سوريا - لبنان - فلسطين

سوريا: حرب «يبرود» الصامتة، معركة التلال و«المفاجآت»

1390 06:52:00 2014-02-14

حشد الجيش السوري وحداته المقاتلة، لمعركة القلمون المتواصلة منذ أشهر، وهو الذي اعتمد منذ اتخذ القرار بتوسعة نطاق «القُصير» الحيوي، عسكرياً وأمنياً، على العمل العسكري المباغت، البعيد عن استنتاجات المحللين، ورغبات المؤيدين، وجهوزية المعارضين.

الأمر لي، ليس شعاراً يرفعه الجيش السوري في الاحتفالات، هو مبدأ يطبقه على الأرض حرفياً، قرار المعركة، الهدنة، الاقتحام، السيطرة، يمسك بمفاصيله بقوة، ولا يتردد لحظة في توجيه الضربات القاسية لمن يُخل بالتوقيت، زماناً ومكاناً به.

لم يدفع تدحرج الانتصارات منذ معركة قارة والنبك وديرعطية ومستودعات مهين ومحيطها، الجيش السوري الى الركض خلف صناعة المزيد منها، مع العلم أن الآلة الإعلامية المتحفزة للتغطية جاهزة وبكافة أشكال التقنيات المباشرة وغير المباشرة، فالهدف ليس تسجيل نصر إعلامي يمكن بسهولة محوه عن الشاشة بهزيمة موجعة أو ضربة غير محتسبة أو محسوبة، بل الهدف السيطرة على الأرض، تثبيت المواقع، والقضاء على قدرات المسلحين في المنطقة كي لا يعود بالإمكان أن يعودوا اليها مرة أخرى.

أهداف المعركة

تلاقت أهداف الجيش السوري وخططه، مع مصلحة «المقاومة» في إبعاد خطر التكفيريين عن الحدود اللبنانية، وسد الممرات التي يستخدمونها لإرسال «سيارات الموت» إلى لبنان، وتجربة القصير المشتركة خير دليل على «قوة الفعل» عندما تجتمع الإرادتان، ويُتخذ القرار.

التقى الجمعان، حشود مدرعة من الجيش العربي السوري، ومجموعات متخصصة من المقاومة، وكالعادة سُينسج الكثير حول عدد وقدرات تلك المجموعات، وسيُكتب وينشر أرقام بالمئات والآلاف، لكن أصحاب القبعات المختلفة، لن يلقوا بالاً الى كل تلك التقارير، فعديدها يزيد وينقُص وعدد القُبعات التي تظلل الوجوه السمراء، هو هو .. بضع عشرات هنا وهناك.. جاهزون للدعم والإسناد كما للإقتحام والسيطرة.

أقفل الجيش السوري مداخل يبرود لجهة الأوتوستراد من عدة محاور، لجهة العقبة والنبك (منطقة ريما)، وشمالاً بين الأوتوستراد وبلدة السحل، وزاد من حشد آلياته وعناصره، وتقدم فاتحاً ثغرة في منطقة ريما، تمثلت بالسيطرة على مساحة تسمح له، بنشر قوة من المشاة المدعومة بالمدرعات، يمكن تثبيتها قاعدة ارتكاز عند الهجوم الى الأمام.

هناك كان رأس السهم واضحاً، وتلقفه المسلحون بسرعة، فيما كان الجناحان المدرعان يتقدمان بهدوء باتجاه مرتفعات القسطل وتلال السحل، بدأت المعركة على أطراف القسطل باكراً، مال المسلحون الى الجنوب، فتقدمت الوحدات نحو بلدة السحل، ارتفع رنين الهواتف، وبدأت المفاوضات حولها، لكن الجيش لم يتعود وقف عملياته بانتظار نتائج المفاوضات، على الرغم من قراره بإبقاء مساحة جيدة للتسويات التي يعمل عليها فعاليات معتبرة لدى الجيش والمسلحين، لكن خطة الجيش استُكملت، دخل الجيش بلدة الجراجير في أعلى مرتفعات السحل تقريباً دون معارك تُذكر، ثبت مواقعه وتفرغ للعمل الأهم.

معركة التلال

حتى الساعة لا تُقدم المصادر الميدانية المُعتادة تفاصيل عن مجريات معركة التلال، كيف نُفذت؟ كيف استقدمت القوات الى المنطقة، هل قامت بعملية التفاف سريع، أم كان الإنزال البري (تسللاً وتموضعاً) عملية مفاجئة ودقيقة أربكت المسلحين ودفعتهم لإخلاء العديد من التلال الجرداء لانعدام امكانية الدفاع عنها بغياب الجدران والمنازل والتضاريس الصخرية التي يمكن الاستناد اليها كخنادق حربية، لا أجوبة .. «سيطرنا على العديد من التلال المُشرفة»، هل هذه هي التلال التي تحتاجون لاستكمال عملية انجاز الطوق حول يبرود والبلدات المتصلة بها؟ .. يجيب «لا زال هناك بعض التلال لكن عملية السيطرة عليها ستكون بنفس سهولة العمليات السابقة، ولكننا أنجزنا عملاً ميدانياً كبيراً قبل فترة طويلة، يتم الاستفادة منه لتعزيز سيطرتنا على مجموعة كبيرة من التلال والمعابر (الوديان)، والأهم أننا استطعنا السيطرة بالنار على طرق مهمة لتنقل أرتال المسلحين ودعمهم بالعناصر والذخائر».

العمل المُنجز

الرجل الذي أنهى منذ أيام عمله هناك، بقي فترة اضافية لمراقبة نتائج ما أنجزته يداه، وحين تسأله عن دقة المعلومات التي تتحدث عن «الآلاف من المقاتلين» في جبال ووديان وبلدات القلمون، يؤكد لك مع أن هناك مبالغة كبيرة في الحديث عن الأرقام «المسألة لا علاقة لها بالأعداد»، يشدد على كلامه بالتعداد على أصابع يديه «ألف .. ألفان، ثلاثة، ليسوا مشكلة» ويشرح مقدماً نموذجاً «حين سيطر «الشباب» على النعمات، كان هناك العديد من الكمائن التي كان من المفترض أن تباغتهم، لكنهم وبخبرتهم العسكرية الواسعة استطاعوا قلب المعادلة لمصلحتهم» ويستطرد «باغتوا المسلحين وقضوا عليهم بشكل سريع دفع الباقين الى الهرب من المنطقة، وكذلك الأمر في مناطق أخرى، كل عمل عسكري يتم التحضير له بطرق مختلفة تسبق مواقيته المعروفة، ننسج الكمائن وشبكات العبوات، نشكل الطوق في مدة زمنية لا يستطيع أي تشكيل مسلح آخر تنفيذه خلالها، وننقض بالسرعة التي لا يتخيلها، تلك مفاتيح الحسم.. المُنجز».

يرتاح قليلاً، ليس من الحديث ولا من تعب العمل الذي قام به سابقاً، بل من عبء «دوزنة» ما يريد أن يبوح به إليك «أعداد المسلحين كبيرة، بلا شك، وتسليحهم جيد، لكنهم في القتال أمامنا أضعف بمرات من مقاتلي القُصير (يرسم ابتسامة خفيفة ويُكمل)، في النعمات حاولوا شن هجوم مضاد، كانوا حوالي ٣٠ عنصراً، عاد منهم ثلاثة فقط، هكذا حصل في ريما والقسطل وأطراف السحل، وهكذا سيحصل في يبرود فيما لو قررنا دخولها، يتحفظ.. لكنه يجزم، نحن نسيطر على مساحات ومواقع أكثر بكثير مما يعلم حتى المسلحون انفسهم، فهم يفاجأون دائماً بتموضعنا، حتى أصبح الأمر بالنسبة اليهم كمن يعبر مستنقعاً مليئاً بالكمائن والأفخاخ الطبيعية».

تسأله عن المدة الزمنية التي تستغرقها العملية وهل ستسكمل حتى السيطرة على يبرود؟

يجيب دون تفكير«ليس من عادتنا تقديم هذا النوع من التفاصيل، واطار العملية أوسع من الشرح والمدد الزمنية، الهدف هو الأهم، ولدينا بنك أهداف كامل من الجرود والجبال المتاخمة للحدود اللبنانية لجهة عرسال وصولاً حتى الزبداني، وفي العمق حيث يحتاج الجيش السوري، أما السيطرة على البلدات ودخول القرى فتلك مسائل رهن بالتطورات الميدانية ومدى تأثيرها على العملية العسكرية، ولكن كل ما يمكن قوله في هذا المجال، وكما حصل بالأمس واليوم سيجدنا المسلحون حيث لا يتوقعون، وما قد يظنون انه «مُحصنٌ» في وجهنا، قد ينهار عليهم أو نكون بداخله قبل أن يدركوا، المبادرة بيدنا وكذلك عنصر المفاجأة».

11/5/140214

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك