حسين مرتضى
العملية العسكرية في حلب تسير على قدم وساق وسط إنجازات جديدة يسجلها الجيش السوري بعيداً عن السياسة والمؤتمرات. ومن هذه الانجازات، سيطرة الجيش السوري على قرية الشيخ نجار المتاخمة للمدينة الصناعية شمال شرق حلب، بعد معارك ضارية شهدتها المنطقة قتل فيها عشرات المسلحين بينهم جنسيات أجنبية.
الجيش السوري استطاع أن يبسط سيطرته أيضاً على كل محاور المنطقة بما فيها تلة غالي الاستراتيجية، وسط عملية عسكرية واسعة النطاق لفك الحصار المفروض على سجن حلب المركزي الواقع في منطقة المسلمية في الريف الشمالي لحلب. هذا السجن الذي حاولت “جبهة النصرة” عشرات المرات الدخول اليه ولا تزال.
عمليات عسكرية خاطفة في حلب رغم الانشغال بمعركة يبرود
بلدة الشيخ نجار، هي أحد المداخل الرئيسية لمدينة حلب، حيث ان السيطرة عليها يعتبر تطوراً عسكرياً مهماً في سير العمليات في ريف حلب، لما يحمله هذا التقدم من تطور مهم، يدل على متابعة الجيش السوري سياسة محاصرة المجموعات المسلحة في أحياء مدينة حلب وقطع سبل الاتصال مع ريفها.
وفي ظل التطورات الاخيرة في سير العمليات في ريف حلب، تأتي المحاولات المتكررة للمجموعات المسلحة، لتضييق الخناق على سجن حلب المركزي، ومن ثم مهاجمته بأكثر من سيارة مفخخة واستهدافه بشكل دائم، بالقذائف الصاروخية، وبالتزامن مع زيارة وزير الدفاع السوري إلى حلب، وما لها من دلالات مهمة، ما جعل فك الحصار عن السجن المركزي واحداً من أهداف العملية العسكرية الدائرة الآن في ريف حلب، تلك العملية التي تسير وفق استراتيجيات دقيقة، وعلى مسارات متوازية يستوجب معها تأمين الطرق المؤدية للمناطق المحيطة بالسجن المركزي، وقطع خطوط إمداد المسلحين من كل الجهات.
السيطرة على بلدة الشيخ نجار كانت تتويجاً لعملية عسكرية بدأها الجيش السوري بالسيطرة على منطقة المواصلات على أطراف منطقة النقارين، وصولاً الى تلة النبي يوسف، بهدف قطع طرق الامدادات عن منطقة النقارين، فيما كان مسعى الجيش السوري ينصب على تطهير شرق حلب برمته، مع أولوية تأمين عمق كبير لمطار حلب الدولي، فكانت السيطرة على منطقة المعامل شرقي المطار لتأمين مدى هبوط وإقلاع آمن للطائرات المدنية، ومن ثم اتجه نحو الجهة الغربية لتنظيف منطقة كرم الطراب في طرف مدينة حلب الشرقي.
العملية استمرت حتى أطراف منطقة المعصرانية، إلا أن منطقة الشيخ نجار كانت تعتبر الممر الرئيس للمجموعات المسلحة من الريف الشمالي الشرقي والشرقي المرتبط مع الحدود التركية، فكان الهدف الحقيقي ينحصر بالسيطرة على التلال المحيطة بالبلدة ومن ثم استدراج المسلحين نحو كمائن منصوبة، والإطباق عليهم من جميع الجهات، ما سرّع في سيطرة الجيش السوري على تلة الغوالي الاستراتيجية، وذلك بعد ضرب طوق حول المسلحين الذين كانوا يتمركزون على هذه التلة، ما دفعهم للانسحاب حول مدينة حلب، مخلفين عدداً كبيراً من العبوات الناسفة التي قام الجيش السوري بتفكيكها.
وبذلك يتم قطع طريق الامداد والتقدم للمجموعات المسلحة الى المطار الدولي، ومنع وصول الامدادت العسكرية للمجموعات المسلحة في محيط السجن المركزي من جهة المسلمية، فيما تستمر قوة أخرى للجيش السوري بعملياتها من جهة ثانية، حيث بدأت بالتقدم نحو المدينة الصناعية في الشيخ نجار، ليتم قطع الامدادات اللوجستية عن المسلحين في السكن الشبابي والانذارات والحيدرية ما يسمح بتقدم الجيش السوري، وصولاً الى دوار الجندول والشقيف ليفرض طوقه على الشيخ مقصود وبستان الباشا، تمهيداً لتطهيرها.
مصدر عسكري أكد لموقع “العهد” الاخباري أن السيطرة على بلدة الشيخ نجار خطوة مهمة، ونقطة انطلاق لعملية في اتجاه المدينة الصناعية التي تحوي مقار لعدد من المجموعات المسلحة، وبهذا التقدم، بات الجيش السوري يحاصر المدينة الصناعية في حلب من محور الفئة الثالثة ومحور الفئة الأولى، ما يجعل من مهمة السيطرة على المدينة مسألة وقت.
وبحسب المصدر، فإن الجيش السوري وبتقدمه هذا بات على وشك البدء بعمليته العسكرية لفك الحصار وضرب تجمعات المسلحين حول السجن المركزي، حيث يعتمد الجيش السوري على تكتيك القضم خلال عملياته العسكرية في ريف حلب، ما يؤمّن له انتقالاً آمناً من منطقة إلى أخرى، ونقاط تمركز وانطلاق في اتجاه مناطق سيطرة المسلحين داخل مدينة حلب.
1/5/140219
https://telegram.me/buratha