيش السوري قرب الحدود مع لبنان تقطع التواصل بين عرسال و القلمون

1082 18:45:00 2014-01-30

حسين مرتضى

بعد أشهر من عملية الدفاع الاستراتيجية التي نفذها الجيش السوري وتنظيفه مناطق الريف الجنوبي لمدينة حمص، وتحديداً القصير وريفها، وضبطه للمعابر الحدودية الشرعية منها وغير الشرعية، مازال الجيش السوري يمتلك زمام المبادرة الميدانية، ويملك من القوى النارية والتكتيكات العسكرية، ما يجعله قادراً على تنفيذ عمليات أكبر وأوسع، مستخدماً مواطن القوة والإمكانيات التي بدأت تتكشف اسرارها بعد معركة القصير، ويطلق العنان لما خفي منها.

100

أهم تلك الاسرار التي مازالت تبحث من قبل الدول الداعمة للمجموعات المسلحة، التكتيكات النارية، والقدرة على المناورة القتالية بالوسائط والنيران، وأسلوب التنفيذ والتخطيط والتوقيت لكمائن، اتقن تكييفها مع طبيعة جغرافية وديمغرافية في مناطق معقدة، كما حدث في كمين مطار الضبعة، عندما تظاهر الجيش السوري بالانسحاب، وادخل المجموعات المسلحة في دائرة الكمين وقتل العشرات منهم.

الاسقاط الحقيقي للمشروع الذي كان يمتد من بلدة عرسال اللبنانية، نحو مشاريع القاع وجوسية ووادي خالد، وصولاً إلى تلكلخ وقلعة الحصن، على امتداد الحدود اللبنانية، ساهم بشكل فعال في  تجفيف منابع وخطوط الإمداد القادمة عبر القصير إلى منطقة القلمون والصحراء السورية، وحتى بعض أحياء ريف حمص التي بدأت تنهار كالرستن والحولة والحصن وتفاوض بعض قراها مع الدولة السورية من أجل تسليم المسلحين اسلحتهم وانفسهم للجيش السوري.

لذلك، لم تستطع المجموعات المسلحة تجاوز تلك المعركة الحقيقية، ولا خسارتها ذلك المحور الاستراتيجي، فعاد المسلحون للمحاولة واكثر من مرة، لوصل غرب القصير بلبنان عبر بلدة هيت، ولم ينجحوا، وبعد معركة القلمون مباشرة، حاولت المجموعات المسلحة، الدخول إلى ريف القصير عبر معبر جوسية، إلا أن الكمائن وتكتيكها المتبع من قبل الجيش السوري، افشل جميع المحاولات ما جعل المسلحين يضربون بسيارتهم المفخخة في بيروت والهرمل.

رغم معرفة المجموعات المسلحة أن تلك المنطقة تشهد قدرة للجيش السوري على ضبطها، وإغلاقها، إلا انها بقيت تحاول الوصول إلى معبر جوسية، المنطقة التي اعتقد المسلحون أنها الأسهل لعبورهم كونها منطقة سهيلة تتصل بمشاريع القاع ومنطقة عرسال اللبنانية الخزان الرئيس للمجموعات المسلحة، إلا انها كانت وبعد عدة كمائن وقعت فيها بدأت تستخدم تلال النعيمات، ممراً التفافياً للوصول الى معبر جوسيه. مستثمرة التضاريس الجبلية، ومستفيدة من قربها من عرسال اللبنانية، وبعدها عن منطقة تل الحنش والحاجز 14، والتي تشرف على مناطق واسعة في ريف القصير.

إلا أن الجيش السوري المصمم على ضبط الحدود، وعدم السماح بأي خرق، بعد المكاسب العسكرية التي حققها من معركة القصير وضبط الحدود، بدأ وبشكل مفاجئ عملية خاطفة استطاع خلالها تركيز نقاط جديدة وتنظيف مناطق واسعة من تلال النعيمات والعبودية جنوب شرق جوسية بعرض 7 كلم وعمق 27 كلم، تلك المناطق والتي يتجمع المسلحون القادمين من عرسال اللبنانية، فيها والتوجه نحو عدة مناطق منها معبر جوسية ومعبر العبودية واحياناً نحو وادي خالد وتل كلخ، كما تستخدمها المجموعات المسلحة كمنصات اطلاق صواريخ، على مناطق عديدة في البقاع اللبناني ومنها مدينة الهرمل، فيما انشأ فيها عدة غرف عمليات وبث منها عدد من التسجيلات الصوتية لقادة في المجموعات المسلحة.

هذه المنطقة شهدت وبحسب مصدر عسكري اكثر من ستين كميناً ناجحاً، استطاع الجيش السوري من خلاله التصدي لمجموعات مسلحة حاولت التسلل نحو عمق الاراضي السورية، فيما اضاف المصدر أن الجيش السوري استطاع استهداف عدد من ارتال السيارات في منطقة النعيمات السورية، والتي تعتبر من أكثر التضاريس وعورة، ويؤكد أن المجموعات المسلحة تحاول الانتحار جماعياً حين تحاول التسلل من ذلك المحور، كون الجيش السوري مصمم على تجفيف منابع الامداد اللوجستي للمسلحين، عبر هذا المحور، و المحاور الاخرى المنتشرة عبر جبال القلمون.

21/5/140130

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك