سوريا - لبنان - فلسطين

أجتماع أمني أوروبي بمشاركة إقليمية ولبنانية: إنذار مبكر لمواجهة «الجهاديين» الغربيين

982 07:57:00 2014-02-12

وسيم ابراهيم

لم تعد المشاورات واللقاءات الجانبية كافية لتطويق ظاهرة «المقاتلين الأجانب» في سوريا، لذلك عقدت دائرة مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي الاجتماع الأول من نوعه لضباط أمن أوروبيين، مع نظرائهم في لبنان والأردن والعراق وتركيا، بالإضافة إلى العديد من الدول المعنية بالقضية بما فيها دول المغرب العربي.

ونظراً للطبيعة الأمنية لهذا الاجتماع، لم يعلن الأوروبيون عن انعقاده وتحفظوا على ذكر أي تفاصيل حول القضايا التي ناقشها. لكن مصدراً في دائرة مكافحة الارهاب الأوروبية أكد لـ«السفير» حصوله، موضحاً أن لقاء «الخبراء الأمنيين» يشكل الخطوة الأولى لانشاء منصة تعاون دائمة مع الدول المعنية بظاهرة «الجهاديين» الأجانب. وشارك في الاجتماع ثلاثة ضباط لبنانيين من مختلف الأجهزة الأمنية.

وبحسب ما قاله مسؤول ديبلوماسي رفيع المستوى لـ«السفير» فإن الاجتماع، ولكونه الأول، ساده استكشاف عام لطرق التنسيق الامني، التي يسعى إليها الاوروبيون، في محاولة لتطويق هذا التهديد. ونظراً للاحتكاك اللصيق لأجهزة أمن دول الجوار السوري بهذه الظاهرة، يأمل الاوروبيون الاستفادة من خبرة هذه الدول في مجال تحديد ورصد «الجهاديين» المحتملين قبل سفرهم، بالإضافة إلى إمكانية إطلاق نوع من «نظام الانذار المبكر» لملاحقة الشبان الغربيين المشبوهين، حالما تصدر الأجهزة الغربية مذكرات باختفائهم. هذا النوع من «الانذار» يختبره الاوروبيون الآن في تعاونهم الأمني مع تركيا، خصوصاً أن فوضى الحدود جعلتها البوابة الأولى لمريدي القتال.

المخاوف من «التهديد» المعلن في الغرب من عودة «الجهاديين» تكبر مثل كرة ثلج. في البداية ظهرت علامات قلق وتململ، قبل أن يعلن الاوروبيون أن القضية تشكل «تهديداً رئيسياً» لأمن الدول الاوروبية. في هذه الأثناء كانت التقديرات تتفاوت، وآخرها الإعلان أن أعداد «الجهاديين» الاوروبيين تجاوزت ألفي مقاتل.

وفي سياق تنامي هذه المخاوف جاء اجتماع الخبراء الأمنيين في بروكسل، وترأسه المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دي كيرشوف، وكان يحضّر له منذ بضعة أشهر. وقال المصدر في دائرة كيرشوف إن الاجتماع هو مجرد بداية، موضحاً أنه «سنحاول استثمار كل مجالات التعاون مع هذه الدول، وسنقوم بمواصلة العمل على عقد اجتماعات رفيعة المستوى».

وقد ظهرت الجهود الأوروبية، لمواجهة تحدي «الجهاديين» العائدين، للعلن منذ حزيران العام 2013. وقتها قدم دي كيرشوف أول تقرير بمقترحاته لوزراء الداخلية الاوروبيين. تلا ذلك قيام المفوضية الاوروبية، الشهر الماضي، بإصدار حزمة توصيات كي تعتمدها الدول الأوروبية كنهج يعالج مجمل مستويات الظاهرة. ومن بين أبرز التوصيات كان تعزيز التعاون مع دول «الطرف الثالث»، أي الدول التي يعبر من خلالها «الجهاديون».

المطلعون على الحراك الاوروبي في مجال مكافحة الارهاب يؤكدون حصول العديد من الاتصالات غير المعلنة. وفي هذا السياق، التقى أحد القادة الأمنيين اللبنانيين مع مسؤولين أمنيين أوروبيين في بروكسل في تشرين الأول الماضي، وكان التنسيق حول ظاهرة «الجهاديين الغربيين» أحد االمواضيع التي ناقشوها. وغير ذلك، ثمة لقاءات تأتي على مستوى أقل في إطار التنسيق المعتاد بين الأجهزة الأمنية.

وقريباً تنضم هذه القضية إلى نادي الصالات الكبرى وكلماتها الرسمية. وستملأ ظاهرة «المقاتلين الاجانب» مقاعد مؤتمر دولي في مدينة لاهاي الهولندية، سيعقد نهاية الشهر الحالي بمشاركة دولية واسعة. ومع هذا التدرّج في شكل الاهتمام الدولي، تقترب سوريا من الانضمام الرسمي إلى الدول «المصدرة للارهاب».

وشهد هذا الشهر تحولاً لافتاً في خطاب الولايات المتحدة تجاه هذه القضية. جاء ذلك مع تحذيرات غير مسبوقة أطلقها مدير وكالة الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، حين تحدث عن مؤشرات على وجود «مجمعات» في الاراضي السورية «لتدريب الاشخاص على العودة إلى بلادهم وارتكاب أعمال ارهابية». وبحسب كلابر، فإن المسؤول عن هذا النشاط المستجد هو «جبهة النصرة»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وكانت التحذيرات قبل ذلك تشير فقط إلى سيناريو «احتمالات» لمخاطر عودة «الجهاديين»، ولم يجر الحديث عن أي مخططات جارية لاعادة مقاتلي الغرب إلى دولهم لكن بهيئة «ارهابيين».

هذا التحول تبعته تحذيرات مشابهة، فبعد إفادة كلابر جاء كلام جيه جونسون، وزير الأمن الداخلي الاميركي، الذي اعتبر أن التهديد الذي تمثله عودة «الجهاديين» جعل الحرب السورية «قضية تمس الأمن الداخلي الأميركي».

وآخر شيء يمكن الحديث عنه في سوريا الآن هو الحصيلة الدقيقة، ويشمل ذلك «الجهاديين» الاجانب. لكن الاستخبارات الاميركية قدرت أخيراً عددهم بحوالى 7500 مقاتل، ينتمون إلى 50 جنسية.

11/5/140212

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك